سبب تسمم الطلاب في إربد وجود “البراز” في مادة الفلافل بعد فحصها في المختبرات

كشفت وزارة الصحة تفاصيل حادثة التسمم الغذائي التي أثرت على ٤٢ طالباً وطالبة من مدرستي إبدر وحاتم الأساسيتين، الواقعتين في لواء بني كنانة التابع لمحافظة إربد. وجاء في البيان الرسمي للوزارة تأكيدها على أن الوضع الصحي العام لجميع الطلاب المصابين مستقرٌ ومطمئن، مما يخفف من حدة القلق الذي ساد المجتمع المحلي.

وفي إطار الشفافية والإعلام المستمر، أدلى أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة، الدكتور رائد الشبول، بتصريحات صحفية يوم الأربعاء أوضح فيها أن عدد الطلاب المتأثرين بلغ ٤٢ طالباً، تتراوح أعمارهم بين ٦ و ١٤ عاماً. وقد قدموا إلى مستشفى اليرموك الحكومي والمراكز الصحية في المنطقة بدءاً من مساء يوم الثلاثاء، حيث تم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم فوراً.

أكدت المؤسسة العامة للغذاء والدوء أنها تواصل تنفيذ إجراءاتها الاحترازية والمهنية بشكل حثيث ومستمر للتعامل مع حالات التسمم المسجلة في محافظة إربد. وتأتي هذه الإجراءات في إطار البروتوكول الرسمي المعتمد للتعامل مع حالات التسمم الغذائي، والذي يضمن أعلى معايير السرعة في الاستجابة والكفاءة في تنفيذ الإجراءات، بهدف احتواء الموقف وحماية الصحة العامة.

التحرك العاجل وإجراءات الإغلاق الفوري
وردًا على البلاغ، تحركت فرق الرقابة والتفتيش التابعة للمؤسسة على الفور إلى موقع الحادث، وتم إخطار الجهات الصحية المختصة بشكل فوري. وقامت الفرق بإجراء كشف عاجل وشامل على المطعم المشتبه به، مما أدى إلى إصدار قرار إغلاق تحفظي فوري للمنشأة كإجراء وقائي لضمان عدم استمرار الخطر.

الوضع القانوني والإداري للمنشأة وتفاصيل التغيير في الإدارة
أوضحت المؤسسة أن المنشأة المعنية مُرخّصة بشكل رسمي من قبل بلدية السرو لعام 2025، وكانت تعمل بشكل قانوني تحت متابعة ورقابة كوادر المؤسسة المختصة. وقد كانت المنشأة مختصة في الأصل بإعداد المعجنات من قبل صاحب الترخيص، لكن تم إغلاقها لاحقًا من قبل المالك نفسه.

وقبل أسبوع من الحادث، استأجر المنشأة أحد معلمي إحدى المدارس التي ارتبطت بحالات التسمم، دون إخطار المؤسسة بتغيير المالك أو المسؤول عن الإدارة، مما يشكل مخالفة للإجراءات النظامية.

سحب العينات والنتائج الأولية للتحاليل
قامت كوادر المؤسسة الميدانية بسحب عينات موسعة من مختلف العناصر داخل المطعم، شملت المواد الغذائية المتداولة، والوجبات الجاهزة المحضرة، ومدخلات الإنتاج المستخدمة. وأظهرت التحاليل الأولية التي أجريت في مختبرات المؤسسة وجود تلوث برازي ونموًا لعدد من بكتيريا “إي كولاي”، مما يشير إلى مصدر محتمل للتلوث.

استكمال التحقيقات والنتائج النهائية وعينات المياه
أكدت المؤسسة أن النتائج لا تزال قيد التحقق والتدقيق في مختبر الغذاء المركزي، وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية للتقرير المخبري بشكل علني فور اكتمالها وصدورها. وفي إطار التعاون مع الجهات المعنية، قامت مديرية صحة بني كنانة بسحب عينات من مياه المدارس والمنازل المرتبطة بالحالات للتأكد من عدم وجود تلوث في مصادر المياه.

منهجية العمل والالتزام بالمهنية والمسؤولية
وشددت المؤسسة على أنها تتبع منهجية عمل مدروسة تقوم على استكمال جميع إجراءات الفحص والتحقق وضبط الحالة بشكل متكامل ودقيق قبل الإدلاء بأي تصريح رسمي، حرصًا على مصداقية المعلومات ووضوحها.

كما أكدت أن فريقها الميداني المختص، وبقيادة مدير المناطق، كان من أوائل المتواجدين في الميدان منذ الساعات الأولى للحادث، حتى خلال ساعات الليل، حيث عملوا على أداء مهامهم وفق أعلى معايير المسؤولية والمهنية.