بـ12 صاروخ.. تفاصيل الغارة الإسرائيلية على قطر
نفذت القوات الإسرائيلية هجومًا جويًا استهدف بشكل مباشر قادة بارزين من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة. وجاء الهجوم في لحظة بالغة الحساسية، حيث كان القادة يعقدون اجتماعًا لمناقشة المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما يضفي على العملية طابعًا استراتيجيًا وسياسيًا معقدًا. وكانت الدوحة لسنوات بمثابة المقر السياسي الخارجي الرئيسي للقيادة السياسية لحركة حماس.
محتــويات المقــال
ضربات جوية وبيان عسكري
وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، بشكل ملحوظ من القناة 12 العبرية، شنت طائرات الجيش الإسرائيلي غارة على مبانٍ سكنية يُقيم فيها قادة المكتب السياسي لحماس. ونقلت التقارير عن سكان محليين سماع دوي ما يقارب العشرة انفجارات قوية هزت المنطقة.
ولم يمر وقت طويل حتى أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا رسميًا أكد فيه تنفيذ العملية، واصفًا إياها بـ “ضربة دقيقة” استهدفت ما أسماه “القيادة العليا” لحماس. وأشار البيان إلى أن العملية نفذت بشكل مشترك مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، مما يؤكد طابعها الاستخباراتي العالي.
ضربة أثناء مفاوضات
يعد توقيت الهجوم أحد أبرز عناصره المثيرة للجدل. فقد تم تنفيذه بينما كان قادة حماس مجتمعين خاصة لمناقشة التفاصيل النهائية للمقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى. هذا التوقيت يرسل رسالة سياسية وعسكرية قوية، مفادها أن إسرائيل لن تتردد في استهداف قادة الحركة في أي مكان وزمان، بغض النظر عن السياق الدبلوماسي الجاري. كما يثير تساؤلات حول التأثير المباشر للعملية على مسار المفاوضات الهشة وآفاق التوصل إلى اتفاق.
تصعيد في منطقة كانت تُعتبر آمنة
يكتسب الهجوم أهميته أيضًا من مكان تنفيذه. فالعاصمة القطرية الدوحة كانت تُنظر إليها لسنوات طويلة على أنها ملاذ آمن نسبيًا للقيادة السياسية لحماس، بعيدًا عن ساحتي القتال في غزة والضفة الغربية. باختيارها استهداف قادة في قلب عاصمة دولة خليجية لها دور وساطة رئيسي، تتخطى إسرائيل خطًا أحمرًا جغرافيًا وسياسيًا، مما قد يكون له تداعيات إقليمية ودولية واسعة على ديناميكيات الصراع وعلاقات القوى في المنطقة.
تداعيات متوقعة على عدة مستويات
تعمل هذه الضربة على جبهات متعددة: عسكريًا، فهي تحقق لإسرائيل ضربة استباقية للقيادة العسكرية والسياسية للحركة. وسياسيًا، تضعها كفاعل قادر على الرد في أي ساحة، مما يعزز من نظرية الردع لديها. إلا أن هذه المكاسب قد تأتي على حساب تعقيد المشهد الدبلوماسي، حيث قد تدفع الضربة حماس إلى تبني موقف أكثر تشددًا في المفاوضات، كما تضع الدولة المضيفة، قطر، في موقف دبلوماسي صعب للغاية إزاء استهداف سيادتها الإقليمية واستقرارها الأمني.