قصة ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ✅: ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺇﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻛﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﺩﻭﺭﺓ 1993
في صيف عام 1993، وفي أحد مراكز تصحيح امتحانات البكالوريا، حدثت واقعة غريبة لا تزال تروى حتى اليوم كإحدى قصص التوفيق الإلهي التي تحير العقول.
كان نظام التصحيح يمر بثلاث مراحل، حيث يقوم ثلاثة مصححين بتدقيق كل ورقة امتحان. وفي يوم تصحيح مادة الرياضيات، لاحظ الأستاذ الأول أمراً غريباً في إحدى الأوراق. كان الطالب قد أعاد كتابة أسئلة الامتحان فقط دون تقديم أي إجابة!
بدافع الشفقة، قرر الأستاذ منح الطالب نقطة واحدة بدلاً من الصفر. وعندما كتب الرقم (1)، حطت ذبابة صغيرة خلف الرقم. حاول إبعادها لكنها عادت مرتين أخريين، وفي كل مرة كانت تذهب لتستقر خلف الرقم (1). تعجب الأستاذ من عناد الذبابة، فغير النقطة إلى (10) بإضافة صفر بعد الواحد.
المفاجأة أن الورقة عندما انتقلت إلى المصحح الثاني، تكررت نفس الحادثة! الذبابة العنيدة عادت لتستقر خلف الرقم (10). وعندما سأل المصحح الثاني زميله عن سبب هذه العلامة، أجابه بسخرية: “اسأل الذبابة!” فتركها كما هي.
وعندما وصلت الورقة للمصحح الثالث، استمرت الذبابة في مضايقته حتى ترك العلامة (10) كما هي. وهكذا نجا الطالب من الرسوب بفضل هذه الذبابة الغريبة.
لكن القصة لم تنته هنا. بعد ظهور النتائج، اكتشف الأستاذ أن الطالب كان من الناجحين. وعندما جاء الطالب لاستلام كشف النقاط، كشف له الأستاذ عن حقيقة ورقته. فانفجر الطالب بالبكاء وروى أنه في يوم الامتحان توفي والده، فلم يتمكن من حل الأسئلة لأنه اضطر لمغادرة القاعة لتوديع والده.
هنا أدرك الأستاذ أن الذبابة لم تكن صدفة، بل كانت معجزة إلهية لطالب نجيب تعرض لظرف قاهر. لقد أراد الله أن يمنحه فرصة لم يستطع الحصول عليها بنفسه.
العبرة من القصة:
-
الله قادر على أن يجعل من أصغر المخلوقات سبباً للتوفيق
-
الرحمة قد تأتي من حيث لا نحتسب
-
وراء كل قصة ظاهرها الصدفة حكمة إلهية عميقة
-
التوفيق الإلهي لا يعرف المستحيلات
هذه القصة الحقيقية تذكرنا بأن الله يرعى عباده حتى في أصعب لحظاتهم، وأنه قادر على أن يفتح أبواب الرزق والتوفيق من حيث لا نعلم. فالذبابة التي لا نعيرها اهتماماً قد تكون أداة في يد القدر لتحقيق العدالة الإلهية.