سوريا.. فيديو امتناع أحمد الشرع عن مصافحة امرأة بوفد الكونغرس
أثار الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، موجة من التفاعل والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يظهر لحظة استقباله وفداً من المشرعين الأمريكيين وامتناعه عن مصافحة إحدى النساء الأعضاء في الوفد.
محتــويات المقــال
تفاصيل الحادثة واللحظة المثيرة للجدل
يظهر في مقطع الفيديو المتداول بشكل واسع، لحظة تقديم عضو الكونغرس الأمريكي يدها للمصافحة خلال مراسم الاستقبال الرسمي، فردَّ الرئيس الشرع بوضع يده على صدره في إيماءة اعتذار، معتبراً ذلك امتناعاً عن المصافحة بسبب اعتبارات شخصية أو ثقافية.
هذه اللحظة سرعان ما أصبحت محط أنظار المتابعين والنشطاء، حيث قُسِّمَت ردود الفعل بين مؤيد لموقفه باعتباره “احتراماً للعادات والتقاليد” أو “التزاماً دينياً”، ومعارض اعتبره “إهانة للمرأة” أو “انتهاكاً للأعراف الدبلوماسية”
سابقة في سلوك الرئيس الشرع
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُمتنع فيها الرئيس السوري المؤقت عن مصافحة النساء في المناسبات الرسمية. فقد سبق وأن ظهر في مناسبات عدة خلال لقاءات واستقبالات رسمية وهو يتجنب مصافحة النساء، سواءً كنّ من ضيفات سوريات أو أجنبيات، مما يُظهر أن هذا السلوك يمثل نهجاً ثابتاً لديه وليس مجرد موقف عرضي.
التغطية الرسمية للحدث
من جانبها، غطت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مراسم الاستقبال دون الإشارة إلى الحادثة، حيث ذكرت في تقريرها: “استقبل السيد الرئيس أحمد الشرع في دمشق وفداً من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين،
بحضور وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني ووزير الداخلية السيد أنس خطاب”. واقتصر الخبر الرسمي على الصور الجماعية والحديث عن طبيعة اللقاء وأهدافه، متجنباً أي إشارة إلى التفاصيل التي أثارت الجدل.
ردود الفعل المتباينة على وسائل التواصل
أثار الموقف موجة من التعليقات المتباينة:
-
المؤيدون: رأى كثيرون أن هذا التصرف “يحترم قيم الإسلام والعادات المحافظة”، ووصفوه بأنه “موقف شجاع” يعبر عن التمسك بالهوية.
-
المعارضون: انتقد آخرون السلوك واعتبروه “غير لائق دبلوماسياً”، ووصفوه بأنه “إهانة للمرأة” و”انعكاس لتخلف ثقافي” وفق تعبير بعضهم.
خلفية ثقافية ودينية
يأتي هذا الموقف في إطار الخلفية الدينية والثقافية لبعض المجتمعات المحافظة، حيث يتحاشى بعض الرجال مصافحة النساء الأجنبيات بسبب تفسيرات دينية. ورغم أن هذا السلوك ليس شائعاً على المستوى الرسمي والدبلوماسي العالي، إلا أنه يظهر في بعض الثقافات التي تفضل الفصل بين الجنسين في التفاعلات الجسدية.
تأثير محتمل على العلاقات الدبلوماسية
من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الموقف سيؤثر على طبيعة اللقاءات الدبلوماسية بين الجانبين، خاصة أن الزيارة نفسها—رغم ندرتها—تعكس محاولة للحوار في ظل العلاقات المتوترة منذ سنوات. إلا أن الحادثة سلطت الضوء على التحديات الثقافية التي قد تواجه مثل هذه اللقاءات.
الخلاصة
الحادثة—رغم بساطتها—أثارت نقاشاً حول التوازن بين الاحترام الثقافي والالتزام بالأعراف الدبلوماسية الدولية، وكشفت عن انقسام في التقييم بين مراعاة الخصوصية من ناحية وضمان المساواة واحترام المرأة من ناحية أخرى.





