الزقازيق الآن 😭
في قصة حزينة تتلخص مأساة الوحدة والعزلة الاجتماعية، تحولت شقة في منطقة “الحناوي” بمدينة الزقازيق إلى مسرح لمشهد مروع، بعد أن اكتشف الأهالي جارًا لهم متوفى منذ حوالي خمسة أيام. جاء الاكتشاف المروع بعد أن لاحظ سكان العمارة اختفاء الرجل وعدم خروجه لعدة أيام، لتبدأ رائحة الموت الكريهة والذباب الأزرق الذي احاط النوافذ في إطلاق صفارات الإنذار على مأساة كانت تتكشف خلف الجدران.
تفاصيل الكشف: رائحة الموت وصراخ الصمت
لم يكن غياب “محمد” – الرجل الخمسيني – عن الأنظار هو ما أثار القلق في البداية، فقد اعتاد الجيران على انعزاله. لكن استمرار اختفائه، مقترنة مع انبعاث روائح كريهة لا تحتمل من شقته، وتحول النوافذ إلى نقطة جذب لأسراب من الذباب الأزرق، كانا الإشارة الواضحة على وقوع كارثة. لم يتردد الأهالي، فقاموا بإبلاغ الشرطة، التي حضرت على الفور إلى موقع الواقعة.
داخل الشقة: مشهد يجمد القلوب
ما إن فتح رجال المباحث باب الشقة، حتى وجدوا أنفسهم أمام مشهد مفجع: جثة الرجل المسجى في مكانه، وقد فارق الحياة منذ عدة أيام. كشفت التحريات الأولية أن المتوفى يدعى “محمد” (خمسيني)، لم يسبق له الزواج، وكان يعيش وحيدًا في شقته منذ سنوات طويلة. وقد انقطعت صلته بمعارفه جميعًا تقريبًا، ولم يكن يمتلك في حياته سوى شقيق واحد فقط، في مشهد يجسد أقصى درجات الوحدة والعزلة الاجتماعية.
نتائج التحقيق: وفاة طبيعية وغياب الشبهة الجنائية
بعد معاينة الجثة وفحص مكان الواقعة، خلصت التحقيقات الأولية إلى أن الوفاة طبيعية تمامًا، ولا توجد أي شبهة جنائية وراء الحادث الأليم. يُعتقد أن الرجل قد توفي نتيجة سبب طبيعي مفاجئ، وظل جثمانه داخل الشقة لأيام دون أن يدرك أحد ما حدث، حتى تحولت وحدته في الحياة إلى وحدة في الممات.
ما بعد المأساة: جثمان ينتظر الدفن وعبرة تنتظر الأحياء
تم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى العام في الزقازيق، تمهيدًا لإجراءات استخراج تصريح الدفن وتسليم الجثة لشقيقه الوحيد، ليبحث عن مكان ليدفن فيه من انقطع عن العالم في حياته.
خاتمة: دعوة لإعادة النظر في أواصر الإنسانية
تُترك هذه الحادثة صدى أليمًا في النفوس، ليس فقط بسبب فاجعة الموت، بل بسبب الظروف المأساوية التي رافقته. إنها تذكير مرير بأهمية التواصل الإنساني، وضرورة “نسأل على بعض”، كما علق ناشرو الخبر. فوراء كل باب مغلق قصة، وقد تكون هناك نفس تحتاج إلى كلمة طيبة، أو جار ينتظر سؤالاً واحدًا يخرجه من غربته. رحم الله “محمد” وغفر له، وجعل في قصته عبرةً لنا جميعًا.





