عاجل الزقازيق الآن
في مشهدٍ جنائزي كساه الحزن وغلفته دموع الفقدان، شيّع أهالي مدينة الزقازيق جثامين ضحايا الكارثة المروعة التي حلت بعقارهم المنكوب. وقد انهار المبنى فجأةً في حي مولد النبي، مُحولاً لحظة السكن والأمان إلى كابوسٍ مفجع وقع فجأةً على رؤوس السكان، تاركًا وراءه مأساة إنسانية ثقيلة تُثقل قلوب الجميع.
ولم تكن حصيلة هذه الكارثة مجرد أرقام، بل كانت أرواحًا بشرية؛ حيث أسفر الانهيار عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 8 آخرين، ليدفن الأحياء مع أحبائهم جزءًا من قلوبهم تحت الأنقاض.

وجوه الضحايا.. قصص انقطعت فجأة
لم تكن الضحايا مجرد أسماء، بل كانت حكايات وحياتٌ انتهت في لحظة. وسط أصوات البكاء الخانقة وصيحات الألم، حمل المشيعون نعوش:
-
حنان محمد (51 عامًا) وابنتها بسملة طارق (20 عامًا) وابنها محمد طارق (21 عامًا)، الذين رحلوا معًا في اللحظة ذاتها، تاركين وراءهم أسرةً مفجوعة لا تجد سوى الصبر والسلوان ملاذًا من قسوة الفقد.
-
يوسف متولي (50 عامًا)، الشيف المعروف في المنطقة، والذي كان مصدرًا للبهارة والطعام لأهل الحارة، فودعوه بقلوبٍ دامية.
-
محمود الصعيدي، صاحب المحل في العقار، ونجلاء، السيدة التي كانت تسكن في الدور الأول، ليكون سكنها قربها من المصير المحتوم.
وصف المشهد الجنائزي.. صمتٌ يقطعه الدعاء
كان المشهد عصيًا على الوصف؛ نعوشٌ بيضاء محمولة على الأكتاف، وأسرٌ مكلومة تحاول أن تودع ذويها بكرامة، بينما العيون لا تجف من الدمع. صمتٌ ثقيل لم يقطعه سوى همسات الدعوات الخاشعة بالرحمة والمغفرة للراحلين، وبالصبر والسلوان لأهلهم الذين فقدوا سندهم وأحبتهم في لمح البصر.
المصابون.. بين العلاج ورفض الفراق
أما في المستشفيات، فلا تزال معاناة أخرى تتكشف. يتلقى المصابون الثمانية العلاج، ومن بينهم:
-
أحمد صبري (27 عامًا)
-
محمد أحمد الباجوري (32 عامًا)
-
أحمد أحمد الصادق (65 عامًا)
-
هشام عبدالعال (27 عامًا)
-
وائل يس (59 عامًا)
-
فوزي أحمد (75 عامًا)
بينما آثر مصابان، ورغم استقرار حالتهما، رفضا النقل إلى المستشفيات، مفضلين البقاء بجوار ذويهم في المنطقة المنكوبة، في تعبير صامت عن الخوف من فراق قد يكون أبديًا، والتمسك بأمل البقاء مع العائلة حتى في أحلك الظروف.
صدمة الجماعة وندبة لن تُمحى
رحل الضحايا، لكنهم تركوا وراءهم وجعًا غائرًا في قلوب الجيران والأصدقاء الذين لا يزالون تحت وطأة الصدمة والذهول. والمنطقة بأكملها تردد كلمات واحدة:
“هنا كانت بيوتًا عامرةً بالحياة والضحكات، تحولت في لحظةٍ عابرة إلى أطلالٍ صامتة وذكريات مؤلمة”. لقد أصبح العقار المنكوب ليس مجرد كومة من الأسمنت، بل أصبح ندبة في ذاكرة المدينة، تذكر الجميع بأن الحياة قد تنقلب بين لحظة وأخرى.





