طفل الكوميكس صبري غريب بعدما كبر
منذ سنوات، انتشرت صورة لطفل صغير لم يتجاوز عمره العامين، يظهر فيها بوجه غير مبالٍ، تعلوه علامات الدهشة والاستغراب، بينما ينظر إلى اللاشيء بتركيز غامض. لم يكن أحد يتخيل أن هذه الصورة العابرة ستصبح واحدة من أشهر الصور المُستخدمة في الكوميكس والميمات على الإنترنت، يتبادلها الملايين حول العالم. والأكثر إثارة أن هذا الطفل الصغير قد كبر ليكون الدكتور صبري غريب، الطبيب الذي يحمل بين ذكرياته قصة طريفة مع الشهرة الرقمية.
محتــويات المقــال
الصورة التي غيرت حياته.. دون قصد
في حديث خاص لـ«الوطن»، كشف الدكتور صبري غريب أنه لم يكن يتخيل أبدًا أن صورة التُقطت له وهو طفل صغير ستجتاح العالم الافتراضي بهذا الشكل. وقال ضاحكًا: “غالبًا أهلي كانوا واقفين جنب المصور، وأنا كنت نعسان، فدخلوا يصوروني فجأة وطلعت بالشكل ده! يعني مالهاش قصة مميزة، لكنها أصبحت أيقونة!”.
الصورة التي التُقطت على حين غفلة، دون أي استعداد من الطفل الصغير، تحولت إلى ظاهرة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن بدأ المستخدمون في تحويلها إلى “ميمات” تعبر عن المواقف المحرجة أو المفاجئة. ورغم مرور السنوات، لا تزال هذه الصورة تُستخدم بكثافة، حتى بعد أن أصبح صاحبها طبيبًا متخصصًا في العلاج الطبيعي.
من التنمر على الذات إلى الشهرة العالمية
عُرف صبري غريب، ابن محافظة القاهرة، بين أصدقائه وأسرته بخفة ظله وحبه للمزاح، خاصة فيما يتعلق بمظهره في الصور القديمة. وقبل أربع سنوات، قرر مشاركة إحدى صور طفولته الغريبة على صفحته الشخصية، دون أن يدري أنها ستكون بداية رحلة شهرة غير متوقعة.
“شاركت الصورة، وبعدها بفترة قصيرة بدأت ألاحظ أن الناس بتنشرها بشكل كبير، والموضوع بدأ يكبر ويخرج عن السيطرة!”، يتذكر غريب.
لم يكن يتوقع أن تنتشر الصورة بهذا الشكل الهائل، حيث تحولت إلى ظاهرة بعد 72 ساعة فقط من نشرها، وبدأت تظهر في منشورات الفيسبوك، وتغريدات تويتر، وحتى في تعليقات الإنستجرام، مع تعليقات طريفة مثل “لما تلاقي أهلك ناقصينك في الصورة” أو “لما تفتح الثلاجة وما تلاقيش حاجة”.
بين الطب والشهرة.. رحلة مختلفة
لم تكن الشهرة الرقمية مجرد مصدر للضحك بالنسبة لصبري غريب، بل فتحت له أبوابًا جديدة. فقد تمت مشاركة صورته في إعلانات لشركات اتصالات، مما جعله يتجه مؤقتًا نحو عالم الدعاية والإعلان. لكنه في النهاية قرر أن يركز على مهنته الأساسية كطبيب علاج طبيعي، تاركًا خلفه إرثًا من الصور التي لا تزال تضحك الملايين.
“في ناس كتير ما تعرفش إني أنا صاحب الصورة دي، لكني حاطط البوست الأصلي على صفحتي، وكل ما حد بيسأل بقوله: أيوه، ده أنا!”، يقول غريب مبتسمًا.
هل هناك المزيد من الصور؟
يختتم صبري غريب حديثه بالإشارة إلى أن هذه الصورة ليست الوحيدة التي تظهر تعابيره الغريبة في الطفولة، قائلًا: “معايا كذا صورة تانية بنفس النظرة دي، كلها فيها دهشة واستغراب!”.
وهكذا، تظل قصة الدكتور صبري غريب مثالًا طريفًا على كيف يمكن لصورة عابرة أن تصنع شهرة دائمة، وكيف يتحول طفل “ميم” إلى طبيب محترم، دون أن يفقد روح الدعابة التي جعلته أيقونة الإنترنت!