صحة

حقيقة وجود حالات من مرض ماربورج في مصر .. متحدث الصحة يكشف

كشف الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان في مصر، النقاب عن مجموعة من الحقائق العلمية والوقائية المهمة حول فيروس “ماربورج”، في إطار سياسة الوزارة الشفافة للتواصل المباشر مع المواطنين وطمأنتهم حول الوضع الصحي في البلاد.

ما هو فيروس ماربورج؟ تعريف العدو الذي نواجهه

أوضح الدكتور عبد الغفار أن مرض ماربورج يُعد مرضاً فيروسياً نادراً وخطيراً، ينتمي إلى نفس العائلة الفيروسية للإيبولا، مما يجعله واحداً من أشد الأمراض الفيروسية فتكاً. ولفهم طبيعة هذا الخطر، أشار إلى أن آلية انتقال العدوى تتم بشكل رئيسي من خلال:

  • الاتصال المباشر والمقرب جداً بسوائل جسم الشخص المصاب، مثل الدم أو القيء أو البول أو البراز أو اللعاب.

  • ملامسة جثمان متوفى بسبب المرض، حيث يظل الفيروس نشطاً في جسد المتوفى، مما يجعل طقوس الدفن التقليدية التي تتضمن اللمس المباشر مصدراً خطيراً للعدوى.

كيف ينتقل الفيروس؟ والأهم.. كيف لا ينتقل؟

في محاولة لطمأنة الرأي العام وتصحيح المفاهيم الخاطئة، أكد المتحدث باسم الصحة على مجموعة من الحقائق المطمئنة حول طرق انتقال المرض:

  • المرض لا ينتقل عبر الهواء: فهو لا ينتشر عن طريق التنفس أو الجلوس بجوار شخص سليم في الأماكن المغلقة أو المفتوحة.

  • المرض لا ينتقل عبر التحية العادية: مثل المصافحة أو الأحاديث اليومية، ما لم تكن هناك سوائل جسمية متبادلة.

  • الشخص الحامل للفيروس لا ينقل العدوى أثناء فترة الحضانة: أي قبل ظهور الأعراض عليه. وتظهر العدوى فقط بعد ظهور الأعراض بوضوح على المريض، مما يسهل عملية التعرف على الحالات وعزلها.

الوضع في مصر: لماذا هو آمن ومستقر؟

استعرض الدكتور حسام عبد الغفار الأسباب العلمية والاستباقية التي تجعل الوضع الصحي في مصر مطمئناً تماماً فيما يخص هذا المرض، وهي:

  1. انعدام الناقل البيئي الرئيسي: لا توجد في البيئة المصرية خفافيش الفاكهة، التي تُعد المستودع الطبيعي والوسيط الأساسي لنقل فيروس ماربورج.

  2. انعدام الروابط المباشرة مع المناطق المصابة: لا توجد رحلات جوية مباشرة أو حركة سفر مكثفة بين مصر والدول أو المناطق التي أعلنت عن تسجيل إصابات بالمرض.

  3. نظام ترصد وبائي في أعلى درجات اليقظة: تعمل أجهزة الترصد الوبائي على مستوى الجمهورية، وكذلك فرق الترصد في المطارات والموانئ، في حالة تأهب واستعداد تام منذ اللحظة الأولى لظهور الأخبار حول الفيروس على المستوى العالمي.

  4. جاهزية تشخيصية وعلاجية عالية: تمتلك مصر مختبرات مرجعية مجهزة بأحدث التقنيات وقادرة على تشخيص الفيروس بدقة وفي غضون ساعات قليلة فقط. كما تتوفر غرف عزل معدة على أعلى مستوى للتعامل مع أي حالة مشتبه فيها وفقاً لأحدث البروتوكولات العالمية.

دليلك للوقاية: نصائح بسيطة وفعالة لكل مواطن

قدمت الوزارة مجموعة من الإرشادات الوقائية البسيطة والكافية للمواطن العادي، والتي تشمل:

  • النظافة الشخصية: الحفاظ على غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، أو استخدام معقمات الأيدي التي تحتوي على الكحول.

  • للمسافرين إلى الدول الأفريقية المعلن عن إصابات فيها:

    • تجنب زيارة الكهوف والمناجم القديمة، والتي قد تكون موطناً لخفافيش الفاكهة الحاملة للفيروس.

    • عدم التعامل مع الحيوانات البرية أو تناول لحومها غير المطهية جيداً.

  • إجراء عائد من السفر: في حالة العودة من أي دولة أفريقية وظهرت أعراض مثل الحمى المفاجئة والإرهاق الشديد خلال 21 يوماً من العودة (وهي فترة حضانة الفيروس)، يجب:

    • الاتصال فوراً على الخط الساخن 105.

    • التوجه إلى أقرب مستشفى حميات وإبلاغ الطبيب المعامل بتاريخ السفر والدول التي تمت زيارتها.

الشفافية والمتابعة المستمرة: رسالة طمأنة أخيرة

اختتم الدكتور حسام عبد الغفار تصريحه برسالة طمأنة قوية، مؤكداً أن وزارة الصحة والسكان تراقب الوضع الوبائي العالمي للمرض ساعة بساعة، وأنها ستلتزم بأقصى درجات الشفافية، ولن تتردد في إبلاغ الرأي العام بأي تطورات جديدة فور حدوثها.

وختم بالقول: “حتى هذه اللحظة، لا توجد أي حالة إصابة بمرض فيروس ماربورج في مصر، والوضع الصحي في البلاد مستقر تماماً.”

في ظلّ الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية عن ظهور مرض فيروس ماربورج النادر، تبرز الحاجة إلى فهم طبيعة هذا الفيروس وكيفية مواجهته، بعيداً عن الذعر والمخاوف غير المبنية على العلم. فما قصة هذا الفيروس، وما حقيقة خطورته، وكيف يمكننا حماية أنفسنا منه؟

ما هو فيروس ماربورج؟

يصنف فيروس ماربورج على أنه واحد من أشد الفيروسات فتكاً بالإنسان. ينتمي إلى العائلة نفسها لفيروس الإيبولا، وهو مرض نادر لكن معدل الوفيات بين المصابين به يمكن أن يتراوح بين 24% و 88% حسب الحالات ومدى توفر الرعاية الصحية.

تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1967 بعد تفشٍّ متزامن في مدينتي ماربورج وفرانكفورت الألمانيتين وفي بلغراد، الصربية، وارتبطت الإصابات حينها بأبحاث مختبرية استخدمت خلايا من قردة أفريقية مستوردة.

كيف ينتقل الفيروس؟

تتمثل طرق الانتقال الرئيسية في الاتصال المباشر والمقرب جداً بسوائل جسم الشخص المصاب مثل الدم واللعاب والقيء والبول والبراز. كما تعتبر ملامسة جثث المتوفين بسبب المرض مصدراً رئيسياً للعدوى، مما يجبر فرق الرعاية الصحية على اتباع إجراءات دفن آمنة وصارمة.

من المطمئن معرفة أن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء، ولا ينتشر من خلال المصافحة العادية أو الجلوس بجوار شخص غير ظاهر الأعراض في وسائل النقل العامة.

ما هي أعراض المرض؟

تبدأ الأعراض فجأة بعد فترة حضانة تتراوح بين 2 إلى 21 يوماً، وتشمل:

  • حمى شديدة.

  • صداع حاد وإرهاق شديد.

  • آلام في العضلات والمفاصل.

  • يلي ذلك، بعد حوالي 3 أيام، ظهور أعراض مثل الإسهال المائي، وآلام البطن، والغثيان والقيء.

  • في الحالات الشديدة، يظهر نزيف حاد من عدة مناطق في الجسم كاللثة والأنف، مما قد يؤدي إلى فشل في الأعضاء ووفاة.

الوضع في مصر واستعداداتها

في هذا الصدد، أكدت وزارة الصحة والسكان المصرية من خلال متحدثها الرسمي أن الوضع في مصر آمن تماماً. وأرجع الدكتور حسام عبد الغفار هذا الطمأن إلى عدة أسباب، أهمها:

  • عدم وجود “خفافيش الفاكهة”، وهي المضيف الطبيعي للفيروس، في البيئة المصرية.

  • انعدام الرحلات الجوية المباشرة والمكثفة مع المناطق المصابة.

  • حالة اليقظة التامة لأجهزة الترصد الوبائي في المطارات والموانئ.

  • توفر مختبرات مرجعية قادرة على تشخيص الفيروس في ساعات، وغرف عزل مجهزة بأعلى مستوى.

نصائح وقائية

للحماية، يجب الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام. وعلى المسافرين إلى المناطق المعلن عن إصابات فيها تجنب زيارة الكهوف والمناجم القديمة، وعدم التعامل مع الحيوانات البرية.

في حال العودة من سفر وظهور أعراض مثل الحمى والإرهاق الشديد خلال 21 يوماً، يجب الاتصال فوراً بالخط الساخن 105 أو التوجه لأقرب مستشفى حميات.

في الختام، تؤكد وزارة الصحة أنها تتابع الموقف عالمياً بلحظة بلحظة مع ضمان الشفافية الكاملة في إبلاغ المواطنين بأي مستجدات. والرسالة الأهم حتى الآن: لا توجد أي حالات إصابة بفيروس ماربورج في مصر، والوضع الصحي مستقر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى