الاخبار

عاجل دقت طبول الحـــــــ،ـــرب الان الان

في تصريحات هيّجـ,,ـت المشهد الجيوسياسي، حذّر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث من “عواقب وخيمة” إذا سعت الصين إلى “غزو تايوان”، في خطابٍ وُصف بأنه الأكثر حزماً لواشنطن تجاه بكين حتى الآن. جاءت التصريحات خلال مشاركته في حوار شانغريلا للأمن بسنغافورة، في محاولةٍ لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، خاصة مع تصاعد المخاوف من تراجع الالتزام الأمريكي في ظل تنافس واشنطن مع تحديات أخرى في أوكرانيا والشرق الأوسط.

الرسالة الأمريكية: الردع أولاً… والمواجهة خيارٌ أخير

ركزت تحليلات صحيفة “وول ستريت جورنال” على مغزى خطاب هيغسيث، الذي أكد أن استراتيجية واشنطن تقوم على:

  1. منع الحرب عبر تعزيز الردع العسكري والتحالفات.

  2. الاستعداد للقتال إذا فشل الردع، حيث قال: “نحن جاهزون لفعل ما نتفوق فيه: القتال والانتصار حاسماً”.
    لكن السؤال الذي يطرحه المراقبون: هل تمتلك الإدارة الأمريكية الإرادة السياسية والعسكرية لتنفيذ هذا التهديد؟ خاصة في ظل انشغالها بملفّي أوكرانيا والشرق الأوسط، وتصريحات الرئيس ترامب السابقة عن نيته إنهاء الحروب الخارجية.

آسيا في استراتيجية ترامب: أولوية أم مجرد خطاب؟

أشارت الصحيفة إلى أن آسيا تُعد منطقة الاهتمام الاستراتيجي لإدارة ترامب، لكنها لفتت إلى تعثُّر واشنطن في إعادة توزيع مواردها من أوروبا والشرق الأوسط نحو المحيط الهادئ. كما أن محاولات ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا باءت بالفشل، مما يثير شكوكاً حول قدرته على إدارة أزمة تايوان.

ردود الفعل: تأييد حذر وتحذيرات صينية

  • بوني غلاسر، الخبيرة في الشؤون الآسيوية بمؤسسة مارشال الألمانية، وصفت تصريحات هيغسيث بأنها “الأكثر حدةً” من أي مسؤول أمريكي، معتبرةً أنها تعكس رغبة واشنطن في “السلام عبر القوة”.

  • من جهتها، هاجمت الصين التصريحات الأمريكية، واصفة واشنطن بأنها “المُهيمن الحقيقي المُزعزع للاستقرار في آسيا”، ودعت إلى “وقف التصعيد”.

تايوان بين المطرقة والسندان: استعدادات عسكرية متسارعة

مع تصاعد التهديدات الصينية، تسارع تايوان إلى:

  • تحديث جيشها.

  • تعزيز التعاون مع واشنطن.
    في المقابل، كثّفت الصين مناوراتها العسكرية حول الجزيرة، بما في ذلك عمليات حصار محاكاة، مما يزيد من مخاطر مواجهة غير مقصودة قد تُشعل أزمة عالمية.

تكتيك الصين: تجاهل أم استعداد للمواجهة؟

أثارت غياب وزير الدفاع الصيني عن حوار شانغريلا تساؤلاتٍ حول نوايا بكين:

  • تشو بو، محلل عسكري صيني، رأى أن الصين تُفضل منصاتها الدبلوماسية مثل “منتدى شيانغشان” على الحوارات الغربية.

  • بينما يرى آخرون أن بكين تتجنب مواجهات مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين في هذه المرحلة الحساسة.

خلاصة: لعبة الخطوط الحمراء

المشهد الحالي يُظهر:

  • الولايات المتحدة تحاول إعادة تأكيد هيمنتها في آسيا عبر لغة القوة.

  • الصين تواصل تعزيز قدراتها العسكرية، مع تجنُّب التصعيد المباشر—حتى الآن.

  • تايوان تبقى الحلقة الأضعف في الصراع، رغم استعداداتها المتزايدة.

السؤال الأكبر: هل تكفي التهديدات الأمريكية لردع الصين؟ أم أن العالم يقترب من حربٍ كبرى قد تُعيد رسم خريطة القوى العالمية؟

في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، تتجه روسيا نحو تعزيز وجودها العسكري على حدودها مع فنلندا، العضو الجديد في حلف الناتو منذ 2023، في تحركٍ يثير مخاوف من تصعيد جديد في شمال أوروبا. وفي المقابل، تسارع فنلندا وحلفاؤها لاتخاذ إجراءات دفاعية، بينما تبدو الولايات المتحدة حذرة في تعاملها مع الأزمة.

