في تدخل سريع ومحترف، تمكنت قوات الحماية المدنية بمحافظة أسوان من السيطرة تمامًا على حريق محدود نشب في إحدى البواخر السياحية، وذلك أثناء خضوعها لأعمال الصيانة الدورية داخل الترسانة البحرية بمنطقة السد العالي شرق النيل.
تمت عمليات الإخماد في وقت قياسي، مما حال دون تحول الحادث إلى كارثة أكبر، وذلك بفضل التخطيط المسبق وتوفر الإمكانيات.
تفاصيل العمليات: تكامل الوسائل البرية والمائية
شملت خطة الإخماد استخدام وسائل متطورة ومتكاملة لضمان أعلى كفاءة:
-
الاستجابة البرية: تمت تعبئة سيارات الإطفاء المجهزة بأحدث المعدات وانتشارها على الأرض للتعامل المباشر مع بؤرة الحريق.
-
الدعم المائي: تم الاستعانة بلنش إطفاء متخصص كان مرابطًا في مسطح بحيرة ناصر، مما أتاح الوصول للمناطق التي يصعب على السيارات الوصول إليها وضخ كميات كبيرة من الماء.
-
مرحلة التبريد: بعد إخماد اللهب مباشرة، نفذت الفرق عمليات تبريد مكثفة لمقدمة الباخرة، وهي إجراءات وقائية حاسمة لمنع اشتعال النيران مرة أخرى بسبب احتمال ارتفاع درجة الحرارة في الهيكل المعدني أو وجود بقايا متوهجة.
سبب الحريق: شرارة صغيرة ورياح خفيفة
تابع اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، تطورات الموقف لحظة بلحظة عبر مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، الذي يعد عصب إدارة الأزمات بالمحافظة.
وأوضحت التحقيقات الأولية أن السبب المباشر للحريق كان تطاير شرر من لنش صيانة مجاور للباخرة. وقد تزامن هذا الحادث التقني البسيط مع وجود رياح خفيفة، عملت على نقل الشرارة إلى أجزاء من مقدمة الباخرة، مما أدى إلى اندلاع الحريق.
نتيجة محظوظة: تجنب كارثة بشرية
أشار محافظ أسوان في بيانه الرسمي إلى نتيجة بالغة الأهمية، وهي أن الباخرة كانت خالية تمامًا من أي أفواج سياحية أو أطقم عمل في ذلك التوقيت، نظرًا لأنها كانت في مرحلة الصيانة المجدولة.
هذا العامل كان حاسمًا في منع وقوع أي إصابات بشرية أو خسائر في الأرواح، مما حول الحادث من خطر محتمل على الأرواح إلى حادث تضرر مادي محدود.
إجراءات رقابية صارمة: التحقيق والمساءلة
تحسبًا لأي تقصير، وكلف المحافظ اللواء ماهر هاشم، السكرتير العام للمحافظة، بالتوجه فورًا إلى موقع الحريق لمتابعة الموقف عن كثب. وكانت التكليفات واضحة وصارمة:
-
متابعة ميدانية: التأكد من استكمال جميع عمليات التأمين والتبريد بشكل كامل.
-
فتح التحقيق: تم إحالة الواقعة بأكملها للتحقيق الفوري والجاد للوقوف على جميع الملابسات والظروف التي أدت إلى الحادث.
-
التأكيد على معايير السلامة: الهدف الأساسي من التحقيق هو تحديد أوجه القصور في تطبيق اشتراطات السلامة ووضع آليات لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل.
توجيهات استباقية: تعزيز معايير الأمان في القطاع السياحي
شدد المحافظ على تعميم الدروس المستفادة من هذا الحادث على جميع المنشآت، موجهاً بضرورة:
-
التطبيق الصارم للقواعد القياسية للسلامة والصحة المهنية في جميع المنشآت السياحية، الفنادق، البواخر، والورش الفنية التابعة لها.
-
التعامل الفوري مع أي مخاطر طارئة أو مخالفات للشروط، وعدم الانتظار حتى وقوع الحوادث.
-
ضمان بيئة آمنة للجميع دون تمييز، بما في ذلك المواطنين والعاملين في القطاع والضيوف السائحين، مما يعزز من سمعة مصر كوجهة سياحية آمنة.
خاتمة:
الحادث، على الرغم من محدوديته، سلط الضوء على كفاءة جهاز الطوارئ في أسوان وأهمية الاستثمار في أنظمة الإنذار والإطفاء. كما يعكس منهجًا إداريًا يتسم بالشفافية والمساءلة السريعة، والحرص على تحويل كل حادث إلى فرصة لتعزيز منظومة السلامة والحماية بشكل عام.





