لماذا نهى النبي ﷺ عن استلقاء المسلم على ظهره مع رفع إحدى الرجلين على الأخرى؟
1/820- عن عبدِالله بن يزيد أنَّه رأى رسولَ الله ﷺ مُستَلِقياَ في المسَجْدِ وَاضعًا إحْدَى رِجْليْهِ عَلى الأُخْرىَ. متفقٌ عَلَيْهِ.
3/822- وعنِ ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رسول الله ﷺ بفناءِ الكَعْبِةَ مُحْتَبيًا بِيَدَيْهِ هكَذَا، وَوَصَفَ بِيَدِيِه الاحْتِباء، و َهُوَ القُرفُصَاء رواه البخاري.
5/824- وعنِ الشَّريد بن سُوَيْدٍ قَالَ: مَرَّ بي رسولُ الله ﷺ وَأنا جَالس هكَذَا، وَقَدْ وَضَعتُ يَديِ اليُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي وَاتَّكأْتُ عَلَى إليْة يَدِي فَقَالَ: أتقْعُدُ قِعْدةَ المَغضُوبِ عَلَيهْمْ؟!. رواه أبو داود بإسناد صحيح.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
بعد ذلك: تتعلق هذه الأحاديث بأداب الجلوس والاستلقاء، وتشير إلى أنه لا يوجد مشكلة فيما يتعلق بقيام الشخص بالاستلقاء على ظهره في المسجد أو في المنزل أو في أي مكان يكون مناسبًا للاستلقاء فيه، ووضع إحدى رجليه فوق الأخرى ما دامت المناطق العارية مغطاة فلا يوجد في ذلك أي مشكلة.
فيما يتعلق بالنهي المذكور، يمكن أن يُفهم أنه ينطبق فقط في حالة عدم ثبات العورة. إذا تم الحفاظ على ستر العورة، فلا يوجد مشكلة في الاستلقاء على الظهر ووضع إحدى الأرجل فوق الأخرى، حيث قد يشعر الإنسان بالراحة في هذا الوضع ولا يوجد فيه مانع.
لا يوجد مشكلة في الاستلقاء على الجانب الأيمن أو الأيسر، ولكن المكروه هو الاستلقاء على البطن كما ذكر سابقًا.
يشير الحديث الثاني إلى جلسة التربع وأنها ليست بمشكلة، حيث يتم جلوس الشخص على مؤخرته ووضع قدمه اليمنى فوق اليسرى واليسرى فوق اليمنى بشكل متربع أو مستوفز دون أي مشكلة أو قيد، ومثال ذلك هو عندما يجلس الشخص على الأرض ويمد فخذيه وساقيه ويتكئ على قدميه بدون أدنى مشكلة، وليست هناك أي مشكلة في جلوس الشخص متمددًا ووضع قدمه اليمنى فوق اليسرى أو جلوسه بشكل ملتوي على مؤخرته وخروج القدم اليسرى من تحت القدم اليمنى، فكل هذا ليس به أي حرج.
ولهذا قال النبي ﷺ لعمران عندما شكا: أدِ صلاة قائمًا، وإذا لم تستطع، فادعِ الصلاة قاعدًا ولم يقل قعدة بهذا الشكل أو قعدة بهذا الشكل، أي الجلوس بأي وضع ليس فيه مانع أو كره، وبالتالي، إذا جلس متخذًا وضع جلوس القرفصاء، فلا بأس به، حيث يمد ساقيه ورجليه ويستند على يديه أو يضعهما على ركبتيه أو على ساقيه، كل هذا لا يشكل مانعًا.