البول هو سجل طبيعي يعكس الحالة الصحية للجسم، وتغير لونه يمكن أن يكون مؤشراً بسيطاً على عاداتك اليومية أو إنذاراً مبكراً لمشكلة صحية تحتاج إلى انتباه. فيما يلي دليل مفصل لفك شيفرة الألوان المحتملة للبول، مستنداً إلى تقرير لطبيبة مساعدة في جراحة المسالك البولية من “مايو كلينيك”.
محتــويات المقــال
اللون الطبيعي – مقياس ترطيب جسمك
اللون: الأصفر الفاتح أو الشبه شفاف.
التفسير:
يعتبر هذا اللون دليلاً على الصحة والترطيب الجيد. عندما تشرب كميات كافية من الماء، يكون البول مخففاً، مما يمنحه هذا اللون الفاتح. فهو يشير إلى أن كليتيك تعملان بكفاءة لتصفية الدم وإخراج الفضلات دون إجهاد.
نصيحة عملية: اجعل هذا اللون هو هدفك اليومي. إذا لاحظت أنه بدأ يصبح أكثر قتامة، فهذه إشارة واضحة من جسمك بأنه يحتاج إلى المزيد من الماء.
اللون البرتقالي – بين الأدوية واضطرابات الكبد
الأسباب المحتملة:
-
الأدوية: هو السبب الأكثر شيوعاً، ومنها:
-
بعض الأدوية المضادة للالتهابات.
-
أدوية العلاج الكيميائي.
-
أدوية تُستخدم للتقليل من التورم والتهيج.
-
بعض المكملات الغذائية (مثل فيتامين B2 بجرعات عالية).
-
-
مشاكل في الكبد أو القناة الصفراوية: عندما يكون اللون برتقالياً داكناً أو يشبه لون الشاي، وخاصة إذا ترافق مع اصفرار في الجلد أو العينين (اليرقان)، فقد يكون ذلك علامة على أن الكبد أو القناة الصفراوية لا يعملان بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراكم الصفراء في الجسم.
التوصية: إذا لاحظت هذا اللون دون وجود سبب واضح مثل تناول دواء جديد، وخاصة إذا كان داكناً، يجب التواصل مع الطبيب فوراً.
اللون الأحمر أو الوردي – علامة تحذير رئيسية
هذا اللون يثير القلق بشكل طبيعي، وأسبابه تتراوح بين البسيطة والخطيرة.
الأسباب المحتملة:
-
وجود دم في البول (بيلة دموية): وهو ما قد يشير إلى:
-
عدوى في المسالك البولية.
-
حصوات الكلى.
-
أورام في الكلى أو المثانة.
-
تضخم البروستاتا (عند الرجال).
-
-
الأطعمة: تناول كميات كبيرة من البنجر (الشمندر) أو التوت أو الراوند.
-
الأدوية: بعض الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السل.
التوصية: لا تتجاهل البول الأحمر أو الوردي أبداً. حتى لو شككت أنه من الطعام، فمن الأفضل استشارة الطبيب لاستبعاد الأسباب الخطيرة، خاصة إذا صاحبه ألم أثناء التبول.
اللون البني – من الطعام إلى الأدوية
الأسباب المحتملة:
-
الجفاف الشديد: يمكن أن يصبح البول بنياً داكناً جداً.
-
الأطعمة: الإكثار من الفول (البقوليات) أو نبات الصبار (الألوفيرا).
-
الأدوية: هو سبب شائع، ومنها:
-
بعض أدوية الملاريا.
-
بعض المضادات الحيوية و مرخيات العضلات.
-
أدوية الإمساك التي تحتوي على السنا.
-
-
حالات طبية: قد يشير أحياناً إلى مشاكل في الكبد (تشمع الكبد) أو حالة نادرة تسمى “البورفيريا” التي تؤثر على الجهاز العصبي والجلد.
التوصية: إذا استمر اللون البني بعد زيادة شرب الماء، أو إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل ألم البطن أو الطفح الجلدي، يجب مراجعة الطبيب.
اللون الأزرق أو الأخضر – الأكثر ندرة وغرابة
هذا التغير نادر الحدوث وعادة ما يكون سببه غير مقلق.
الأسباب المحتملة:
-
الأصباغ: السبب الأكثر شيوعاً هو صِبغة الميثيلين الزرقاء، التي تُستخدم في بعض الاختبارات الطبية والتشخيصية.
-
الأدوية: بعض أدوية الاكتئاب، والقرحة، والارتجاع الحمضي.
-
حالة طبية نادرة: مرض وراثي حميد يسمى “متلازمة الحفاض الأزرق”، حيث لا يتم امتصاص الحمض الأميني “تريبتوفان” بشكل صحيح.
التوصية: غالباً ما يكون هذا التلون مؤقتاً وغير ضار، ولكن إذا استمر دون سبب واضح، فمن الجيد مناقشته مع طبيبك.
الخلاصة: متى يجب أن تقلق؟
تغير لون البول هو غالباً رسالة بسيطة من جسمك. لكن هناك علامات تحذيرية محددة تتطلب اتصالاً فورياً بالطبيب:
-
البول الأحمر أو الوردي (ما لم تكن متأكداً أنه من الطعام).
-
البول البني الداكن الذي لا يتحسن مع الترطيب.
-
البول البرتقالي الداكن المصحوب باصفرار في العينين أو الجلد.
-
أي تغير في اللون يرافقه ألم أثناء التبول، أو حمى، أو ألم في الظهر أو البطن، أو غثيان.
استمع إلى جسدك. فالبول ليس مجرد فضلات، بل هو مرآة تعكس حالة صحتك، والانتباه إليها يمكن أن يكون مفتاحاً للكشف المبكر عن العديد من الحالات.





