ضربت هزة أرضية عنيفة وموجة ثوران بركاني مكثف جمهورية إندونيسيا، في تذكير جديد بالطبيعة الجيولوجية النشطة والمضطربة لهذا الأرخبيل الواقع في “حلقة النار” في المحيط الهادئ.
حيث سُجل زلزال قوي قبالة سواحل سومطرة، بينما شهد بركان سيميرو في جاوة الشرقية نشاطاً زلزالياً مكثفاً، مما دفع السلطات للإبقاء على أعلى مستوى للتحذير.
محتــويات المقــال
الزلزال: هزة بقوة 6.2 درجة تهدد الساحل الغربي لشمال سومطرة
أفادت وكالة رويترز برصد زلزال بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، وضرب منطقة قبالة الساحل الغربي لشمال سومطرة. لا تزال التقارير الواردة أولية، ولم يتم الإعلان عن تحذير من تسونامي أو تقديم تفاصيل عن الأضرار والخسائر البشرية حتى الآن. يقع هذا الزلزال في منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي العالي.
بركان سيميرو: 45 هزة ثورانية خلال 6 ساعات فقط
في تطور منفصل لكنه مثير للقلق بنفس القدر، شهد بركان سيميرو في إقليم جاوة الشرقية نشاطاً زلزالياً مكثفاً وغير عادي. وفقاً لـ رودرا ويبوو، المسؤول في مركز رصد البركان، سجلت الأجهزة خلال فترة ست ساعات فقط:
-
45 هزة ثورانية: وهي زلازل مرتبطة مباشرة بحركة الصهارة والغازات داخل البركان. استمرت هذه الهزات لفترات طويلة تتراوح بين 58 و184 ثانية.
أنواع الهزات المسجلة الأخرى:
بالإضافة إلى الهزات الثورانية، رصدت المحطات أنواعاً أخرى من النشاط الزلزالي التي ترسم صورة لبركان في حالة اضطراب:
-
6 هزات انهيارية: ناتجة عن انهيار أجزاء من قبة الحمم داخل فوهة البركان. بلغت شدة أمواجها الزلزالية 2-4 ملم.
-
8 هزات رياح (تيمبلوران): مرتبطة باهتزازات بسبب حركة الغازات والمواد الساخنة داخل القنوات البركانية.
-
5 هزات تكتونية بعيدة: وهي زلازل بعيدة لا علاقة لها بالنشاط البركاني المباشر، ولكنها تسجل على أجهزة الرصد، مما يشير إلى حساسية الشبكة وقدرتها على التقاط أنواع مختلفة من النشاط.
المراقبة البصرية والظروف الجوية
على الرغم من النشاط الزلزالي الكثيف، أشارت المراقبة البصرية إلى:
-
رؤية متغيرة: تراوحت بين الرؤية الواضحة إلى الضبابية.
-
عدم رصد دخان: لم يتم رصد أي عمود دخان مرئي ينبعث من فوهة البركان، مما قد يشير إلى أن النشاط الحالي يتركز في الأعماق.
-
طقس غائم وممطر: مع هبوب رياح خفيفة باتجاه الجنوب الشرقي.
مستوى التحذير والإجراءات الوقائية: الدرجة الرابعة (أعلى مستوى)
لا تزال السلطات الإندونيسية متمسكة بتصنيف البركان عند الدرجة الرابعة، وهو أعلى مستوى إنذار في نظام التحذير البركاني الإندونيسي.
وترافق هذا التصنيف بسلسلة من التوصيات الصارمة الصادرة عن مركز علم البراكين وتخفيف المخاطر الجيولوجية:
-
منطقة الحظر: منع جميع الأنشطة البشرية في القطاع الجنوبي الشرقي ضمن نطاق 20 كيلومتراً من قمة البركان، باعتبارها مركز الثوران المحتمل.
-
تحذير من تدفقات الحمم: حذرت السلطات من خطر تدفق الغيمار (الحمم البركانية الحارقة) والفيضانات البركانية والحمم الباردة (اللاهار)، والتي يمكن أن تتدفق عبر المجاري المائية المنحدرة من قمة البركان.
-
المراقبة المستمرة: تواصل الجهات المختصة مراقبة النشاط البركاني على مدار الساعة، مع إصدار تحذيرات مستمرة للسكان بعدم الاقتراب من المناطق عالية الخطورة.
الخلاصة: مشهد جيولوجي متقلب يتطلب يقظة دائمة
تؤكد هذه الأحداث المتزامنة أن إندونيسيا لا تزال واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطاً من الناحية الجيولوجية.
بينما يركز العالم على الزلزال قوي السطوح، يظل بركان سيميرو هو التهديد الأكثر تعقيداً والمستمر للسكان المحليين، حيث يتطلب النشاط المكثف تحت سطحه يقظة قصوى واستعداداً دائماً لأي سيناريو طارئ.





