ماهر الأسد يوجه رسالة لجميع السوريين؟!
في تطور جديد لظاهرة التضليل الإعلامي في السياق السوري، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي خبر مفاده أن اللواء ماهر حافظ الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة المدرعة، هدد المعارض السوري أحمد الشرع بالقـ,,ـ,ـتل. الخبر الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة تبين بعد التحقيق أنه مجرد إشاعة مُعدة بعناية.
تفاصيل الخبر المـ,,ـ,ـزيف:
ظهر التهـ,,ـ,ـديد عبر حساب على “إكس” (تويتر سابقًا) يحمل اسمًا مشابهًا للواء ماهر الأسد، مع صورة شخصية له، حيث نشر منشورًا صريحًا جاء فيه: “أحمد الشرع سنصل إليك حيثما كنت وسنـ,,ـ,ــ,,ـ,ـذبحك كما نـ,,ـ,ـذبح الخرفان”. لكن الغريب أن الحساب:
-
أنشئ في أغسطس 2023 فقط
-
لا يحمل أي علامة توثيق رسمية
-
لم يسبق له التفاعل مع حسابات مسؤولي النظام السوري
آلية كشف الخدعة:
-
البحث في أرشيف الحساب: تبين أن الحساب كان خاملًا ثم بدأ بنشر مواد تحريضية فجأة
-
تحليل الصورة: استخدام صورة قديمة للواء متداولة منذ 2015
-
السياق الزمني: التهديد جاء متزامنًا مع تصاعد الحديث عن اغتـ,,ـ,ــ,,ـ,ـيالات المعارضين
-
غياب المصادر الرسمية: لم ترد أي تصريحات من جهات سورية رسمية
لماذا هذا التوقيت بالذات؟
يأتي انتشار هذه الإشاعة في ظل:
-
تصاعد وتيرة الاغتـ,,ـ,ـيالات خارج سوريا
-
تقارير عن خلافات داخلية في دوائر النظام
-
تحضيرات للمؤتمر الوطني السوري المقبل
-
ذكرى مرور 13 عامًا على الثورة السورية
نمط متكرر في الحرب السورية:
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن:
-
2016: انتشرت صورة مزيفة لماهر الأسد مع عبارات تحريضية
-
2019: وثّق مركز “ذاكرون” 32 حسابًا مزيفًا تنسب تصريحات للقيادات السورية
-
2021: تداولت إشاعات عن وفاة ماهر الأسد
كيف تتعامل الأطراف مع هذه الإشاعات؟
-
المعارضة السورية: بعض وسائلها أعادت نشر الخبر دون تحقق
-
أنصار النظام: استخدموا الواقعة لدحض “إعلام المعارضة”
-
وسائل إعلام دولية: تعاملت بحذر مع الخبر بعد غياب التأكيد
تحليل الخبراء:
الدكتور كريم البيطار، أستاذ الإعلام الرقمي، يوضح لـ”الحل نت”:
“هذه الأساليب أصبحت جزءًا من الحرب النفسية الممنهجة، حيث تُصنع أخبار كاذبة لتحقيق أهداف منها:
-
تشويه صورة الخصوم
-
إثارة الفوضى الإعلامية
-
تحويل الأنظار عن قضايا جوهرية”
كيف تحمي نفسك من الأخبار الكاذبة؟
-
تحقق من تاريخ إنشاء الحساب
-
ابحث عن المصدر الأصلي للصورة
-
تحقق من وجود الخبر في وسائل إعلام متعددة
-
استخدم أدوات التحقق مثل “تويتر بلو” للتوثيق
الخلاصة:
الحادثة تكشف:
-
استمرار استخدام الحرب النفسية كأداة صراع
-
ضعف آليات التحقق في الإعلام السوري
-
سهولة استغلال الشخصيات العامة في التضليل
-
أهمية التثبت قبل النشر في قضايا حساسة
في حين لم يصدر أي نفي رسمي من الجهات السورية حتى الآن، تبقى هذه الواقعة نموذجًا صارخًا لكيفية تحول المنصات الرقمية إلى ساحات للحـ,,ـ,ـروب الهجـ,,ـ,ـينة، حيث تختلط الحقائق بالأكاذيب، ويصبح التمييز بينهما تحديًا حتى للمحترفين.