1. التحركات العسكرية الروسية: استعدادات ميدانية مثيرة للقلق

كشفت صور الأقمار الصناعية عن نشاط عسكري روسي مكثف في مدينة كامينكا، الواقعة على بعد 60 كيلومترًا فقط من الحدود الفنلندية، حيث:

  • نُصبت أكثر من 130 خيمة عسكرية، مما يشير إلى احتمال وجود تعزيزات عسكرية كبيرة.

  • تم تجهيز مستودعات جديدة لتخزين المركبات القتالية.

  • جُددت ملاجئ الطائرات الحربية، مما يعزز القدرات الدفاعية والهجومية في المنطقة.

هذه الخطوات تُعتبر إشارة واضحة إلى أن موسكو تُعِدُّ نفسها لسيناريوهات محتملة في شمال أوروبا، خاصة بعد انضمام فنلندا إلى الناتو، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا لأمنها القومي.

2. رد فعل فنلندا: بناء سياج حدودي وتعزيز الدفاعات

ردًا على التحركات الروسية، أعلنت فنلندا الانتهاء من أول 35 كيلومترًا من سياج حدودي بارتفاع 4.5 أمتار، ضمن مشروع يهدف لتأمين حدودها الشرقية مع روسيا، التي تمتد لـ1344 كم. وأكد نائب قائد حرس الحدود الفنلندي، أنتي فيرتا، أن الهدف من السياج هو:

  • التحكم في أي موجات هجرة غير نظامية (أسلوب “الهجرة الهجينة” الذي استخدمته روسيا سابقًا ضد دول البلطيق).

  • تعزيز الأمن الحدودي في مواجهة التهديدات العسكرية المحتملة.

كما عززت فنلندا تعاونها مع حلف الناتو، الذي بدوره زاد من وجوده العسكري في شمال أوروبا، رغم عدم إعلانه عن تحركات استفزازية مباشرة.

3. موقف الناتو والولايات المتحدة: بين التأهب والبراغماتية

على الرغم من التحركات الروسية، بدا الموقف الأمريكي أكثر تحفظًا، حيث علق الرئيس دونالد ترامب قائلًا:

“لست قلقًا على الإطلاق من التقارير عن الحشد الروسي على الحدود الفنلندية.”

هذا التصريح يعكس:

  • سياسة أمريكية براغماتية تهدف إلى تجنب التصعيد المباشر مع روسيا.

  • تركيز واشنطن على جبهات أخرى، مثل أوكرانيا والشرق الأوسط.

لكن في المقابل، يستمر الناتو في تعزيز وجوده في المنطقة، مما يزيد من مخاطر مواجهة غير مقصودة بين القوات الروسية والأطلسية.

4. تحليل الخبراء: استراتيجية الردع وصراع النفوذ

يرى خبراء أن التحركات الأخيرة جزء من استراتيجية أوسع تشمل:

  • عسكرة الشمال الأوروبي كأداة لضغط الناتو على روسيا.

  • محاولة أمريكية لخلق بؤر توتر جديدة في مناطق حيوية مثل فنلندا وسفالبارد وغرينلاند.

  • استعداد روسي لمواجهة التمدد الغربي، خاصة بعد توسع الناتو شرقًا.

وفي هذا الصدد، قال الخبير في الشؤون الروسية د. محمود الأفندي:

“تحركات الناتو استفزازية وتهدف إلى ترهيب روسيا، لكن الجاهزية القتالية الحقيقية تعتمد على القوات الأمريكية، وليس الأوروبية.”

5. مخاطر التصعيد: هل نشهد مواجهة مفتوحة؟

رغم أن كلا الطرفين يتجنب المواجهة المباشرة، إلا أن العوامل التالية تزيد من حدة التوتر:

  • زيادة الوجود العسكري الروسي قرب فنلندا.

  • تسليح فنلندا والسويد (العضو الجديد في الناتو) بسرعة قياسية.

  • استمرار الحرب في أوكرانيا كعامل مشتت للجهود الدبلوماسية.

الخلاصة: لعبة القط والفأر في القطب الشمالي

في الوقت الذي تحاول فيه روسيا إرسال رسالة قوة ردًا على توسع الناتو، يعمل الحلف الأطلسي على تحصين حدوده الشمالية، بينما تبقى الولايات المتحدة اللاعب الرئيسي الذي يتحكم في وتيرة التصعيد.

السؤال الأكبر الآن: هل يمكن احتواء التوتر قبل تحوله إلى مواجهة عسكرية؟ أم أن شمال أوروبا على شفا حرب جديدة تُضاف إلى الأزمات العالمية المتلاحقة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى