قصص وروايات

قصة هند

هذه قصة واقعية محزنة؛ أتمنى من الجميع أن يستفيدوا منها ويتعلموا منها.

كان يتوجب على الأب الخروج صباح كل يوم إلى العمل، ثمَّ يعود مرهقًا ومُنهكًا في الثالثة عصرًا.

بعد يوم شاق مليء بالتعب والجهد في سبيل تأمين الحياة الكريمة لعائلته الصغيرة.

تقوم الأم بالعمل أيضًا وتذهب إلى مكان عملها بعد بضع دقائق من انطلاق زوجها.

ووفق هذه المعادلة الحياتية ،

كان عليهما الحاجة إلى حاضنة أجنبية لرعاية الطفلة الصغيرة التي لم تتجاوز سنها الخامسة بعد.

كانت الفتاة جذابة، وتتميز عيناها العسليتان بلمعان ذكاء فريد ممزوج ببراءة الطفولة الجميلة.

حضرت الجليسة للعناية بطفلتهما الصغيرة خلال النهار حتى يعود والديها، حتى تذهب مباشرة إلى أحضانهما عند عودتهما إلى المنزل….

كان الزوجان يتنافسان في العودة إلى المنزل، وهذا شيء جيد، لأنهما سيتمتعان بشرف عناق الطفلة واحتضانها بعناية، لتعلق رأسها في عنقه وتذوب في صدره.

أثناء فترة المساء، تقوم المربية (الخادمة) بأداء المهام المنزلية الأخرى.

بعد مدة من الأيام، شعرت الأم بتغير في سلوك ابنتها الصغيرة، إذ بدأت تظهر عليها علامات الخمول والاستسلام، ولا تبدو مهتمة باللعب أو الضحك، بل بدلاً من ذلك تغلب عليها الرغبة في النوم، وعندما تستيقظ من النوم، تعود مباشرة إلى نفس الحالة. عزت الأم ذلك إلى تعب ابنتها من اللعب مع مربيتها خلال النهار.

ومع ذلك، أصبح الخمول والكسل سمة لازمة للفتاة. وفي يوم ما، سمعت والدتها صغيرتها تتوسل إلى مربيتها قائلة: “يرجى عدم وضع الأخرى في أنفي، فقط واحدة كافية”. ولكن الأم لم تكن تعرف ما الذي كان يشتعل في نفس هند.

ما هو المادة التي تُدخَل في أنفها؟!

سألت أم هند المربية عما تعنيه ؟

صرّحت المربية بأنها ربما كانت هند تتذمر، فما السبب الذي جعلها تتذمر بالضبط؟

سؤال صعب الإجابة.

وضعت الأم خطة للتحقق من الأمور خلال غيابها، وفي يوم ما خرجت إلى العمل كالمعتاد، لكنها عادت بسرعة وكانت تتحرك بشكل خفيف على أصابع قدميها.

بعد ذلك، سمعت هند صوت مؤلم في المطبخ وكانت تتوسل المربية بعدم إعطائها الدودة اليوم. قالت لها إنها تشعر بالألم، ولكن المربية لم تهتم بتوسلاتها البريئة. عندما حاولت إدخال الدودة في فتحة أنف هند، كما كان يحدث كل يوم، اندفعت المربية بالصراخ ونزلت على ركبتيها، حيث غطتها وجهها بمشاعر الندم كبيرة. سألتها: “ماذا؟ لم تفرق هذه الطفلة بين الحلال والحرام”.

مما لا شك فيه، لم تحن بعد ساعة الحساب، حيث كانت هند ضعيفة وشاحبة الوجه وهي تتلعثم في هدوء قائلة: لا تعطيني أي شيء اليوم.

تصرفت الأم كالمجنونة والمصعوقة، حيث اتخذت فلذة كبدها وانطلقت لتقود سيارتها بطريقة سريعة وغير مسؤولة.

ذهبت إلى المستشفى دون سبب مقنع، وكانت مشاعرها مزدحمة بالجنون والغضب والحسرة والندم.

أخبرت الطبيب عن الحادث وابنتها المريضة مفضوح حزنها من كل زوايا جسدها.

تم فورًا التقاط صورة أشعة لدماغ الطفلة الصغيرة، وعندما عرض الطبيب الصورة في اتجاه الشمس، فإن الصورة أظهرت أن الدود يزحف بمخ الطفلة هند.

قال الطبيب للأم التي بانتت دموعها وانتابها الحزن أنه لا جدوى، حيث ينتظر هند الآن الموت بسبب تدهور حالتها الصحية.

بعد يوم واحد من ذلك، توفيت هند.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى