منوعات

صندوق غامض داخل الجامع الأموي يشعل الفضول في دمشق| ما قصته؟

أثار صندوق ضخم مغطى بقماش أخضر، وُضع داخل الجامع الأموي في العاصمة السورية دمشق، موجةً واسعة من الجدل والفضول على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تكتم رسمي كامل، وتداول العديد من الروايات المتباينة حول ماهيته والهدف من وجوده في هذا الموقع الديني والتاريخي الحساس.

المشهد: صندوق محاط بالغموض والحراسة المشددة

تظهر المقاطع المصورة المتداولة مشهداً غريباً داخل الجامع الأموي:

  • الصندوق: صندوق ضخم مغطى بغطاء أخضر اللون.

  • الرموز: نُقش على الغطاء شعارا المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، مما يشير إلى طبيعة رسمية وثنائية.

  • الإجراءات الأمنية: يحيط بالصندوق عدد من عناصر الأمن الذين يحرسونه، مما يضفي عليه طابعاً مهيباً ويثير المزيد من التساؤلات.

التفسيرات المتداولة: بين “عيد التحرير” وستار الكعبة وترميم الآثار

في غياب أي بيان رسمي، تعددت الفرضيات والتفسيرات الشعبية والإعلامية:

  1. هدية بمناسبة “عيد التحرير” (فرضية سياسية):

    • ربطها بعض الناشطين بذكرى الثامن من ديسمبر، والذي يسميه البعض “عيد التحرير” في إشارة إلى سقوط نظام بشار الأسد (وفق روايات المعارضة).

    • وفق هذه الفرضية، الصندوق هو هدية سعودية رمزية ستُكشف في تلك المناسبة.

  2. قطعة من ستار الكعبة المشرفة (فرضية دينية):

    • أشارت صفحات إخبارية سعودية إلى أن المحتوى قد يكون قطعة حديثة من كسوة أو ستار الكعبة، وهو تقليد تقدمه السعودية كهدية تكرّميّة للمواقع الدينية المرموقة في العالم الإسلامي.

  3. مشروع ترميم أو حماية أثرية (فرضية تاريخية):

    • رجحت مصادر أخرى أن يكون الصندوق جزءاً من مشروع ترميم أو حماية لمعالم داخل المسجد.

    • توقعات أخرى ربطته بضريح النبي يحيى (يوحنا المعمدان) عليه السلام، الذي يعتقد أن رأسه مدفون في الجامع الأموي، مما قد يعني وجود أداة أو قطعة خاصة بالضريح أو قبره.

الموقف الرسمي: صمت يزيد الغموض

وسط كل هذه التكهنات، حافظت الجهات الرسمية في كل من دمشق والرياض على صمت تام، دون أي تصريح أو بيان يوضح مضمون الصندوق أو سبب وجوده. هذا الصمت الرسمي زاد من حالة الغموض وأشعل الفضول ليس فقط لدى السوريين، بل لدى متابعي المنطقة بشكل عام.

مكانة الجامع الأموي: لماذا يعد الموقع بهذه الأهمية؟

يكتسب الحدث أهميته من المكانة الفريدة للجامع الأموي نفسه:

  • أحد أعرق المساجد: شُيد في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بين عامي 705 و715 ميلادية، وهو من أقدم وأهم المساجد في التاريخ الإسلامي.

  • تقاطع الحضارات: بُني فوق كنيسة يوحنا المعمدان، مما يجعله نموذجاً فريداً للتداخل بين الإرث المسيحي والإسلامي، وتظهر هذه البصمات في محرابه وحنيته.

  • نموذج معماري مؤثر: مآذنه الثلاث، وخاصة المئذنة الشمالية (مئذنة العروس) التي تعود للعصر الأموي، أصبحت نموذجاً معمارياً انتشر منه طراز المئذنة المربعة إلى سوريا وشمال أفريقيا والأندلس.

الخلاصة: انتظار الكلمة الفصل

بينما تتناثر الفرضيات من هدية سياسية إلى تحفة دينية أو قطعة ترميمية، يظل الصندوق الأخضر الغامض في قلب الجامع الأموي لغزاً ينتظر الحل. المشهد يختصر حالة من الانتظار والترقب، ليس فقط لكشف محتوى مادي.

بل ربما لفهم دلالة أعمق للعلاقات أو الأحداث الجارية. يبقى الجمهور، وخاصة السوريون، في انتظار كلمة رسمية واحدة قادرة على تبديد الغموض وكشف الحقيقة المخبأة خلف القماش الأخضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى