شهدت العاصمة الصينية بكين يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 عرضاً عسكرياً استعراضياً ضخماً في ميدان تيان آن من الشهير، بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب العالمية الثانية ضد الفاشية وانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية. وجمع الحدث بين الاحتفاء بالتراث التاريخي واستعراض القوة العسكرية الحديثة، مع التأكيد على رسالة السلام والتعاون الدولي.
محتــويات المقــال
حضور دولي رفيع المستوى
شهد العرض العسكري حضوراً دولياً لافتاً ضم عدداً من أبرز قادة العالم، مما يعكس الأهمية الجيوسياسية للحدث. ومن أبرز الحضور:
-
كيم جونج أون، زعيم كوريا الشمالية
-
فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي
-
الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، كمبعوث خاص عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
-
مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني
-
الكسندر لوكاشينكو، الرئيس البيلاروسي
-
إلهام علييف، رئيس أذربيجان
-
قاسم جومارت توكاييف، رئيس كازاخستان
-
شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان
خطاب السلام والتنمية السلمية
ألقى الرئيس الصيني شي جين بينج خطاباً مهماً أكد فيه التزام الصين الراسخ بمسار التنمية السلمية والتعاون الدولي. وحذر الرئيس الصيني من أن “البشرية تواجه مرة أخرى خيار السلام أو الحرب، والحوار أو المواجهة، والفوز المشترك أو ألعاب المحصلة الصفرية”.
وشدد شي على أن “الشعب الصيني سيقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ وعلى جانب التقدم البشري”، داعياً إلى “بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”. كما أكد على ضرورة “القضاء على السبب الجذري للحرب ومنع تكرار المآسي التاريخية”.
الأهمية التاريخية للانتصار
أشار الرئيس شي إلى الأهمية التاريخية للانتصار على الفاشية، واصفاً إياه بأنه “أول انتصار كامل للصين ضد العدوان الأجنبي في العصر الحديث”. وأكد أن هذا النتحقق تحت قيادة الجبهة الوطنية الموحدة التي دعا إليها الحزب الشيوعي الصيني، معترفاً بالتضحيات الهائلة التي قدمها الشعب الصيني “لإنقاذ الحضارة الإنسانية والدفاع عن السلام العالمي”.
استعراض القوات العسكرية المتطورة
شمل العرض العسكري مشاركة جميع فروع القوات المسلحة الصينية، حيث تفقد الرئيس شي القوات وهو يقف في سيارة ليموزين من طراز هونجتشي، مقدماً التحية للأعلام الوطنية. وظهرت للمرة الأولى وحدات عسكرية جديدة تشمل:
-
قوات الفضاء الجوي
-
قوات الفضاء السيبراني
-
قوات الدعم المعلوماتي
كما حمل تشكيل الأعلام العسكرية 80 علماً شرفياً للوحدات البطولية من حرب المقاومة، في إشارة رمزية قوية للتراث العسكري الصيني.
أحدث التكنولوجيات العسكرية
كشف العرض عن مجموعة مذهلة من الأسلحة والمعدات المتطورة التي تعكس التقدم التكنولوجي الصيني:
-
دبابات ومركبات مدرعة من الجيل الجديد (طراز 100)
-
مدافع صاروخية بعيدة المدى (طراز 191)
-
أنظمة دفاع جوي متطورة (هونجتشي-20، هونجتشي-19، هونجتشي-29)
-
أنظمة مضادة للطائرات المسيرة بأسلحة ليزرية وموجات دقيقة
-
صواريخ فرط صوتية مضادة للسفن (يينجي-19، يينجي-17، يينجي-20)
القدرات الاستراتيجية والنووية
شهد العرض الكشف التاريخي عن “الثالوث النووي” الصيني الكامل للمرة الأولى، والذي يشمل:
-
صواريخ جينجلي-1 بعيدة المدى المُطلقة من الجو
-
صواريخ جيويلانج-3 عابرة للقارات المُطلقة من الغواصات
-
صواريخ دونجفنج-61 ودونجفنج-31 أرضية العابرة للقارات
-
صواريخ دونجفنج-5 سي النووية الاستراتيجية ذات المدى العالمي
القوة الجوية والإمكانيات التقنية
قدم العرض الجوي مشاهد مذهلة تضمنت:
-
أساطيل من الطائرات المتطورة حاملة أعلام الحزب والدولة والجيش
-
26 مروحية شكلت رقمي 8 و0 ترمز للذكرى الثمانين
-
قاذفات استراتيجية من طرازات H-6N وH-6K وH-6J
-
طائرات إنذار مبكر من طراز “كونجينج-500 أيه” و”كونغجينغ-600″
-
مقاتلات متطورة من طرز جيه-16، جيه-20، جيه-35، وجيه-15
-
عرض جوي بسبع طائرات استعراضية من طراز جيه-10 شكلت 14 مساراً من الدخان الملون
رسالة القوة والسلام
جمع الحدث بين استعراض القوة العسكرية المتنامية للصين وتأكيد التزامها بالسلام العالمي والتعاون الدولي. وقد مثل هذا العرض ليس فقط احتفالاً بالذكرى التاريخية، ولكن أيضاً إعلاناً عن مكانة الصين كقوة عالمية رئيسية قادرة على المساهمة في الأمن والاستقرار الدولي.
خاتمة:
مثل هذا العرض العسكري المهيب رسالة واضحة للعالم حول تقدم الصين التكنولوجي وقدراتها العسكرية المتطورة، مع التأكيد على التزامها بمسار التنمية السلمية والتعاون الدولي، مجسدةً رؤية الرئيس شي جين بينج لـ”مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”.





