صحة

فائدة الماء البارد على الريق

يُعتبر الماء أساس الحياة والعنصر الأهم لاستمرار وظائف الجسم الحيوية. وفي حين يشيع الحديث عن فوائد الماء الدافئ على معدة فارغة، تبرز أيضاً منافع الماء البارد عندما يُستهلك بطريقة صحيحة. فما هي فوائد هذه العادة البسيطة، وما الشروط الواجب مراعاتها لتحقيق أقصى استفادة دون ضرر؟

شرط أساسي: الفرق بين “البارد” و”المثلج”

قبل الخوض في الفوائد، تشدد الدكتورة علا محمد، أخصائية التغذية العلاجية، على نقطة في غاية الأهمية: الفرق بين الماء البارد والماء المثلج.

  • الماء البارد المُوصى به: هو الماء ذو الدرجة المنخفضة الذي يتم تبريده في الثلاجة (عادة بين ٨-١٥ درجة مئوية).

  • الماء المثلج الممنوع: هو الماء المخلوط بالثلج أو الذي تم تجميده، حيث تكون درجة حرارته قريبة من الصفر المئوي.

السبب: تناول الماء المثلج مباشرة على الريق قد يسبب صدمة للجسم، تؤدي إلى:

  • احتقان في الحلق واللوزتين.

  • نزلات برد بسبب التأثير المفاجئ على جهاز المناعة.

  • آلام وتشنجات في المعدة، حيث يعيق عملية الهضم بدلاً من تسهيلها.

الفوائد الصحية لتناول الماء البارد على الريق

عند الالتزام بشروط السلامة، يحقق الماء البارد على معدة فارغة مجموعة من الفوائد المهمة:

  1. غسل الجسم وتنقيته من السموم:

    • الآلية: يعمل الماء البارد كمُنبه طبيعي للدورة الدموية والأيض. يشجع الجسم على بدء عملية التمثيل الغذائي (الاستقلاب) ويساعد الكلى على تصفية الدم والتخلص من الفضلات والسموم المتراكمة طوال الليل عبر البول.

  2. تحريك الأمعاء وتسهيل عملية الهضم:

    • الآلية: يحفز الماء البارد المعدة والأمعاء بعد سكونها لساعات خلال النوم. هذا التحفيز يساعد على تنشيط الحركة الدودية للأمعاء، مما يجهز الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام ويمنع الشعور بالخمول والكسل بعد الوجبات.

  3. تنشيط الذاكرة وتقوية التركيز:

    • الآلية: يؤدي الصدمة الباردة البسيطة إلى زيادة مؤقتة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يحسن تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم، بما فيها الدماغ. هذه الزيادة في الأكسجين تنشط الوظائف الإدراكية، مما يمنحك تركيزاً أفضل وذاكرة أكثر حدة عند بدء يومك.

  4. الحد من ارتفاع ضغط الدم:

    • الآلية: على الرغم من تأثيره المنشط اللحظي، فإن الاستهلاك المنتظم للماء البارد يساهم على المدى الطويل في تحسين مرونة الأوعية الدموية والتخلص من الصوديوم الزائد عبر البول، وهما عاملان رئيسيان في الحفاظ على مستويات ضغط دم صحية.

  5. منع الإصابة بالإمساك:

    • الآلية: يعد ترطيب القولون بالماء البارد في الصباح أحد أفضل الطرق لتنظيم عملية الإخراج. فهو يلين البراز ويزيد من حجمه، مما يسهل مروره ويمنع الإصابة بالإمساك المزمن.

  6. تنظيم نسبة السكر في الدم:

    • الآلية: يساعد الماء البارد على تحسين حساسية الجسم للإنسولين، مما يعني أن خلايا الجسم تصبح أكثر كفاءة في استخدام السكر الموجود في الدم للحصول على الطاقة، مما يساهم في تنظيم مستوياته، خاصة لمرضى السكري أو المعرضين للإصابة به.

الخلاصة: عادة بسيطة لجسم أكثر نشاطاً

يعد شرب كوب من الماء البارد (وليس المثلج) على الريق عادة صحية وسهلة التطبيق يمكنها أن تمنح جسمك بداية قوية ونشيطة لليوم.

فهي لا تقتصر على الترطيب فحسب، بل تمتد فوائدها لتنقية الجسم من السموم، وتحسين الهضم، وتعزيز صحة الدماغ، والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة. جعل هذه العادة روتيناً يومياً هو استثمار بسيط في صحتك يُحقق عوائد كبيرة على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى