الاخبار

واقعة مرعبة واحدة جوزها خدها على المقابر و …

لطالما شاهدنا في المسلسلات، حبكات متشابكة عن الخيانة والانتقام والجرائم التي تحدث داخل جدران المنازل، نضحك أحيانًا على “المبالغة” و”الدراما”، ونتنهد براحة بال قائلين: “الحمدالله ده مجرد تمثيل”.

ولكن الصدمة الحقيقية تكمن في تلك اللحظة التي تكتشف فيها أن الخيط الرفيع الذي يفصل بين الخيال الفني والواقع المرير قد انقطع. لقد تجاوزت الوحشية شاشات التلفاز لتمس حياتنا بشكل مأساوي وغير مسبوق.

لم تكن تتخيل أنها ذاهبة في نزهة. كان زوجها، الشخص الذي من المفترض أن يكون ملاذها الآمن وسندها في الحياة، يقودها إلى مكان لا يخطر على بال بشر. لم يكن مطعمًا، ولا حديقة، ولا منزل أحد الأقارب. كان مقبرة. في هذا المكان المهيب، حيث يرقد الموتى بسلام ويجد الأحياء عزاءهم، تحولت الحياة إلى كابوس.

هناك، بين القبور وتحت سماء صامتة، حاول هذا الزوج أن ينهي حياة المرأة التي شاركته فراشه وبيته. “دبحها” – الكلمة وحدها تحمل من الوحشية ما يعجز الوصف عن إيصاله – ثم رماها في قبر، وكأنها جثة لا قيمة لها، وكأن قبر والدها هو المكب المناسب لجريمته.

البطل غير المتوقع: عامل المقابر

في ذروة الظلام، يبرق نور. لم يكن البطل شرطياً بدرع واقٍ، ولا بطلاً خارقاً، بل كان إنساناً بسيطاً، ربما لا نلقي له بالاً في زحمة الحياة. عامل المقابر. هذا الرجل، الذي كُرّس عمله للتعامل مع الموتى ومراسم الرحيل، كان أكثر من حاضر لإنقاذ الأحياء.

أذنه التي اعتادت على صمت الموت، التقطت همسة الحياة. صوت ضعيف، أنين، حشرجة. لم يتجاهله، ولم يهرب خوفًا. اندفعت غريزته الإنسانية لتنقذ ما تبقى من إنسانيتنا. سمع صوتها، أسرع لإنقاذها، وأخرجها من ظلمة القبر إلى نور الحياة، ثم لم يتردد في الاتصال بالشرطة، ليكون أول حلقة في سلسلة العدالة.

صدمتنا من مثل هذه الحوادث تأتي من عدة عوامل:

  1. انكسار حاجز الأمان النفسي: نريد أن نصدق أن بيوتنا هي قلعتنا الحصينة، وأن العلاقات الأكثر حميمية (كالزواج) هي الأكثر أمانًا. عندما تنقلب هذه العلاقة إلى مصدر تهديد، ينهار لدينا إحساس أساسي بالثقة والأمان في العالم.

  2. تطابق الحبكة الدرامية: العقل يرفض تقبل أن شيئًا شاهده كخيال ترفيهي يمكن أن يحدث بحذافيره. هذا التطابق يخلق شعورًا بالارتباك والانفصال عن الواقع.

  3. الوحشية “غير المبررة”: في الدراما، هناك عادة بناء للشخصية الشريرة وخلفية لها. في الواقع، تأتي الجريمة مجردة، غبية، وحشية بدون “سياق درامي” يسهل هضمه، مما يجعلها أكثر إثارة للرعب.

رسالة مجتمعية: أكثر من مجرد جريمة غريبة

هذه الحادثة ليست مجرد “خبر غريب” نقرأه وندهش ثم ننساه. إنها جرس إنذار مدوٍ:

  • ضرورة الوعي بعلامات الخطر: العنف الأسري نادرًا ما يبدأ بمحاولة قتل. غالبًا ما تكون هناك علامات تحذيرية مسبقة: عنف لفظي، تحكم، تهديد، عزلة. علينا أن نتعلم هذه العلامات وأن نأخذها على محمل الجد.

  • دور المجتمع والبسطاء: البطل الحقيقي في هذه القصة كان عامل المقابر. إنه تذكير بأن الشجاعة والإنسانية لا ترتبط بمهنة أو مكانة اجتماعية، وأن كل فرد منا يمكن أن يكون حارسًا لأخيه الإنسان.

  • حدود الخيال: ربما حان الوقت لنعترف أن “مبالغات” المسلسلات هي في كثير من الأحيان انعكاس مكبّر ومُركز لأمراض حقيقية في مجتمعنا: كراهية النساء، العنف، الانفلات الأخلاقي، وتراجع قيم الرحمة.

خاتمة:

القبر مكان للذكرى والرحيل، وليس مسرحًا للجريمة. المرأة التي نُفيت إلى قبر أبيها خرجت منه بمعجزة، لكنها ستخرج أيضًا بحكمة قاسية: أن بعض القلوب يمكن أن تكون أظلم من أي قبر. وقصة إنقاذها تذكرنا أنه بينما يوجد في العالم من هو مستعد لدفن الأحياء، يوجد أيضًا من هو مستعد لإنقاذهم من تحت الركام ليُعيدهم إلى الحياة. الفرق بين الوحشة والأمل هو غالبا شخص واحد شجاع يرفض أن يمرّ مرور الكرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى