إسلاميات

أعد الله للرجال الحور العين، فماذا أعد الله للنساء؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعد الله للرجال الحور العين، فماذا أعد الله للنساء؟ فالمرأة تعاني في الدنيا من تعدد الزوجات، وفي الآخرة لهم حور العين، ونحن ماذا؟

أشكركم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُدخلنا وإياك الجنة.

لقد وصف الله -عز وجل- الجنة في كتابه الكريم بأنها دار النعيم الأبدي، التي أعدَّها لعباده المؤمنين، رجالاً ونساءً، حيث قال سبحانه: “فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (السجدة: 17). وهذا الوصف الجامع يدل على أن ما في الجنة من النعيم يفوق كل ما يمكن أن تتخيله العقول، أو تسمعه الآذان، أو يخطر على القلب البشري.

الجنة للمرأة كما للرجل: وعدٌ بالمساواة في النعيم

من رحمة الله تعالى وعدله أن جعل الجنة للمؤمنين والمؤمنات على حدٍ سواء، فكلٌ منهما سينال فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، دون نقصان. يقول الله تعالى: “وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (الزخرف: 71). فالمرأة في الجنة ستجد كل ما تتمناه، بل وأكثر مما يمكن أن تتصوره في الدنيا، لأن الله -عز وجل- قد أعدَّ لها من الكرامات والنعيم ما لا عهد لها به في الحياة الدنيا.

لماذا لا ينبغي الخوض في تفاصيل نعيم الجنة؟

إن السؤال عن التفاصيل الدقيقة لنعيم الجنة، ومحاولة المقارنة بين ما يُعطى الرجال والنساء فيها، هو من التكلف الذي لا طائل من ورائه، بل قد يكون من التعنت المذموم. فالله تعالى أخفى عنا تفاصيل هذا النعيم لحكمة عظيمة، وهي أن العقل البشري المحدود لا يستطيع إدراك ما أعده الله لعباده في دار الخلود.

والمؤمن الحكيم هو الذي يكتفي بالوعد الإلهي، ويوقن بأن ربه قد أعدَّ له من الكرامات ما يفوق كل توقعاته، كما قال النبي ﷺ: “يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا” (رواه الترمذي). وهذا يدل على أن الجزاء في الجنة سيكون على قدر الإيمان والعمل الصالح، دون تفريق بين الرجل والمرأة.

الاشتغال بما ينفع أولى من الخوض فيما لا فائدة منه

ينبغي على المؤمن أن يوجه همه ووقته إلى ما يعينه على الفوز بالجنة، من طاعة الله واجتناب المعاصي، والعمل الصالح، بدلاً من الانشغال بتفاصيل قد لا تضيف إليه إلا الحيرة والجدال. وقد أوصى النبي ﷺ بقوله: “احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ” (رواه مسلم)، وهذا يقتضي ترك الخوض في الأمور التي لا طائل منها، والتركيز على الأسباب التي توصل إلى رضوان الله وجنته.

ختاماً: الثواب العظيم ينتظر المؤمنين والمؤمنات

فليطمئن كل مؤمن ومؤمنة بأن الجنة فيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. والله تعالى بحكمته سيجعل كل واحدٍ فيها سعيداً بما أعطاه، فلا يحسد أحدٌ أحداً، ولا يتمنى غير ما قسمه الله له. فالمهم هو السعي الجاد لدخول الجنة، فإذا دخلها العبد، وجد فيها من الكرامات ما لم يكن ليحلم به في الدنيا.

فاللهم اجعلنا من أهل الجنة، وارزقنا فيها من فضلك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى