إلغاء أعمال السنة علي طلاب الصف الثاني نظام البكالوريا

كشف قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن تحول جذري في نظام تقييم طلاب المرحلة الثانوية، يتمثل في الإعلان الرسمي عن إلغاء أعمال السنة لطلاب الصف الثاني الثانوي بدءًا من تطبيق نظام “البكالوريا المصرية” في العام الدراسي 2025/2026.

ويأتي هذا القرار كأحد الركائز الأساسية للنظام الجديد، الذي يعيد هيكلة امتحانات الثانوية العامة لترتكز على أداء الطالب التراكمي على مدار عامين (الثاني والثالث الثانوي)، بدلاً من الاعتماد على امتحان واحد مصيري، مما يضع الصف الثاني الثانوي في مكانة جديدة كمرحلة شهادة أساسية.

التفاصيل الأساسية: طبيعة النظام الجديد وهدفه الاستراتيجي
يهدف نظام البكالوريا المصرية إلى تخفيف الضغط النفسي والاجتماعي الهائل المحيط بامتحان الثانوية العامة، والانتقال من ثقافة “امتحان الفرصة الواحدة” إلى نموذج أكثر مرونة يتضمن أربع فرص امتحانية موزعة على العامين.

ويُطبق النظام تدريجيًا على الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية في عام 2025، ليصبحوا أول دفعة تختبر هذا النموذج التراكمي. يشكل هذا التحول استجابة لرؤية مصر 2030 في مجال تطوير التعليم، ساعيًا لإنشاء نظام تقييم عادل وشامل يعكس المستوى الحقيقي للطالب على مدى فترة زمنية أطول.

آلية التقييم: محور التغيير من أعمال السنة إلى الامتحانات المركزية
يتمحور التغيير الأبرز حول آلية التقييم في الصف الثاني الثانوي، حيث تُلغى تمامًا درجات أعمال السنة (المهام، والأنشطة، والتقييمات اليومية). وبدلاً من ذلك، سيعتمد التقييم بالكامل على الامتحانات الرسمية الخارجية التي تُعقد نهاية العام.

بينما يحتفظ الصف الأول الثانوي بآلية تقييم مختلطة تجمع بين الاختبارات الشهرية والتقييمات المستمرة والامتحان النهائي. وتمنح هذه الآلية الجديدة الطالب فرصًا لدور ثانٍ في المواد التي لا يجتازها، مما يقلل من حدة القلق ويزيد من فرص النجاح والتعلم من الأخطاء.

الهيكل الدراسي والدرجات: الوضوح والتركيز على المواد الأساسية
صمم نظام البكالوريا هيكلاً دراسيًا أكثر تركيزًا وشفافية، حيث يدرس الطالب في الصفين الثاني والثالث الثانوي ست مواد أساسية فقط، لكل مادة 100 درجة، ليصبح المجموع الكلي 600 درجة. هذا التبسيط يزيل التعقيدات ويوجه جهود الطالب نحو المواد المؤثرة مباشرة في مجموعه. وتنقسم المواد حسب الشعبة كالتالي:

• الشعبة العلمية: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الرياضيات، الكيمياء، الفيزياء، التاريخ.

• الشعبة الأدبية: اللغة العربية، التاريخ، الجغرافيا، اللغة الأجنبية الأولى، الرياضيات، علم النفس.
  إلى جانب ذلك، توجد مواد “غير مضافة للمجموع” مثل التربية الدينية، التربية الوطنية، التربية الرياضية، واللغة الأجنبية الثانية، والتي تظل ضرورية للنجاح فيها.

الاعتماد الدولي وآفاق المستقبل
أكدت الوزارة أن شهادة البكالوريا المصرية الجديدة يجري العمل على اعتمادها دوليًا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وهذا الاعتماد سيفتح آفاقًا أوسع لخريجي النظام، حيث ستُعتبر الشهادة معادلة للشهادات الدولية في العديد من الجامعات حول العالم، مما يلغي الحاجة لامتحانات إضافية مثل “SAT” أو “IGCSE” للالتحاق ببعض الجامعات، ويوفر وقتًا وجهدًا وتكلفة على الطلاب وأسرهم.

خاتمة: نحو نظام تعليمي أكثر عدالة ومرونة
يُمثل إلغاء أعمال السنة للصف الثاني الثانوي ضمن نظام البكالوريا خطوة محورية نحو تعزيز مبادئ الشفافية والعدالة. بجعل الامتحانات الرسمية المحكّمة هي المقياس الوحيد، يُكافح النظام الجديد ظاهرة التباين في درجات أعمال السنة بين المدارس المختلفة،

ويشجع الطلاب على الاعتماد على فهم المنهج بشكل متعمق طوال العام. تُرسي هذه الإصلاحات قاعدة متينة لنظام تعليمي مصري حديث، يواكب المعايير العالمية ويُخرج أجيالاً أكثر استعدادًا لتحديات المستقبل.

ملخص المقال في نقاط واضحة:

• التغيير الجذري: إلغاء درجات أعمال السنة لطلاب الصف الثاني الثانوي في نظام البكالوريا 2026.

• الهدف الأساسي: الانتقال من ثقافة “امتحان الفرصة الواحدة” إلى التقييم التراكمي على عامين لتخفيف الضغط.

• آلية التقييم: الاعتماد الكلي على الامتحانات الرسمية نهاية العام في الصف الثاني الثانوي، مع منح فرص دور ثان.

• هيكل الدرجات: 6 مواد أساسية فقط (كل منها 100 درجة) ليصبح المجموع الكلي 600 درجة، مما يضمن الشفافية والتركيز.

• المستقبل: العمل على اعتماد الشهادة دوليًا لتمكين الخريجين من الالتحاق بالجامعات العالمية بسهولة أكبر.

• الرؤية: النظام جزء من خطة شاملة لتطوير التعليم في مصر تماشيًا مع رؤية مصر 2030.