أوعَـى تثق في علاقة من النت
أنا “باسم” عندي 35 سنة، عايش مع أمي بعد وفاة والدي، وعمري ما كان ليا علاقات قبل كده. اتعرفت على بنت من جروب فيسبوك، شكلها لطيف واتقابلنا كذا مرة، وبدأت أفكر في الارتباط.
فجأة صارحتني إنها “مش عذراء” بسبب حادث قديم مع أحد أقاربها
اتأثرت بس صدقتها وقررت أكمل معاها لأنها كانت باينة محترمة. وبعد فترة، علاقتنا اتطورت أكتر وجتلي الشقة، والمفاجأة إني اكتشفت إنها عذراء من الأساس
حاولت أقف جنبها خصوصًا بعد ما قالتلي إنها حامل مني ولازم اتحمل غلطي، ووعدتني إنها هتمهد لأهلها موضوع الخطوبة لأنهم صعبين وطلبتهم كتير.
كنت مبسوط إنها قدرت ظروفي، لكن الصدمة إن آخر مرة جت البيت عندي أغمي عليها، فنزلت اجيب ابن عمي يشوف في أي خوفت تكون مات، فرجعنا لقيناها اختفت! ومعاها اللاب توب، تليفوناتي، ودهب أمي. لما رحت شارعها لقيت بلطجية واقفين بيمنعوني، وعرفت إنها نصابة.
عملت محضر في القسم، لكن اللي واجعني أكتر إن أمي انهارت وقالتلي ضيعت شقا عمري، أنت مش رجل، ومن الزعل جالها جلطة واتنقلت المستشفي.

في عصر التكنولوجيا والاتصال السريع، أصبحت منصات التعارف عبر الإنترنت بوابة للكثيرين بحثًا عن شريك الحياة، حيث تبيع هذه المنصات وهمًا بالوصول إلى “الزوج المثالي” بنقرة زر. لكن خلف هذه الوعود الوردية والشخصيات الجذابة، تكمن مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى خسائر مادية، نفسية، واجتماعية فادحة. هذه الرحلة التي تبدأ بحديث مثير عبر الشاشة، يمكن أن تتحول إلى كابوس يهدد كيان الفرد وأسرته.
التحذير الأول: انتحال الشخصية وخداع الهوية
أبرز المخاطر التي تواجه المستخدم هي انتحال الشخصية. يستطيع أي شخص إنشاء ملف تعريف مزيف باستخدام صور وهمية ومعلومات كاذبة. قد يدعي الرجل الثراء أو المركز الاجتماعي المرموق، أو تَدَّعي المرأة شخصية مختلفة تمامًا عن واقعها. يصعب على المستخدم العادي التحقق من صحة هذه المعلومات، مما يجعله فريسة سهلة للمحتالين الذين يستغلون المشاعر لتحقيق مكاسب مادية أو اجتماعية.
التحذير الثاني: الاختلافات الثقافية والدينية غير الواضحة
غالبًا ما تغفل المنصات عن الفروق الجوهرية في الخلفيات الثقافية والدينية والاجتماعية. قد ينشأ ارتباط عاطفي قوي عبر الدردشة، ليكتشف الطرفان لاحقًا وجود هوة غير قابلة للجسر في القيم، التقاليد، أو نمط الحياة المتوقع. هذه الصدمة الثقافية بعد الزواج يمكن أن تؤدي إلى صراعات مستمرة وانهيار للعلاقة، خاصة في المجتمعات المحافظة التي تضع أسسًا واضحة للتوافق العائلي والاجتماعي.
التحذير الثالث: الاحتيال المالي والعاطفي
تنتشر عمليات النصب والاحتيال المالي بشكل كبير في هذا الإطار. يبني المحتال علاقة عاطفية وهمية مع الضحية، يكتسب ثقتها بشكل كامل، ثم يبدأ باختلاق الأزمات المالية (مثل مشاكل طبية أو استثمارية) لطلب المساعدة المالية. تنتهي هذه العلاقة باختفاء المحتال بعد حصوله على الأموال، تاركًا وراءه ضحية تعاني من خسارة مزدوجة: مالية وعاطفية.
التحذير الرابع: الآثار النفسية المدمرة
عندما ينهار وهم العلاقة الافتراضية، تكون العواقب النفسية شديدة الوطأة. يشعر الضحايا بـ خيبة أمل عميقة، انعدام الثقة في الآخرين، والاكتئاب. كما أن التعرض لصدمة العلاقات الوهمية قد يخلق صعوبات في بناء علاقات صحية وحقيقية في المستقبل، ويترك ندوبًا نفسية يصعب التئامها.
نصائح للسلامة: كيف تحمي نفسك إذا قررت هذه الخطوة؟
إذا كان الفرد مصممًا على استخدام هذه المنصات، فلا بد من اتباع إجراءات أمنية صارمة:
-
التقصي والتحقق: البحث عن الشخص على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والتحقق من تناسق المعلومات والصور.
-
عدم التسرع: إطالة فترة التعارف عبر الإنترنت وعدم الاستعجال في منح الثقة الكاملة أو اتخاذ قرارات مصيرية.
-
اللقاء في مكان عام وآمن: عند الانتقال إلى مرحلة اللقاء الشخصي، يجب أن يكون في مكان عام مفتوح وحضور شخص ثالث موثوق به في البداية.
-
رفض الطلبات المالية بشكل قاطع: عدم إرسال أي أموال تحت أي ظرف من الظروف، مهما كانت المبررات مؤثرة.
-
إشراك الأسرة: إطلاع أفراد العائلة الموثوق بهم على طبيعة العلاقة للحصول على مشورتهم ونظرتهم الموضوعية.
خاتمة: الحذر لا يعني اليأس
في حين أن الإنترنت قد يقدم فرصًا للتعارف، إلا أن الطريق إلى الزواج الناجح يبقى قائمًا على المعرفة الحقيقية، والصدق، والوضوح، والصبر. لا تسمح للشاشة اللامعة أن تحجب عنك رؤية الحقائق. فالقلب قد ينجذب بسرعة، لكن بناء أسرة هو قرار يحتاج إلى بصيرة، وتأنٍ، وتيقظ شديد من مخاطر هذا العالم الافتراضي الذي يجمع بين الصادق والكاذب في نفس المساحة.