الاخبار

“ناسا تدق ناقوس الخطر”.. ظاهرة كونية غامضة تهدد الأرض وتثير ذعر العلماء

أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” تحذيراً علمياً عاجلاً بشأن تطورات مثيرة للقلق في ظاهرة تُعرف باسم “الانحراف المغناطيسي في جنوب الأطلسي” (South Atlantic Anomaly – SAA)، حيث لوحظ أنها تتسع وتتحرك باتجاه الشمال الغربي بمعدل غير مسبوق، مما أثار مخاوف واسعة في الأوساط العلمية العالمية.

ما هي ظاهرة الانحراف المغناطيسي في جنوب الأطلسي؟

تُمثل هذه الظاهرة منطقة ضعف شديد في المجال المغناطيسي للأرض، تمتد فوق أمريكا الجنوبية والمحيط الأطلسي الجنوبي. هذا الضعف يسمح للجسيمات الشمسية المشحونة والإشعاعات الكونية بالاختراق بشكل أعمق نحو الغلاف الجوي، مما يشكل خطراً على الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية وحتى رواد الفضاء.

الأسباب العلمية وراء الظاهرة

يعزو العلماء هذه الظاهرة إلى:

  • اضطرابات في تدفق الحديد المنصهر داخل النواة الخارجية للأرض، والتي تولد المجال المغناطيسي.

  • تأثير ما يُعرف علمياً بـ“الكتلة الإفريقية منخفضة السرعة” (African Large Low Shear Velocity Province)، وهي كتلة ضخمة وكثيفة من الصخور تقع تحت القارة الأفريقية وتؤثر على حركة اللب الخارجي.

  • انعكاس جزئي في القطبية المغناطيسية، مما يخلق “ثغرة” في الدرع الواقي للأرض.

المخاطر المباشرة للظاهرة

1. تهديد للأقمار الصناعية والمركبات الفضائية

  • تتعرض الأقمار التي تمر عبر هذه المنطقة لجرعات عالية من الإشعاع، مما قد يؤدي إلى:

    • أعطال كهربائية مفاجئة.

    • تلف في الأجهزة الإلكترونية الحساسة.

    • فقدان بيانات أو تعطيل الاتصالات.

  • تضطر محطة الفضاء الدولية (ISS) إلى تعطيل بعض أنظمتها عند المرور بالمنطقة لتجنب التلف.

2. تحرك وتوسع الظاهرة بشكل غير معتاد

  • لوحظ أن المنطقة تتحرك غرباً بمعدل 20 كم سنوياً.

  • بدأت تنقسم إلى منطقتين منفصلتين، مما يزيد صعوبة التنبؤ بمسارها.

  • يشير بعض الباحثين إلى أن هذا قد يكون مؤشراً على تغيرات أعمق في المجال المغناطيسي للأرض.

هل نستعد لانقلاب قطبي الأرض؟

رغم التطورات المقلقة، يؤكد العلماء أن:

  • هذه الظاهرة لا تعني بالضرورة أن انقلاب الأقطاب المغناطيسية قريب (عملية تحدث كل مئات الآلاف من السنين).

  • مع ذلك، فإن الضعف المستمر في المجال المغناطيسي يستدعي تعزيز أنظمة الحماية في الأقمار الصناعية والبنية التحتية التكنولوجية.

الخطوات المستقبلية

تعمل “ناسا” ووكالات فضاء أخرى على:

  • تطوير أقمار صناعية أكثر مقاومة للإشعاع.

  • تحسين نماذج التنبؤ بحركة وتطور هذه المنطقة.

  • مراقبة التأثيرات المحتملة على أنظمة الملاحة الجوية والاتصالات.

خاتمة: هل يجب أن نقلق؟

في حين أن الظاهرة لا تشكل خطراً مباشراً على الحياة على الأرض، إلا أن تطوراتها قد تؤثر على تقنياتنا الحديثة، مما يتطلب مزيداً من البحث والتطوير لمواكبة هذه التغيرات الجيوفيزيائية غير المسبوقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى