قصص وروايات

اشترى رجل حطبًا ووجد فيه …

في عالمنا، كثيرًا ما نمر بمواقف تبدو عابرة، لا نعيرها اهتمامًا، لكنها قد تخفي وراءها قصصًا مأساوية وحقائق مذهلة. هذه قصة حقيقية تؤكد أن الخوارق لا تزال موجودة، وأن الشر قد يتخفى في أبسط الأشياء. فقبل أسبوعين فقط، لم يكن يدور في خلد رجل أن رحلة عادية لشراء حطب للتدفئة أو للطهي، ستحمله على عاتقه مسؤولية إنقاذ عائلة بأكملها من مصير مجهول.

الاكتشاف: صدمة داخل حزمة الحطب

بينما كان الرجل منهمكًا في فرز حزمة الحطب التي اشتراها، استوقفته حطبة واحدة تبدو مختلفة. لم تكن كباقي الجذوع، فقد كانت ملفوفة بعناية في “سفرة طعام” – وهي قطعة قماش تُستخدم عادةً لفرد الطعام. بدت الحطبة غريبة ومثيرة للريبة.

وعندما أمعن النظر، صُدم بما رأى: جذع الشجرة مغروس فيه عدد هائل من المسامير، بشكل عشوائي وكثيف، لدرجة أثارت الفزع والقلق في نفسه. لم يكن منظرًا طبيعيًا أبدًا، بل حمل في طياته إحساسًا ثقيلاً بالشر والنوايا الخبيثة.

التحقيق: كشف الغموض عند الشيخ

انتاب الرجل شكٌ كبير في أن هذه الحطبة ليست مجرد خشب، بل قد تكون أداةً لشيء خفي. لم يتردد، فأخذها مسرعًا إلى أحد المشايخ الموثوقين، المطلعين على أمور من هذا القبيل. وضع الرجل الحطبة المسمَّرة أمام الشيخ، والتي كانت تبدو كجسم مريض من كثرة المسامير المغروسة فيها. نظر الشيخ إلى هذه الأداة الغريبة، وبعد تأمل، كشف الحقيقة المروعة.

الكشف المروع: سحر ومسامير الأمراض

قال الشيخ بلهجة جادة: “إن هذه الحطبة المسمَّرة فيها سحر لعائلة مكونة من أم، وأب، وستة أولاد”. ثم شرع في تفسير الرمزية الكامنة وراء هذه المسامير، موضحًا أن كل مسمار يمثل مرضًا أو ألمًا يصيب أحد أفراد هذه العائلة.

وأكد أن “هذه المسامير الكثيرة، تعني كثرة الأمراض التي تأتيهم”، بل إن بعض هذه الأمراض خطير ومستعصٍ، “أمراضًا لا يعلم بها إلا الله”. إنها صورة مؤلمة لعائلة تعاني بلا معرفة السبب الحقيقي وراء آلامها المتكررة وعجز الأطباء عن تشخيص أسبابها بدقة. ختم الشيخ كلامه مستعينًا بالله، قائلاً: “فحسبي الله ونعم الوكيل على من فعل ذلك”، داعيًا على من تسبب في هذا الأذى العظيم.

التنبيه الخطير: لحظة مصيرية أنقذت العائلة

ثم استطرد الشيخ مخاطبًا الرجل بكلمات جللت قلب المستمع رهبة: “الحمد لله أنك لم تقم بإحراقها”. هذه الجملة حملت في طياتها الخطر الأكبر. فلو أن الرجل، بكل بساطة، ألقى بهذه الحطبة في النار مع بقية الحطب، لكانت العواقب كارثية.

أوضح الشيخ أن إحراق أداة السحر هذه من شأنه أن ينقل الأذى من مرحلة الأمراض إلى مرحلة الموت، مؤكدًا بجدية: “فلو أحرقتها لماتت العائلة بأكملها”. لقد كانت يد العناية الإلهية أن قيضت لهذا الرجل الفضول والقلق الذي منعه من إتلافها، فكان سببًا غير مباشر في حماية ثمانية أرواح من الهلاك.

خاتمة: تأملات ودروس مستفادة

هذه القصة، والتي تداول الناس صورة الحطبة المسمرة دليلاً عليها، تترك في النفس العديد من الدروس والعبر:

  1. اليقظة والتفكر: تدعونا إلى عدم إهمال المشاعر الداخلية (الحدس) عندما توحي لنا بأن شيئًا ما ليس على ما يرام، حتى ولو بدا بسيطًا.

  2. حقيقة السحر: تذكرنا بأن السحر حقيقة واقعة، وقد يكون سبًبا خفيًا وراء كثير من المصائب والأمراض التي تصيب الناس، وهو من الكبائر المحرمة.

  3. التوكل على الله: في النهاية، يكون الملجأ والملاذ هو الله سبحانه وتعالى. فكما ختمت القصة بالدعاء، يجب على المسلم أن يلجأ إلى الله بالتحصينات الشرعية والأذكار من شر الحاسدين والسحرة.

  4. قدسية الحياة: تظهر كيف أن حياة الإنسان قد تكون معلقة بأتفه الأسباب، وأن الرحمة الإلهية قد تتدخل في لحظات حرجة لتحول بين الإنسان وبين الهلاك.

لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. فهي كلمة استعانة تليق بمثل هذه المواقف، نستحضر بها عظمة الخالق وقدرته، ونستعيذ به من شر خلقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى