الاخبار

أفغانستان : إذا تدخل الولايات المتحدة في الحرب ضد إيران فسنـ.

في تصعيد مثير للقلق، أطلقت حكومة طالبان في أفغانستان تحذيراً صريحاً للولايات المتحدة، جاء فيه: “إذا انضمتم إلى أي عمل عسكري ضد إيران، فسنرد بإجراءات مماثلة”. هذا التهديد المباشر من قِبَل دولة خاضت حرب استنزاف ضد القوات الأمريكية لعقود يُضفي بُعداً جديداً على التوترات المتصاعدة في المنطقة، ويُحَوِّل الصراع المحتمل مع إيران إلى مواجهة أوسع قد تشمل أطرافاً إقليمية لديها حسابات قديمة مع واشنطن.

تفاصيل التهديد الأفغاني وأبعاده الاستراتيجية

  1. تحذير طالبان: “لن نقف مكتوفي الأيدي”

    • صرَّح مسؤولون في حكومة طالبان بأن أفغانستان “لن تتردد في الرد” إذا شاركت الولايات المتحدة في ضربات عسكرية ضد إيران.

    • التصريح يُعتبر الأول من نوعه منذ سيطرة طالبان على كابول عام 2021، ويُظهر تحالفاً غير معلن مع طهران في مواجهة الضغوط الغربية.

  2. خبرة أفغانستان في حرب العصابات.. تهديد حقيقي لواشنطن

    • تمتلك أفغانستان أكبر جيش غير نظامي خَبِرَ الحرب ضد الولايات المتحدة لأكثر من 20 عاماً.

    • إذا قررت طالبان الدخول في الصراع، فقد تعيد تنشيط هجمات الكر والفر عبر وكلائها، أو حتى تسمح لقوات إيرانية وفصائل موالية لها بالعمل من أراضيها.

  3. إيران وأفغانستان.. تحالف الأعداء السابقين ضد عدو مشترك

    • على الرغم من الخلافات التاريخية بين طالبان (السُّنَّية) وإيران (الشيعية)، يبدو أن كابول وطهران تتشاركان عداءً عميقاً لواشنطن.

    • قد تُقدِم طالبان على فتح ممرات لوجستية لإيران أو حتى تقديم دعم استخباراتي في حال اندلاع الحرب.

لماذا هذا التهديد خطير؟

  • يُظهر أن أي حرب مع إيران لن تبقى حرباً ثنائية، بل قد تتحول إلى صراع إقليمي تشترك فيه فصائل متطرفة وحركات مقاومة مدعومة من طهران وكابول.

  • قد تعيد أفغانستان تفعيل هجماتها ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، أو حتى ضد قواتها في الخليج عبر وكلاء إيرانيين.

  • يُذَكِّر التهديد واشنطن بأن انسحابها من أفغانستان لم ينهِ التهديد، بل ربما أعطى حلفاء إيران ورقة ضغط جديدة.

السيناريوهات المحتملة

  1. تصعيد خفي: قد تبدأ أفغانستان بدعم هجمات غير مباشرة ضد القوات الأمريكية عبر مليشيات موالية.

  2. حرب بالوكالة: قد تتحول أفغانستان إلى ساحة لعمليات إيرانية رداً على أي ضربة أمريكية.

  3. استفزاز طالبان لواشنطن: قد تقوم كابول بتسليم قواعد عسكرية سابقة لإيران لاستخدامها ضد المصالح الأمريكية.

الخلاصة: لعبة النار الإقليمية أصبحت أكثر اشتعالاً

التهديد الأفغاني يُضيف طبقة جديدة من التعقيد للأزمة بين واشنطن وطهران، ويُذَكِّر العالم بأن الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط لم تنتهِ، بل قد تعود بأشكال أكثر خطورة. إذا قررت الإدارة الأمريكية الدخول في مواجهة مع إيران، فقد تجد نفسها في حرب مفتوحة على جبهات متعددة، مع أعداء يعرفون كيف يحاربونها منذ عقود.

يُنتظر الآن رد فعل البيت الأبيض على هذا التحذير، لكن المؤكد أن المنطقة تقترب من حافة الهاوية، وأي شرارة قد تُشعل حرباً لا يُحمد عقباها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى