“أبوها عرف يربيها” .. اجابة طالبة فى الامتحان وجهت رسالة لاستاذها جعلت الجميع في حالة صدمة !!.. لن تصدق ماذا كتبت؟؟؟
تحت وطأة ضغط الساعات والأسئلة التي لا ترحم، تتحول قاعات الامتحانات إلى مسرح لأغرب المشاهد. فورقة الإجابة، التي من المفترض أن تكون مرآة للمعارف، تتحول أحياناً إلى لوحة تعبر عن حالة من الحيرة واليأس أو حتى الإبداع غير المقصود.
يلجأ بعض طلاب الثانوية العامة والجامعات إلى كتابة إجابات غريبة وعجيبة، لا تعكس جهلاً بالمادة بقدر ما تعكس حالة نفسية معقدة يمرون بها، حيث يمتزج التوتر الشديد مع سخرية الأقدار ورغبة جامحة في عدم ترك السؤال فارغاً، مما يضع المصححين في مواقف بين الدهشة والشفقة.
الضغوط النفسية: الوقود الخفي وراء الإجابات غير المتوقعة
لا تأتي هذه الإجابات الغريبة من فراغ، بل هي نتاج طبيعي لعدة عوامل ضاغطة. فأولاً، هناك قلق الامتحان الذي يشل قدرة بعض الطلاب على استرجاع المعلومة. ثانياً، الإرهاق الذهني الناتج عن المذاكرة المكثفة وتراكم المناهج، مما يؤدي إلى “انقطاع في التيار الفكري”.
وأخيراً، صعوبة الأسئلة أو غموضها، مما يدفع الطالب إلى حالة من العجز، فيبدأ العقل البشري، في هذه اللحظات، بالبحث عن أي مخرج، حتى لو كان ذلك بكتابة أول شيء يخطر على باله، سواء كان كلمات أغنية أو اعتذاراً شخصياً للأستاذ.
قصص من الميدان: عندما يتحدث الطلاب بأنفسهم
في مشهد يعكس براءة مختلطة بإحباط، تشكو الطالبة هاجر أحمد من طول الامتحان وشموليته، قائلة: “أنا عارفة الباقي بس تعبت يادكتور مش قادرة أكمل”. هذه العبارة ليست مجرد اعتراف بالهزيمة، بل هي نداء استغاثة يوضح كيف أن الإرهاق الجسدي يمكن أن يكون عائقاً أكبر من الجهل نفسه. إنها تضع المصحح في دور الطبيب النفسي الذي عليه أن يزن بين الجهد والعلم.
أما القصة الأكثر مأساوية-كوميدية فهي لقضية “الباب الملغي” التي روتها الطالبة أسماء عمارة. لقد بنى طلاب الدفعة كامل استراتيجيتهم على اتفاق مع الدكتور، ليُصدمون بأن الامتحان كله من ذلك الباب “الملغى”. ردة فعلهم الجماعية: “كتبنا أسامينا ومشينا”، تظهر كيف يمكن أن يتحول الإحباط الجماعي إلى فعل احتجاجي هزلي، معتمدين على أمل وحيد هو “درجات العملي” لإنقاذهم من السقوط.
ولا ننسى قصة الطالب أحمد، الذي سقط في فخ “الذاكرة الموسيقية”، حيث حلّت كلمات أغنية عالقة في رأسه محل المعادلات والنظريات. هذه الحالة تظهر كيف أن العقل، تحت الضغط، قد يسترجع المعلومات الأكثر تداولاً وليس الأكثر أهمية، في مفارقة غريبة بين ما نريد تذكره وما يتذكره العقل تلقائياً.
شواهد من أوراق الإجابة: بين السخرية والعبقرية
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي نماذج حية لهذه الإجابات التي تثير الضحك والتفكير في آن واحد:
-
المجهول “س”: عندما طُلب من طالب إيجاد قيمة المجهول “س”، لم يجد حلاً رياضياً أفضل من وضع دائرة حول حرف “س” في ورقة السؤال، وكأنه يقول: “ها هو قد وجدته!”
-
تسجيل الإجابة: في مشهد يعبر عن العصر الرقمي، لجأ طالب إلى رسم “زر تسجيل” كما في التطبيقات، ربما كتعبير عن رغبته في “تسجيل” الإجابة شفهياً بدلاً من كتابتها.
-
الشجاعة الحقيقية: أما التعريف الأكثر روعة لمفهوم الشجاعة، فجاء من طالب عرفها بأنها “أن نترك الورقة فارغة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. هذه الإجابة، رغم خروجها عن المطلوب، تحمل فلسفة وجودية معينة، فهي تخلط بين الشجاعة والاستسلام ببراعة لافتة.
خاتمة: هل نحن أمام ظاهرة تحتاج إلى علاج؟
في النهاية، هذه الإجابات الغريبة ليست مجرد نكتة نتبادلها للضحك. إنها إشارات إنذار لبيئة تعليمية يغيب فيها الجانب النفسي والدعم المطلوب للطلاب. إنها تطرح سؤالاً جوهرياً: هل نحن نختبر معرفة الطالب أم نحن نختبر قدرته على تحمل الضغط؟ قد تكون هذه الإجابات غريبة، لكنها بكل تأكيد صادقة، وتعكس بصدق مرير الحاجة إلى إعادة النظر في طرق تقييم الطلاب وتهيئتهم نفسياً وذهنياً لمواجهة مثل هذه التحديات.