وباء صامت يضرب إسرا.ئيل
في تحذير صادم، كشف الكاتب والمحلل الإسرائيلي إفرايم غانور عن كارثة إنسانية خفية تتفاقم داخل المجتمع الإسرائيلي، تتمثل في انتشار اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بين الجنود العائدين من الحرب في غزة. وفي مقاله بجريدة “معاريف”، وصف غانور هذه الظاهرة بأنها “وباء صامت” قد يؤدي إلى تداعيات مدمرة تمتد لعقود، محذرًا من أن صمت المؤسسات العسكرية والإعلامية حول الأزمة سيزيد من فتكها.
محتــويات المقــال
حرب غزة مختلفة: جنود يواجهون “عدوًا غير مرئي” في كابوس نفسي
أشار غانور إلى أن الحرب الحالية في غزة تختلف جذريًا عن الحروب الإسرائيلية السابقة، حيث يواجه الجنود “عدوًا غير مرئي” في بيئة حضرية معقدة:
-
قتال داخل أحياء سكنية مكتظة بالمدنيين، بين الأطفال والنساء.
-
هجمات مفاجئة من مقاتلين يخرجون من الأنفاق أو المباني المدمرة.
-
شعور دائم بعدم الأمان، حيث لا يوجد خطوط أمامية أو خلفية واضحة.
هذه العوامل تخلق ضغطًا نفسيًا غير مسبوق، وفقًا للكاتب، الذي وصف مشاهد الحرب بأنها “تترك ندوبًا في الذاكرة لا تزول”، مؤكدًا أن العديد من الجنود سيعيشون مع كوابيسها لسنوات، إن لم يكن مدى الحياة.
أرقام صادمة: عشرات الآلاف مصابون.. وانتحار كل أسبوع
كشف غانور عن إحصائيات مروّعة توضح حجم الكارثة النفسية في صفوف الجيش الإسرائيلي:
-
أكثر من 10,000 جندي يخضعون حاليًا لعلاج نفسي طارئ.
-
3,769 جنديًا فقط مُعترف بهم رسميًا كمصابين بـPTSD (رغم أن العدد الحقيقي أكبر بكثير).
-
18,500 جريح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، بينهم آلاف يعانون من إصابات نفسية حادة.
-
45 جنديًا انتحروا منذ اندلاع الحرب (بمعدل جندي كل أسبوع).
وأوضح أن معظم المصابين هم من جنود الاحتياط الشباب، الذين لم يتلقوا تدريبًا كافيًا على مثل هذه الظروف القتالية القاسية، مما يجعلهم أكثر عرضة للانهيار.
المؤسسة العسكرية تتجاهل الأزمة: “تهديد بالعقاب بدل العلاج”
انتقد غانور إهمال المؤسسة العسكرية للأزمة، مشيرًا إلى أن التعامل مع الجنود المصابين نفسيًا يتم بـلامبالاة وسخرية أحيانًا، بدلًا من تقديم الدعم. واستشهد بقضية 4 جنود من لواء ناحال رفضوا العودة للقتال بسبب معاناتهم النفسية، فواجهوا تهديدات بالعقاب بدل الحصول على علاج.
كما أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي، رغم كفاءته في إخلاء الجرحى جسديًا، يفتقر إلى:
-
منظومة تشخيص فعّالة للاضطرابات النفسية.
-
أطباء نفسيين متخصصين في علاج صدمات الحرب.
-
برامج دعم طويل الأمد للجنود بعد تسريحهم.
تحذير أخير: “PTSD ليس مرضًا فرديًا.. إنه قنبلة موقوتة”
اختتم غانور مقاله بتوصيف الأزمة على أنها “تهديد وجودي للمجتمع الإسرائيلي”، مؤكدًا أن تداعياتها ستطال:
-
الاستقرار الاجتماعي: مع تزايد حالات العنف الأسري والانتحار.
-
الاقتصاد: بسبب عجز آلاف الجنود عن العمل.
-
الأمن القومي: مع تراجع الروح المعنوية للجيش.
ودعا إلى التعامل مع الأزمة كحالة طوارئ وطنية، محذرًا من أن “التجاهل اليوم سيعني دفع الثمن غدًا”.
خلاصة التقرير:
-
الحرب في غزة تخلق جيلًا من الجنود المصابين بصدمات نفسية غير قابلة للشفاء.
-
المؤسسة العسكرية غير مجهزة لمواجهة هذه الأزمة، مما يفاقم المعاناة.
-
التداعيات ستكون طويلة الأمد وتهدد نسيج المجتمع الإسرائيلي ككل.
المرجع: صحيفة “معاريف” الإسرائيلية – مقال إفرايم غانور.**