إيه اللي بيحصل عند الكعبة؟!!
الحج والعمرة من أعظم الشعائر الدينية في الإسلام، حيث يتوافد ملايين المسلمين إلى بيت الله الحرام لأداء المناسك والتقرب إلى الله. ومع هذا التجمع الكبير، يحدث زحام شديد حول الكعبة المشرفة، خاصة في أوقات الذروة مثل شهر رمضان وموسم الحج. ورغم أن هذا الزحام يعكس شوق المؤمنين لبيت الله، إلا أنه يصاحبه أحيانًا بعض التصرفات غير اللائقة، خاصة من بعض النساء اللاتي ينشغلن بالمظاهر الخارجية أو التصوير بدلاً من التركيز على العبادة.
محتــويات المقــال
الزحام عند الكعبة: اختبار للصبر والاحترام
المشهد حول الكعبة يمتزج فيه الخشوع مع التحديات، فالكثافة الهائلة للحجاج والمعتمرين تجعل الحركة صعبة، مما يتطلب الصبر والتعاون. ومع ذلك، يحدث أحيانًا تدافع غير مبرر، ويزداد الوضع سوءًا عندما يصر بعض الزائرين على التوقف في أماكن مزدحمة للصلاة أو التقاط الصور، مما يعيق حركة الآخرين.
تجاوزات بعض النساء: المكياج والتصوير والمزاحمة
من المؤسف أن بعض النساء – رغم قدسية المكان – ينشغلن بسلوكيات تتنافى مع روح العبادة، مثل:
-
الإفراط في المكياج والزينة
-
الكعبة مكان للعبادة والتواضع، وليس عرضًا للموضة أو الجمال. ومع ذلك، نرى بعض النساء يضعن كميات كبيرة من المكياج، وكأنهن في مناسبة اجتماعية، متناسيات قول الله تعالى: “وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى” (الأحزاب: 33).
-
-
المزاحمة العنيفة لمسك الركن أو تقبيل الحجر
-
يحدث أحيانًا أن تدفع بعض النساء بقوة للوصول إلى الحجر الأسود أو الركن اليماني، مما يتسبب في إزعاج للآخرين، بل وقد يؤدي إلى إيذاء بعض الضعفاء أو كبار السن.
-
-
الانشغال بالتصوير بدلاً من الدعاء والذكر
-
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة التصوير المستمر عند الكعبة، حيث تقضي بعض النساء وقتًا طويلًا في التقاط الصور أو البث المباشر على وسائل التواصل، وكأن الهدف هو “التوثيق” أكثر من العبادة.
-
كيف نحافظ على قدسية المكان؟
لضمان أداء العبادة بخشوع واحترام، ينبغي:
-
التقليل من الزينة والمظاهر الدنيوية، والتذكر أن بيت الله مكان للتواضع والإخلاص.
-
تجنب المزاحمة غير الضرورية، والصبر على أداء المناسك دون إيذاء الآخرين.
-
الابتعاد عن الهواتف والتصوير إلا للضرورة، وعدم تحويل الطواف أو السعي إلى جلسات تصوير.
-
التذكير بروح التعاون، خاصة مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلى مساعدة في الزحام.
الخاتمة: العبادة أولاً
زيارة الكعبة فرصة عظيمة لتجديد الإيمان، ولا ينبغي أن تتحول إلى مناسبة للمظاهر أو السلوكيات غير اللائقة. فالأجدر بالمسلمين أن يستغلوا كل لحظة في الذكر والدعاء، ويتركوا كل ما يشغلهم عن الغاية الحقيقية من هذه الرحلة الروحانية. فالكعبة تستحق منا كل احترام وتقدير، ليس فقط بأجسادنا، ولكن بقلوبنا وأفعالنا أيضًا.