صحة

المعجزة والسر الذي جعله الله في البطاطا الحلوة ولا يعرفه الكثير

تعد البطاطا الحلوة المشوية وجبة خفيفة مغذية ولذيذة، لا تمد الجسم بالطاقة اللازمة فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز المناعة وتحسين صحة القلب والشرايين.

يعود ذلك إلى كونها مصدرًا غنيًا بالفيتامينات الأساسية (مثل فيتامين أ، ج، وب6)، والمعادن المهمة (كالبوتاسيوم والحديد)، ومضادات الأكسدة القوية (أبرزها البيتا كاروتين)، بالإضافة إلى محتواها العالي من الألياف الغذائية.

هذا المزيج الغذائي الفريد يجعل منها غذاءً متعدد الفوائد يستحق الاهتمام. فما هي الفوائد الأخرى التي تقدمها البطاطا الحلوة للجسم؟ تابع القراءة لتعرف التفاصيل.

فوائد البطاطا الحلوة الصحية بالتفصيل

1. تعزيز صحة القلب والشرايين وضبط ضغط الدم

يُعد البوتاسيوم عنصرًا حيويًا للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. فهو يساعد على تحقيق التوازن في سوائل الجسم، ويقاوم الآثار السلبية للملح (الصوديوم) في رفع ضغط الدم.

تحتوي كل 100 غرام من البطاطا الحلوة النيئة على حوالي 337 ملغ من البوتاسيوم، مما يجعل تناولها بانتظام وسيلة طبيعية وفعالة لدعم وظائف القلب، والحفاظ على مرونة الشرايين، والمساعدة في ضبط مستويات ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية.

2. إمداد الجسم بالطاقة المستدامة

تُعتبر البطاطا الحلوة مصدرًا ممتازًا للكربوهيدرات المعقدة والنشويات الصحية، وهي المصدر الرئيسي الذي يمد الجسم والدماغ بالطاقة. توفر كل 100 غرام من البطاطا الحلوة المشوية حوالي 89 سعرة حرارية. تعمل هذه الكربوهيدرات المعقدة على إطلاق الطاقة بشكل تدريجي.

مما يمنح إحساسًا بالشبع ويمنع التقلبات السريعة في مستويات سكر الدم. كما يمكن أن تكون وجبة مثالية ضمن نظام غذائي مُحسوب للأشخاص الذين يسعون لزيادة أوزانهم بطريقة صحية ومقاومة النحافة.

3. التحكم في سكر الدم لمرضى السكري

على عكس الاعتقاد الشائع، تُصنف البطاطا الحلوة على أنها ذات مؤشر جلايسيمي منخفض إلى متوسط، خاصة عند تناولها بقشرتها. هذا يعني أنها ترفع مستويات السكر في الدم بشكل أبطأ وأكثر استقرارًا مقارنة بالكربوهيدرات البسيطة.

تشير الأبحاث إلى أن محتواها الغني من الألياف الغذائية ومركبات معينة قد يساعد في تحسين حساسية الإنسولين وخفض مقاومته، مما يجعلها خيارًا غذائيًا مناسبًا عند إدراجها بحكمة ضمن خطة غذائية لمرضى السكري.

4. تقوية جهاز المناعة ومكافحة الالتهابات

تمتلك البطاطا الحلوة تركيبة مغذية فريدة تعزز مناعة الجسم:

  • فيتامين ج: يدعم إنتاج خلايا الدم البيضاء ويعمل كمضاد قوي للأكسدة.

  • البيتا كاروتين: الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين أ، وهو أساسي لصحة الأغشية المخاطية (خط الدفاع الأول ضد الممرضات) في الجهاز التنفسي والهضمي.

  • مادة الكولين: تساعد هذه المادة الهامة في تخفيف الاستجابات الالتهابية المزمنة في الجسم، وترتبط بتحسين الاستجابة المناعية.
    كما تساهم في استرخاء العضلات وتحسين جودة النوم والذاكرة، مما يدعم صحة الجسم العامة لمقاومة الأمراض، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي والربو.

5. الحفاظ على صحة البشرة والعيون

  • للبشرة: يلعب البيتا كاروتين (المتحول إلى فيتامين أ) وفيتاميني ج و هــ (كمواد مضادة للأكسدة) دورًا حاسمًا في حماية البشرة.
    فهي تحيد الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا وتسارع ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد والترهلات. كما يدعم فيتامين أ إنتاج الكولاجين، مما يمنح البشرة مظهرًا أكثر نضارة وإشراقًا ومرونة.

  • للعينين: يُعرف البيتا كاروتين بفوائده البارزة لصحة العين. فهو يساهم في الوقاية من جفاف العين ويقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالسن وإعتام عدسة العين. هذه التأثيرات الوقائية ضرورية للحفاظ على قوة الإبصار مع التقدم في العمر.

6. المساهمة في مكافحة السرطان

أظهرت بعض الدراسات المخبرية والحيوانية أن المركبات المضادة للأكسدة الموجودة في البطاطا الحلوة، وخاصة الأنثوسيانين (في الأصناف البنفسجية) والبيتا كاروتين (في الأصناف البرتقالية)، قد يكون لها خصائص مضادة للسرطان.

تشير هذه الأبحاث الأولية إلى إمكانية تبطئها لنمو الخلايا السرطانية في بعض الأنواع مثل سرطان القولون والبروستاتا والرئة والفم. ومع الحاجة إلى مزيد من الأبحاث على البشر، فإن تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة يعد استراتيجية وقائية صحية.

7. الوقاية من فقر الدم

تعد البطاطا الحلوة مصدرًا جيدًا للحديد النباتي، بالإضافة إلى حمض الفوليك (فيتامين ب9). يلعب الحديد دورًا محوريًا في تكوين الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء، بينما يساعد حمض الفوليك في إنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة.

لذلك، يساهم تناولها في الوقاية من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد أو حمض الفوليك. كما تُنصح بها كوجبة خفيفة ومغذية للحوامل لمساعدتهن على تلبية احتياجاتهن المتزايدة من هذه العناصر الحيوية.

8. تعزيز صحة الجهاز الهضمي ومنع الإمساك

يوصى باستهلاك ما بين 25 إلى 30 غرامًا من الألياف الغذائية يوميًا، وهو هدف يصعب على الكثيرين تحقيقه. توفر البطاطا الحلوة كمية جيدة من هذه الألياف، حيث تحتوي كل 100 غرام على حوالي 3 غرامات من الألياف. تساعد هذه الألياف على:

  • تليين البراز وزيادة حجمه، مما يسهل مروره ويقي من الإمساك.

  • تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء الغليظة، مما يدعم صحة الميكروبيوم المعوي.

  • تعزيز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام والوقاية من الاضطرابات الهضمية الشائعة.

القيمة الغذائية للبطاطا الحلوة

تمتاز البطاطا الحلوة بكونها طعامًا لطيفًا وسهل الهضم، مما يجعلها مناسبة لمختلف الفئات العمرية، من الأطفال إلى كبار السن، وكذلك للأشخاص في مرحلة النقاهة أو الذين يحتاجون إلى وجبات غنية وسهلة المضغ.

وهي تُعرف بشكل خاص بكونها أحد أغنى المصادر النباتية بفيتامين أ (على شكل بيتا كاروتين). بالإضافة إلى ذلك، فهي تحتوي على مجموعة فيتامينات ب المركبة (مثل البيريدوكسين “ب6″، والبانتوثينيك “ب5″، والثيامين “ب1”)، وفيتامين ج، والمعادن الأساسية كالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم.

مقارنة غذائية بين البطاطا الحلوة والبطاطا البيضاء (البطاطس)

يوضح الجدول التالي الفروق الغذائية الرئيسية لكل 100 غرام من النوعين نيئين وبقشرهما، وفقًا لقاعدة بيانات وزارة الزراعة الأمريكية (USDA):

القيمة الغذائية 100 غم بطاطا حلوة نيئة (غير مقشورة) 100 غم بطاطا بيضاء نيئة (غير مقشورة)
السعرات الحرارية 86 سعرة حرارية 69 سعرة حرارية
الكربوهيدرات 20.12 غم 15.71 غم
البروتين 1.57 غم 1.68 غم
الدهون 0.05 غم 0.1 غم
الألياف الغذائية 3 غم 2.4 غم
فيتامين أ 14185 وحدة دولية (ممتاز) 8 وحدات دولية
فيتامين ج 2.4 ملغم 9.1 ملغم
فيتامين ب6 0.2 ملغم 0.2 ملغم
البوتاسيوم 337 ملغم 407 ملغم
الكالسيوم 30 ملغم 9 ملغم
المغنيسيوم 25 ملغم 21 ملغم
الحديد 0.6 ملغم 0.5 ملغم

الملاحظة الرئيسية: تتفوق البطاطا الحلوة بشكل كبير في محتواها من فيتامين أ والبيتا كاروتين، كما تحتوي على كمية أعلى قليلًا من الألياف والكالسيوم. بينما تحتوي البطاطا البيضاء على بوتاسيوم وفيتامين ج أعلى. كلاهما خياران صحيان ولكلٍ ميزاته ضمن نظام غذائي متوازن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى