لغز وفاة الدكتور ( أحمد ماهر) والدكتورة ( سارة خالد ) بنفس الطريقة
في مشهد يتكرر بمرارة، فقدت الأوساط الطبية المصرية خلال الأسابيع الأخيرة ثلاثة من أطبائها الشباب الواعدين،
**الحالة الأولى** كانت للدكتور محمود سيد، نائب طبيب القلب بجامعة قناة السويس، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في حـ,,ـادث سير مـ,,ـروع بعد أن غلبه النعاس أثناء القيادة. المفارقة الأليـ,,ـمة أنه كان عائدًا لتوه من نوبة عمل شـ,,ـاقة، في طريقه لاستكمال أوراق تجنيده، ليلقى حتفه قبل أن يتمكن من استلامها.
أما **الحالتان الثانية والثالثة** فكانتا صـ,,ـدمتين متتاليتين، حيث تـ,,ـوفي كل من **الدكتور أحمد ماهر** و**الدكتورة سارة خالد**، أخصائيي جـ,,ـراحة القلب بمعهد القلب، أثناء تأدية عملهما جراء الإرهـ,,ـاق القـ,,ـاتل. رحمهم الله جميعاً.
بعد وفـ,,ـاة الدكتور محمود، شهد قسم القلب تحولاً جذرياً في **نظام النـ,,ـوبات** خلال 48 ساعة فقط، حيث تم اعتماد وجود **6 نواب أطباء** بدلاً من اثنين، وهو المطلب الذي كان يُطالب به الأطباء منذ **15 عاماً** دون استجابة. لكن التغيير – للأسف – جاء بعد أن سالت الدمـ,,ـاء.
**السؤال الأليـ,,ـم:**
لماذا لا تُجرى هذه الإصلاحات إلا بعد وقوع الكـ,,ـارثة؟ لو كانت هناك **محاسبة حقيقية** للمسؤولين عن جداول العمل القـ,,ـاتلة، ولو رُفعت قضايا ضد إدارات المستشفيات بسبب انتهـ,,ـاكها لحقوق الأطباء، لربما شعر الآخرون بالخوف وتم تعديل النظام في كل المستشفيات الحكومية والجامعية.
في الوقت الذي يناقش فيه بعض المسؤولين **تعريب دراسة الطب**، تبقى الأسئلة الحقيقية معلقة:
– لماذا لا تُشكل لجان لإنقاذ الأطباء من المـ,,ـوت بدلاً من لجان تعريب المصطلحات؟
– متى يصبح لدينا **نظام تدريب محترم** قبل التفكير في لغة التدريس؟
**الخلل في الأولويات صارخ.**
فبدلاً من معالجة الأسباب الجذرية لانهيـ,,ـار الطب المصري، يتم تشتيت الجهود في قضايا هامشية.
السؤال الأكبر: **أين عقول هؤلاء المسؤولين؟!**
**ختاماً: كفى!**
لن يتغير شيء ما دامت المحاسبة غائبة، وما دام مـ,,ـوت الأطباء يُعتبر “ثمنًا طبيعيًا” للعمل الطبي.