تعر.ف على سر باب الكعبة المغلق الذي كشفت عنه عاصفة مكة و الحقيقة وراء إغلاقه ( القصة كاملة) و ما علاقة قريش بذلك ؟
كم منا تساءل: ماذا يحدث للكسوة القديمة للكعبة؟ وما سر الباب المغلق فيها؟ ولماذا تُرفع أجزاء منها في الحج؟ كما أن رائحة العطر الفواحة في الحرم طوال العام تثير الفضول حول مصدرها. في هذا التقرير المفصل، نكشف أسرار كسوة الكعبة المشرفة، صناعتها، وتاريخها العريق، بالإضافة إلى الإجابة على الأسئلة الأكثر تداولاً حول هذا الموضوع.
محتــويات المقــال
هل يعبد المسلمون الكعبة؟
أولاً، يجب توضيح حقيقة عبادة الكعبة، إذ يظن البعض خطأً أن المسلمين يعبدونها، بينما الحقيقة أن العبادة هي لله وحده. الكعبة هي بيت الله الحرام، جعله الله قبلةً للمسلمين في الصلاة، وأمرهم بالطواف حولها تعظيماً لشعائره. قال تعالى:
“وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى” (البقرة: 125).
الطواف حول الكعبة ليس عبادةً لها، بل طاعة لأمر الله، تماماً مثل السجود في الصلاة ليس للارض بل للخالق. فالكعبة لا تضر ولا تنفع، لكن الله شرع تعظيمها كرمز للتوحيد.
لماذا تُرفع كسوة الكعبة أثناء الحج؟
في موسم الحج، يلاحظ الحجاج أن الجزء السفلي من كسوة الكعبة يُرفع حوالي 3 أمتار، ويُستبدل بقطع قماش قطنية بيضاء. السبب؟
-
حماية الكسوة من التمزق: بسبب كثافة الزحام، بعض الحجاج قد يتمسكون بالكسوة محاولين أخذ قطع منها تبركاً، مما يعرضها للتلف.
-
منع العبث: الرفع المؤقت يقلل من محاولات نزع أجزاء من الكسوة، التي تُصنع من الحرير الأسود المنقوش بخيوط ذهبية وتكلفتها عالية.
-
عادة سنوية: يتم ذلك كل عام في موسم الحج، ثم تعود الكسوة لوضعها الطبيعي بعد انتهاء المناسك.
كيف تُصنع كسوة الكعبة؟ ومن يصنعها؟
تُصنع الكسوة في مصنع كسوة الكعبة في مكة المكرمة، ويعمل بها 240 فنياً وإدارياً، وتتطلب دقة فائقة:
-
الخامة: تُحاك من الحرير الطبيعي المصبوغ بالأسود، وتُزين بخيوط ذهبية وفضية بطريقة الجاكار الفاخرة.
-
الآيات المكتوبة:
-
جانب: “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
-
جانب: “الله جل جلاله”.
-
جانب: “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”.
-
جانب: “يا حنان يا منان”.
-
-
التكلفة: تبلغ تكلفة الكسوة الواحدة ملايين الريالات، وتُغير سنوياً في يوم عرفة.
ماذا يحدث للكسوة القديمة؟
لا تُهدر الكسوة القديمة، بل:
-
تُقطع إلى قطع صغيرة وتُوزع كهدايا على كبار الضيوف والمسؤولين.
-
بعض القطع تُباع في مزادات خيرية، ويُتبرع بريعها للأعمال الخيرية.
-
أحياناً تُحفظ في متاحف إسلامية كتحف تاريخية.
من أول من كسا الكعبة؟
اختلف المؤرخون في أول من كساها:
-
قبل الإسلام:
-
عدنان بن إد (جد النبي ﷺ) هو أول من كساها جزئياً.
-
تبع الحميري (ملك اليمن) أول من كساها كاملةً وصنع لها باباً ومفتاحاً.
-
-
بعد الإسلام:
-
النبي ﷺ كساها بعد فتح مكة بالثياب اليمنية.
-
عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كسوها بالقباطي المصرية (أثواب بيضاء رقيقة).
-
لماذا تشم رائحة العطر في الحرم طوال العام؟
يتم تعطير الكعبة والحرم بشكل دوري بأجود أنواع العطور، مثل:
-
العنبر والورد والعود.
-
تُنثر هذه الروائح أثناء غسل الكعبة (الذي يتم مرتين سنوياً بماء زمزم والورد).
ما سر الباب المغلق في الكعبة؟
يوجد في الكعبة باب يسمى “باب التوبة”، وهو:
-
مغلق منذ قرون، ويُفتح فقط للضرورة القصوى (مثل الترميمات).
-
يُقال إنه يؤدي إلى سلم داخلي يصعد إلى سطح الكعبة.
-
سبب إغلاقه حفاظاً على قدسية المكان ومنع العبث.
الخاتمة: الكعبة بين القداسة والتاريخ
الكعبة ليست مجرد مبنى، بل رمز للتوحيد يجمع المسلمين من كل أنحاء العالم. صناعة كسوتها، غسلها، وتاريخها كلها تفاصيل تعكس عظمة التشريع الإسلامي ودقة العناية بهذا البيت العتيق.
“جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ” (المائدة: 97).
فهل عرفت الآن أسرار كسوة الكعبة؟ شاركنا رأيك!