الاخبار

عاجل الساحل السوري

تعمل فرق الإغاثة السورية على إخلاء عدة مناطق سكنية في محافظة اللاذقية بسبب حرائق غابات ضخمة تجتاح المنطقة، وفقاً للسلطات المحلية. وأفاد عبد الكافي كيال، مدير مديرية الكوارث والطوارئ في المحافظة، بأن الحرائق التي اندلعت في منطقة قسطل معاف امتدت إلى قرى مجاورة مأهولة بالسكان، مما استدعى تدخل فرق الإطفاء والدفاع المدني لإخلاء السكان وتأمينهم.

وتواجه الفرق صعوبات كبيرة في السيطرة على النيران بسبب سرعة الرياح، شدة الجفاف، ووعورة التضاريس، مما يجعل عملية الإخماد معقدة وخطيرة. وقد استمرت الحرائق منذ يوم الخميس الماضي في مناطق متفرقة من ريف اللاذقية، بما في ذلك زنزف وربيعة، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأراضي الحراجية والأشجار المثمرة.

تدخل تركي لدعم جهود الإطفاء

في محاولة لتعزيز الجهود المحلية، بدأت فرق إطفاء تركية صباح اليوم السبت 5 يوليو/تموز 2025 المشاركة في عمليات إخماد الحرائق بالتنسيق مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية. وأوضح الدفاع المدني السوري عبر منشور على فيسبوك أن القوات التركية قدمت دعمًا لوجستيًا يشمل:

  • طائرتين مروحيتين للمساعدة في إخماد الحرائق من الجو.

  • 11 آلية إطفاء (منها 8 سيارات إطفاء و3 ملاحق تزويد مياه).

إلى جانب ذلك، يشارك 62 فريقًا من الدفاع المدني السوري وأفواج الغطاء الحراجي في محاولات احتواء النيران، لكن التحديات تبقى كبيرة بسبب العوامل الجوية والبيئية.

تحذيرات من تداعيات الدخان وتفاقم الأزمة

أصدر الدفاع المدني السوري، المعروف باسم “الخوذ البيضاء”، تحذيرًا للسكان من وصول انبعاثات الدخان الكثيف إلى مناطق واسعة، تشمل:

  • شمال جبال الساحل السوري.

  • مدينة حماة وريفها.

  • مناطق جنوب إدلب.

وحذرت المنظمة من أن استمرار الحرائق قد يؤدي إلى تلوث هوائي خطير، مما يزيد من المخاطر الصحية على السكان، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

تحديات تعيق عمليات الإخماد

أكد رائد الصالح، وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، في منشور على منصة “X”، أن الفرق تواجه ظروفًا صعبة جدًا، مشيرًا إلى:

  • انتشار الألغام والمقذوفات غير المنفجرة في بعض المناطق، مما يعرقل تحرك فرق الإطفاء.

  • صعوبة الوصول إلى بؤر النيران بسبب التضاريس الوعرة.

  • سرعة الرياح التي تنقل النيران إلى مساحات جديدة.

ومع ذلك، وعد الصالح بأن الحكومة “ستبذل كل الجهود الممكنة لمواجهة الكارثة ولن تخذل الشعب السوري”.

أزمة مناخية تهدد الأمن الغذائي

في سياق متصل، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن سوريا تشهد أسوأ ظروف مناخية منذ 60 عامًا، حيث يؤدي الجفاف غير المسبوق إلى تهديد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.

ويأتي ذلك في ظل تراجع معدلات هطول الأمطار وموجات الحر المتكررة، مما يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات ويُعقّد جهود الإطفاء. كما أن البلاد لا تزال تعاني من آثار الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد، مما أضعف البنية التحتية وقدرة السلطات على الاستجابة للكوارث الطبيعية بكفاءة.

نداء للتعاون والإبلاغ عن المشتبه بهم

دعا الدفاع المدني السوري المواطنين إلى:

  • التعاون مع فرق الإطفاء وتجنب الاقتراب من المناطق المشتعلة.

  • الإبلاغ عن أي اشتباه بأعمال تخريبية متعمدة لافتعال الحرائق، حيث تشير تقارير إلى احتمال تورط بعض الأطراف في إشعال النيران عمدًا.

خاتمة

تستمر الأزمة في اللاذقية وسط تحذيرات من تفاقمها، خاصة مع استمرار العوامل المناخية والبيئية غير المؤاتية. وتبرز الحاجة إلى تعاون دولي ودعم لوجستي لمساعدة سوريا في مواجهة هذه الكارثة، التي تهدد ليس فقط الغابات، بل أيضًا حياة الآلاف من المدنيين وأمنهم الغذائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى