هدير من الأقصر، مهندسة شابة نجحت في بناء مسيرة مهنية متميزة، واشتهرت بين زملائها وأقاربها بأخلاقها الرفيعة وأدبها الجم، كانت تعمل في أحد المكاتب الهندسية الكبرى بالأقصر، وتخصصت في التصميم الداخلي، حيث نفذت أكثر من 40 مشروعاً ناجحاً خلال مسيرتها القصيرة لكنها المليئة بالإنجازات.
حلم أمومة بسيط يحطمه مرض غامض
كان حلم هدير الوحيد هو تربية ابنتها الرضيعة في بيئة آمنة ومستقرة، دون طموحات مادية أو مهنية ضخمة.
وفقاً لمقربين منها، كانت ترفض عروض العمل خارج الأقصر للحفاظ على استقرار ابنتها، وخصصت غرفة في منزها كحضانة صغيرة مليئة بالرسومات التعليمية والألعاب التنموية.
رسالة الشيطان التي كسرت كل شيء
في ذروة معاناتها مع المرض، تلقت هدير رسالة كراهية مجهولة المصدر عبر حساب مزيف، محملة بطاقة سلبية مرعبة.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الرسالة أتت من صديقة مقربة كانت تحسدها على نجاحها وأمومتها، واستخدمت تطبيقات إخفاء الهوية لإرسال هذه الرسالة المدمرة.
معاناة إنسانية تصل إلى نقطة اللاعودة
وصفت هدير معاناتها في منشور مؤثر قبل وفاتها، حيث كتبت: “والله العظيم أنا حرفيًا مبقاش نافع معايا أي نوع مسكن…”
الأطباء الذين عالجوها شخصوا حالتها بـ”متلازمة الآلام المزمنة غير المستجيبة للعلاج”، والتي يعتقد البعض أنها قد تكون مرتبطة بالصدمة النفسية العميقة التي تعرضت لها.
رحيل مأساوي وطفلة يتيمة
فارقت هدير الحياة تاركةً ابنتها الرضيعة دون حضن أمها الحاني، الجمعيات الأهلية في الأقصر تتابع الآن حالة الطفلة، وتعمل على توفير رعاية نفسية واجتماعية لها، بينما يتبرع العديد من أهالي المحافظة لضمان مستقبلها التعليمي والمعيشي.
تحليلات ودروس مستفادة:
الآثار النفسية للكراهية والحسد:
-
الكلمات قد تكون أشد فتكاً من الأمراض العضوية
-
الحسد مرض قلبي يدمر الحاسد قبل المحسود
-
أهمية الحماية النفسية من الطاقة السلبية
توصيات مجتمعية:
-
ضرورة الوعي بخطورة التنمر الإلكتروني
-
أهمية الرقابة على حسابات التواصل الاجتماعي
-
تفعيل قوانين تجريم التهديد النفسي عبر الإنترنت
دروس إنسانية:
-
“اللسان قد يكون سبباً في هلاك الإنسان”
-
“الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”
-
“رب كلمة قالت لصاحبها دعني”
ختاماً: قصة هدير تذكرنا بقوله تعالى: “أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ”، وتؤكد أن الحسد آفة اجتماعية تدمر المجتمعات وتزهق الأرواح.





