تحذير عاجل.. كويكب ضخم يقترب من الأرض ورصد في القطامية
في إنجاز علمي جديد يعزز مكانة مصر على خريطة علوم الفضاء العالمية، تمكن فريق بحثي مصري من رصد وتصوير كويكب ضخم خلال اقترابه من الأرض. هذا الإنجاز ليس مجرد التقاط صورة، بل هو نتاج عمل منهجي دقيق يؤكد على الدور المتطور الذي تلعبه المراصد الفلكية الوطنية.
محتــويات المقــال
1. الإنجاز التقني: عين مصر على السماء تعمل بكفاءة
تمكن فريق الأرصاد التابع لمرصد القطامية الفلكي، الذراع العلمي للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، من رصد الكويكب المعروف باسم 2025 FA22 باستخدام تلسكوب القطامية الفلكى المتقدم. تعتمد دقة هذا الرصد بشكل أساسي على قوة هذا التلسكوب،
الذي يمتلك مرآة ضخمة يبلغ قطرها 1.8 متر، مما يمكنه من جمع كميات هائلة من الضوء من الأجرام البعيدة والخافتة، وتقديم صور عالية الدقة لها. يثبت هذا النجاح أن البنية التحتية العلمية في مصر، عندما تدعم بالكفاءات البشرية المؤهلة، قادرة على المنافسة والمشاركة في الأبحاث الفلكية العالمية.
2. عقول مصرية: الفريق العلمي وراء الإنجاز
وراء كل عملية رصد ناجحة يقف فريق مخلص من العلماء. تكون فريق الرصد من:
-
الدكتور أحمد شكري (الأستاذ المساعد بقسم الفلك).
-
الأستاذ رؤوف حسن (الباحث المساعد بالقسم).
يمثل هذا التعاون نموذجًا مثاليًا للعمل المؤسسي، حيث يجمع بين الخبرة الأكاديمية للمدرس والكفاءة التقنية للباحث المساعد، ويعمل الجميع تحت مظلة المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لتحقيق أهداف بحثية موحدة.
3. طبيعة الكويكب: من هو هذا الزائر السماوي؟
الكويكبات هي بقايا من تشكل النظام الشمسي، ودراستها تعني دراسة تاريخنا الكوني. وُصف الكويكب 2025 FA22 بأنه “ضخم” لسبب وجيه:
-
تم اكتشافه حديثًا في مارس 2025 بواسطة مشروع Pan-STARRS 2 في هاواي، وهو نظام تلسكوبي مخصص لمسح السماء لاكتشاف مثل هذه الأجرام.
-
حجمه العملاق يتراوح قطره بين 130 إلى 290 مترًا. للمقارنة، هذا الحجم يعادل ناطحة سحاب ضخمة من 40 إلى 80 طابقًا، مما يمنحه كتلة هائلة وإمكانية تدميرية كبيرة في حال اصطدامه بالأرض.
-
يسافر بسرعة فائقة تصل إلى 38,600 كم/ساعة. عند هذه السرعة الهائلة، يمكن له أن يدور حول الأرض في أقل من ساعة واحدة.
4. مسار الاقتراب: لقاء آمن لكنه مثير للاهتمام
على الرغم من توصيفه بأنه “قريب من الأرض” فلكيًا، مر الكويكب على مسافة آمنة تمامًا:
-
تاريخ المرور: يوم الخميس 18 سبتمبر 2025.
-
مسافة المرور: حوالي 835,000 كيلومتر.
-
سياق المسافة: لتقدير هذه المسافة بشكل أفضل، فإنها تعادل أكثر من ضعف المسافة بين الأرض والقمر (التي تبلغ حوالي 384,000 كم). هذا يضع الحدث في إطار “الاقتراب القريب” علميًا، لكنه لا يشكل أي خطر تصادمي على الإطلاق.
5. العملية الميدانية: التقاط الزائر في وقت متأخر من الليل
التوقيت الدقيق للرصد كان في الساعة 3:30 فجرًا، وهو توقيت مثالي لأسباب فنية:
-
يكون الظلام في ذروته، مما يقلل من التلوث الضوئي في الغلاف الجوي.
-
يكون الكويكب غالبًا في أعلى نقطة له في السماء أو في موقع يمكن حساب مداره بدقة أكبر.
-
يُظهر هذا التوقيت التفاني والعمل الدؤوب للفريق العلمي الذي يعمل في ساعات الليل المتأخرة للحصول على أفضل البيانات.
6. المشروع الأكبر: استراتيجية وطنية لحماية الأرض
لم يكن هذا الرصد حدثًا منعزلاً، بل هو جزء من مشروع أوسع لرصد الأجرام السماوية القريبة من الأرض (NEOs).
-
رئاسة المشروع: الدكتور أحمد مجدي (الأستاذ المساعد بقسم الشمس والفضاء).
-
التمويل: ممول من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، مما يؤكد على دعم الدولة للبحث العلمي الاستراتيجي.
-
الهدف: الهدف الأساسي من مثل هذه المشاريع هو اكتشاف وتتبع الكويكبات التي قد تشكل خطرًا محتملاً على الأرض في المستقبل البعيد. جمع البيانات الدقيقة عن مداراتها يساعد العلماء على حساب مساراتها المستقبلية بدقة شديدة وتقييم أي مخاطر محتملة، وهو ما يعرف باسم “دوريات دفاع الكوكب”.
7. الأهمية الدولية: مصر على خريطة الفلك العالمية
يخدم هذا الإنجاز غرضًا مزدوجًا:
-
علميًا: يساهم في قاعدة البيانات العالمية لمراقبة الأجرام القريبة من الأرض، والتي تديرها وكالات فضاء مثل ناسا (NASA) ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA).
-
وطنيًا: يعزز من مكانة مصر والمعهد القومي للبحوث الفلكية كمركز إقليمي رائد في علوم الفضاء والفلك، ويظهر قدرة العلماء المصريين على المشاركة بفاعلية في أحدث الأبحاث العلمية الدولية وبرامج أمن كوكبي.