فيديو مرعب .. زلزال يشق الأرض
في لحظة نادرة أذهلت علماء الجيولوجيا، تمكنت كاميرات المراقبة من توثيق حدث جيولوجي مذهل أثناء حدوثه، وليس بعده، حيث ظهرت لقطات حية لتصدع قشرة الأرض وانزلاقها خلال زلزال مدمر ضرب ميانمار.
محتــويات المقــال
الحدث النادر: تصدع الأرض أثناء الزلزال
في 28 مارس الماضي، ضرب زلزال بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر مناطق في ميانمار، تاركًا دمارًا واسعًا وخسائر بشرية فادحة. لكن ما جعل هذا الزلزال مميزًا هو تسجيل مقطع فيديو نادر يُظهر تشقق الأرض وانزياحها بشكل مباشر أثناء الهزة، وهو ما وصفه العلماء بأنه “حدث استثنائي”.
وعادةً ما يدرس الجيولوجيون آثار الزلازل بعد حدوثها، مثل التشققات والانزياحات الأرضية، لكن نادرًا ما يتمكنون من رصد هذه الظواهر في اللحظة ذاتها. وقد التقطت كاميرات المراقبة في منشأة الطاقة الشمسية “ثابياي وا” التابعة لشركة “جي بي إنرجي” في ميانمار هذه اللحظة التاريخية، حيث ظهرت الأرض وهي تتمزق أمام العدسة.
ردود فعل العلماء: “هذا غير مسبوق”
عندما انتشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على “فيسبوك”، أثار ذهول المتابعين والعلماء على حد سواء. علق أحد المستخدمين قائلًا: “من المرعب رؤية المشهد بأكمله يتغير، إنه تعبيرٌ واضحٌ للغاية عن الطاقة الكامنة في الأرض”، بينما نصح آخرون بمشاهدة الفيديو عدة مرات لملاحظة التفاصيل الدقيقة للانزياح الأرضي.
ووصفت ويندي بوهون، عالمة جيولوجيا الزلازل من كاليفورنيا، اللقطات بأنها “مذهلة”، قائلةً في تصريح لشبكة “سي بي إس نيوز”:
“لدينا نماذج حاسوبية ومخبرية لمحاكاة الزلازل، لكنها جميعًا أقل تعقيدًا بكثير من النظام الطبيعي الفعلي. رؤية هذا الحدث بهذه الوضوح أمر استثنائي.”
أما ريك أستر، الجيوفيزيائي بجامعة ولاية كولورادو، فأكد أن هذا الفيديو يُعد “أفضل توثيق مرئي لتصدع سطحي ناتج عن زلزال كبير”، مشيرًا إلى أن الصدع استمر لأكثر من 80 ثانية، وامتد من سينجو في منطقة ماندالاي إلى بيو في منطقة باجو.
الخسائر البشرية والجيولوجية للزلزال
خلف الزلزال دمارًا هائلًا، حيث أودى بحياة أكثر من 3700 شخص وأصاب الآلاف، مما جعله أحد أكثر الزلازل فتكًا في تاريخ ميانمار منذ عام 1930. ووفقًا لموقع “Science Alert”، فإن الزلزال وقع على عمق ضحل (10 كيلومترات فقط)، مما زاد من تأثيره التدميري، حيث تسبب في تمزق السطح وانزياح بعض المناطق بأكثر من 6 أمتار.
صدع ساجينغ: أحد أكثر الصدوع نشاطًا في العالم
يقع الزلزال ضمن منطقة صدع ساجينغ، وهو أحد أكثر الصدوع الجيولوجية نشاطًا في العالم، حيث يمتد لأكثر من 1400 كيلومتر عبر ميانمار، ويشكل الحد الفاصل بين صفيحتين تكتونيتين. وتحدث الزلازل في هذه المنطقة عندما تتعرض الصفائح لضغوط شديدة، ثم تنزلق فجأة، مما يؤدي إلى هزات عنيفة.
وتقع مدن رئيسية مثل ماندالاي بالقرب من هذا الصدع، مما يجعلها عرضة لخطر الزلازل الكبيرة. ويُعتبر الزلزال الذي ضرب المنطقة في مارس الماضي أقوى هزة تشهدها ميانمار منذ عام 1912، مما يجعله تحذيرًا صارخًا من المخاطر الجيولوجية التي تواجهها المنطقة.
خاتمة: أهمية التوثيق العلمي
يُبرز هذا الفيديو النادر أهمية التكنولوجيا في رصد الكوارث الطبيعية وفهمها، حيث يوفر للعلماء بيانات ثمينة لتحسين نماذج التنبؤ بالزلازل. ورغم الدمار الذي خلفه الزلزال، فإن هذه اللقطات ستساعد في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للحد من مخاطر الزلازل في المستقبل.
يبقى هذا الحدث تذكيرًا بقوة الطبيعة الهائلة، وأهمية الاستعداد للكوارث الطبيعية في المناطق النشطة زلزاليًا.