متى تؤدى سجدة التلاوة.. تعرف على حكمها وكيفيتها
سجود التلاوة من الخصائص التكريمية التي ميز الله بها أمة القرآن، حيث جعل مواضع معينة في كتابه العزيز محطات للسجود والتعبد. وهذا السجود يعتبر من مظاهر الخضوع لله تعالى عند تلاوة آياته، وهو باب من أبواب القربى التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها.
أولاً: تعريف سجود التلاوة وحكمه الشرعي
سجود التلاوة هو سجدة واحدة يؤدها القارئ أو المستمع عند المرور بآية فيها سجدة، وعلامتها في المصحف خط مستقيم طويل (____). وحكمه سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس بفرض، كما يدل على ذلك الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن زيد بن ثابت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فلم يسجد فيها”.
ثانياً: الأدلة الشرعية على مشروعيته
-
من القرآن:
-
قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15]
-
من السنة:
-
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار” (رواه مسلم).
ثالثاً: هيئة سجود التلاوة وأذكاره
-
الكيفية:
-
يكون كسجود الصلاة تماماً في الهيئة، على الأعضاء السبعة (الجبهة مع الأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين).
-
الأذكار المستحبة:
-
“سبحان ربي الأعلى” (ثلاث مرات)
-
“سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته”
-
“اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي، سجد وجهي للذي شق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين”
-
الدعاء بما تيسر، لأنه موطن إجابة.
رابعاً: أحكام مهمة تتعلق بسجود التلاوة
-
حكمه للمستمع:
سنة للمستمع إذا سجد القارئ، كما في فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سجد وسجد الناس معه. -
سجود التلاوة في الصلاة:
-
يجوز للإمام والمنفرد أن يسجدوا للتلاوة في الصلاة.
-
يكبر عند السجود وعند الرفع منه.
-
لا تشهد ولا تسليم بعده.
-
شروط سجود التلاوة:
-
لا تشترط له الطهارة على الراجح من أقوال العلماء.
-
لا يشترط استقبال القبلة.
-
تصح من الحائض والنفساء.
خامساً: المواضع التي فيها سجود تلاوة في القرآن الكريم
عدد مواضع السجود في القرآن خمسة عشر موضعاً، منها:
-
سورة الأعراف (206)
-
سورة الرعد (15)
-
سورة النحل (49)
-
سورة الإسراء (107)
-
سورة مريم (58)
… [يذكر بقية المواضع]
سادساً: فضائل سجود التلاوة
-
سبب لمغفرة الذنوب.
-
تقريب العبد من ربه.
-
سبب لاعتزال الشيطان وحزنه.
-
موطن من مواطن إجابة الدعاء.
-
امتثال لأمر الله واتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
الخاتمة:
سجود التلاوة من السنن المهجورة التي ينبغي إحياؤها، فهو تعظيم لكلام الله، وخضوع لعظمته، وقربى يتقرب بها العبد إلى ربه. وينبغي للمسلم أن يحافظ عليها عند تلاوة القرآن، رغبة في الأجر، واتباعاً للسنة، وحتى لا يكون من المستكبرين الذين {إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا}.
التوصيات:
-
تعليم الأطفال مواضع السجود في القرآن.
-
التذكير بفضلها في الدروس والمحاضرات.
-
الحرص عليها عند التلاوة في الصلاة وخارجها.
وبهذا يكون المسلم قد جمع بين تلاوة القرآن وتدبره، وبين العمل بما فيه من أحكام وآداب.