إذا فتحت باب المنزل أو الشقة ووجدت أمامه هذه الأشياء…

فموضوع السحر بكافة أنواعه، بما فيه ما يُعرف بـ “السحر المرشوش”، من الموضوعات الخطيرة التي يجب على المسلم أن يكون على بيّنة منها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.

أولاً: حكم الاهتمام بهذه الأمور والتصديق بها:

الواجب على المسلم أن يستعين بالله ويتوكل عليه حق التوكل، وأن يعلم أن الأقدار بيد الله تعالى، وأن لا تأثير لأي شيء إلا بمشيئة الله. والتصديق بوجود السحر وتأثيره جائز شرعاً كما دل على ذلك القرآن والسنة، ولكن التوسع في الحديث عنه والتخويف به والترهيب منه بغير دليل شرعي مما ينبغي الحذر منه، لأنه قد يفتح أبواباً من الوساوس والخرافات.

ثانياً: ما ورد في الشريعة عن أنواع السحر:

ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أنواعاً من السحر، ومن ذلك ما قد يكون بواسطة رش أشياء أو وضعها في أماكن معينة، كما في قوله تعالى على لسان سيدنا سليمان: {قَالَ عِلْمٌ عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى} [طه: 52-53]، وقد فسر بعض المفسرين أن السحر قد يكون بالمنثورات والمرشوشات.

ثالثاً: حكم اللجوء إلى المشعوذين والسحرة للعلاج:

يحرم الإسلام الذهاب إلى السحرة والمشعوذين سؤالاً لهم أو تصديقاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة” (رواه مسلم).

رابعاً: الوسائل الشرعية للوقاية والعلاج:

1. التحصين اليومي: بالأذكار المشروعة مثل قراءة آية الكرسي، والمعوذات، وأذكار الصباح والمساء.

2. قراءة القرآن في البيت: خاصة سورة البقرة، كما جاء في الحديث: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة” (رواه مسلم).

3. الدعاء واللجوء إلى الله: بالدعاء المأثور: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”.

4. التقوى والاستغفار: فإنهما من أسباب حفظ الله للعبد كما قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].

خامساً: ما يجب فعله عند الشك في وجود سحر في المنزل:

1. اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستعانة به.

2. الرقية الشرعية بالقرآن والأدعية النبوية.

3. طلب العلاج من الثقات ممن يعالجون بالرقية الشرعية المعروفة.

4. تنظيف البيت والتخلص من أي مواد مشبوهة مع التوجه إلى الله بالدعاء.

تنبيه مهم:

ينبغي للمسلم أن لا يوسوس لنفسه، وأن يعلم أن الله تعالى هو النافع الضار، وأن كل شيء بقدرته ومشيئته. والواجب التوكل على الله والاعتصام به، والالتزام بالطرق الشرعية في العلاج والوقاية.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ملاحظة: هذه المعلومات عامة، وللاستفسار عن حالات محددة يرجى الرجوع إلى أهل العلم الثقات.