تعرضت عدة مزارع في ريف مدينة صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس السورية لهجمات مفاجئة وشرسة من قبل حيوانات مفترسة غامضة. حيث قامت هذه الحيوانات بافتراس كلاب الحراسة في إحدى مزارع قرية نبع كركر القريبة من مشتى الحلو، في حادثة نادرة وغير مألوفة للمنطقة الآمنة .
محتــويات المقــال
شاهد عيان: ليلة غريبة وصدمة الاكتشاف
نشر “تلفزيون صافيتا” لقاءً مع المدرس المتقاعد حنا إبراهيم، صاحب إحدى المزارع التي تعرضت للهجوم في ساعة متأخرة من الليل. وصف إبراهيم، الذي ينام في مزرعته منذ 15 عاماً تحت السماء دون خوف، تلك الليلة بأنها كانت “غرائبية”.
بدأت الأحداث بعد منتصف الليل عندما سمع أصواتاً غريبة مصحوبة بنباح شديد ومتوتر من كلابه الحراسة الثلاثة. كلما خرج لتفقد المصدر، كان يعود خالي الوفاض، حتى استيقظ عند الرابعة فجراً ليجد صمتاً مخيماً وغير معتاد. وعندما ذهب للتحقق، صُدم بمشهد مروّع: لم يتبق من كلابه سوى “بعض البقايا”، بعد أن تعرضت لعملية افتراس كاملة من قبل حيوان غامض.
تحريات مبدئية: ضبع أم نمر فراتي؟
على الفور، اتصل إبراهيم بالأقرباء والخبراء لمحاولة تحديد هوية المعتدي. ترجحت الآراء الأولية أن يكون المهاجم ضبعاً ضخماً أو نمراً فراتياً، وهو نوع يعيش عادة في جبال الساحل السوري. يُعتقد أن هذه الحيوانات قد هربت من موائلها الطبيعية واتجهت نحو المزارع والمناطق المأهولة هرباً من الحرائق التي نشبت مؤخراً في تلك الجبال، مما دفعها إلى البحث عن فريسة جديدة في مناطق غير معتادة.
تحذيرات ونشاط على وسائل التواصل الاجتماعي
إثر انتشار أنباء الهجوم، نشطت على منصات السوشيال ميديا حملات توعية تحذر سكان المزارع في القرية والمناطق المحيطة من المخاطر المحتملة. ونشر الناشطون نصائح عاجلة تشدد على:
-
تجنب التنقل منفردين خلال فترات الليل.
-
الامتناع عن النوم في العراء أو خارج المنازل الآمنة.
-
الحذر الشديد، إذ أن من عادة هذه الحيوانات المفترسة، وخاصة عند شعورها بالجوع، مهاجمة البشر بنفس الطريقة الشرسة التي قضت بها على كلاب الحراسة.
تحديد الهوية: هل المهاجم هو “الشيب” الأسطوري؟
أثار الفيديو الذي نشرته المحطة التلفازية نقاشاً بين المختصين ومحبي الحياة البرية. علق بعض الخبراء بأن الحيوان المهاجم قد يكون “الشيب”، وهو مفترس شرس يُشتهر بقدرته على قص فريسته من المنتصف وأكل نصفها فقط. ونصح هؤلاء الخبراء بعدم التخلص من بقايا الجثة، لأن من عادة “الشيب” العودة إلى موقع الهجوم في اليوم التالي لإكمال وجبته.
ما هو “الشيب”؟
يُعتبر “الشيب” (ويُعرف أيضاً بالذئب العربي أوالضبع المخطط في بعض اللهجات) من أشرس المفترسات في المنطقة. وهو ينتمي إلى فصيلة الضباع أوالذئاب بصفة عامة، ويتميز بفكوك قوية وأنياب طويلة وأسنان حادة تمكنه من سحق العظام وافتراس فرائس كبيرة مثل الكلاب وحتى الجمال. كان “الشيب” منتشراً في المنطقة في الماضي، لكنه أصبح نادر الظهور لدرجة ظن معها الكثيرون أنه انقرض، مما يضفي على ظهوره المفاجئ طابعاً أسطورياً ومثيراً للقلق.
الربط مع البيئة: الحرائق وتداعياتها
ترجح مصادر محلية لـ”إرم نيوز” أن الحرائق الأخيرة في جبال الساحل السوري هي العامل الرئيسي وراء هذه الهجمات. هذه الكوارث البيئية لا تدمر الغطاء النباتي فحسب، بل تزحف على موائل الحيوانات، مما يضطرها إلى الهرب من النيران باتجاه القرى والمناطق المأهولة بحثاً عن الطعام والملاذ الآمن. وتحذر هذه المصادر من أن هذا الهجوم قد لا يكون الأخير، وأن مناطق أخرى قد تشهد حوادث مماثلة طالما استمرت الأوضاع البيئية على حالها.
خلاصة: الحادثة ليست مجرد هجوم لحيوان مفترس، بل هي قصة معقدة تتشابك بين شهادة شخصية مروعة، وتحريات حول هوية حيوان غامض، وتحذيرات أمنية، وتحليل بيئي يربط الحدث بكارثة الحرائق، مما يجعله مؤشراً على اختلال النظام البيئي وتداعياته المباشرة على حياة السكان.





