إسلاميات

#سعاد_صالح : يجوز للرجل رؤية المرأة التي يرغب الزواج منها اثناء الاستحـ

أثارت تصريحات الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، نقاشًا واسعًا حول ما يجوز للخاطب رؤيته من خطيبته قبل الزواج، حيث أكدت في حوارها ببرنامج “أسرار” على قناة “النهار” مع الإعلامية أميرة بدر أن “الخطبة مجرد وعد بالزواج وليس زواجًا”، مشيرة إلى اختلاف الفقهاء في مدى ما يُباح للخاطب رؤيته من مخطوبته.

الرؤية الشرعية.. بين الإباحة والضوابط

استندت الدكتورة سعاد صالح إلى الحديث النبوي الشريف: «إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكا.حها فليفعل»، موضحة أن الفقهاء اختلفوا في تفسير هذا الحديث:

  • فريق رأى اقتصار الرؤية على الوجه والكفين، قياسًا على ما يظهر من المرأة أثناء الصلاة.

  • بينما ذهب الحنابلة إلى جواز رؤية ما يظهر منها عادةً أثناء أداء الأعمال المنزلية، كالشعر والرقبة والذراعين والساقين، مستدلين بنصوص من كتب الفقه مثل “المغني” لابن قدامة.

وردًّا على الانتقادات التي تعرضت لها، قالت: “الناس قالوا سعاد صالح قالت ينظر وهي عر..يانة! كيف يعني؟ لكن من حقه يشوف شعرها ووجهها حتى لو كانت منتقبة.. الزواج حياة، لازم يشوف!”، مؤكدة أن هذه الآراء ليست من ابتكارها، بل هي مسجلة في كتب الفقه المعتمدة.


علماء الأزهر يوضحون.. بين التيسير والتحفظ

في سياق متصل، علَّق الشيخ عبدالسلام عبدالمنصف، أحد علماء الأزهر، على هذه المسألة، مشيرًا إلى أن الشرع ندب الرجل إلى النظر إلى المرأة التي ينوي خطبتها، لكنه حذر من التسرع في الخطبة دون يقين، ناصحًا بأن يتتبع الخاطب الفتاة في الأماكن العامة أولًا إذا رشحتها له أمه أو أخته.

وأوضح أن الخلاف الفقهي حول حدود الرؤية يتوزع على أربعة مذاهب:

  1. الجمهور (المالكية والشافعية): يبيحون رؤية الوجه والكفين فقط.

  2. الحنفية: يجيزون إضافة القدمين.

  3. الأوزاعي: يرى جواز النظر إلى مواضع اللحم (أي ما ليس بعظم).

  4. الحنابلة: يجيزون النظر إلى ما يظهر غالبًا في المنزل (الرأس، الشعر، الرقبة، اليدين، الساقين، والقدمين).

واستشهد الشيخ عبدالمنصف بقصة سيدنا جابر بن عبدالله عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه تخبأ ليرى خطيبته قبل الزواج، فأقرّه النبي على ذلك.


التوفيق بين الآراء.. رؤية عملية

لحل هذا الإشكال، اقترح الشيخ عبدالمنصف الجمع بين المذهبين الأكثر اعتدالًا:

  • قبل الخطبة: يكتفي الخاطب بالنظر إلى الوجه والكفين.

  • بعد الخطبة: يُسمح له برؤية المواضع الستة التي تظهر في المنزل، ضمانًا للاطمئنان دون إفراط.


لماذا هذا الجدل الآن؟

يعود الجدل الحالي إلى:

  • تطور وسائل التواصل، التي جعلت بعض العائلات تمنع اللقاء المباشر بين الخاطب وخطيبته.

  • اختلاف العادات المجتمعية، حيث تفرض بعض الأسر حجابًا صارمًا حتى قبل الزواج.

  • محاولة التوفيق بين النصوص الشرعية وواقع الحياة المعاصرة، خاصة مع تنوع المذاهب الفقهية.

يظل الأخذ بالرأي الوسط – كالاكتفاء بالوجه والكفين مع السماح بزيادة النظر بعد الخطبة – هو الحل الأمثل لتجنب الغلو أو التهاون، مع ضرورة مراعاة الستر والأدب وعدم تحويل الرؤية الشرعية إلى وسيلة للابتذال.

ختامًا، تؤكد هذه الفتوى أن الفقه الإسلامي مرن ويأخذ بالاعتبار ظروف الناس ومقاصد الزواج، لكنه يظل محكومًا بضوابط تحفظ كرامة المرأة وتحقق مقصود الزواج من السكن والمودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى