مرض اعتلال الأعصاب الإلتهابي، والذي يسبب ضعف العظلات والخدران والتنميل.. إليك الأسباب والعلاج
الاعتلالات العصبية الالتهابية هي مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تنشأ نتيجة هجوم غير طبيعي للجهاز المناعي على الأعصاب المحيطية أو جذورها. يحدث هذا عندما تتجمع خلايا الدم البيضاء (التي عادةً ما تحارب العدوى) حول الأعصاب، مما يتسبب في التهابها وإتلافها، وهو ما يؤدي في النهاية إلى عجز في الوظائف الحسية والحركية.
محتــويات المقــال
الملاحظات الأساسية حول هذه الاعتلالات
-
المنشأ: يمكن أن تبدأ العملية الالتهابية نتيجة عدوى (فيروسية أو بكتيرية)، أو قد تهاجم خلايا المناعة الأعصاب دون وجود مسبب معدي واضح، في حالة تُعرف بأمراض “المناعة الذاتية”.
-
الطبيعة: توصف هذه الاعتلالات بشكل أدق على أنها “اضطرابات مناعية” تستهدف الجهاز العصبي المحيطي.
-
الآلية: تسبب خلايا الدم البيضاء ضرراً في الغلاف الواقي للأعصاب (الميالين) أو في الألياف العصبية نفسها، مما يعطل نقل الإشارات العصبية بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم.
أنواع الاعتلالات العصبية الالتهابية الرئيسية
-
الجذام (Leprosy)
-
السبب: عدوى بكتيرية مزمنة تستهدف الأعصاب الحسية القريبة من سطح الجلد.
-
الانتشار: يصيب حوالي 80 مليون شخص globally، وتختلف شدته تبعاً لاستجابة الجهاز المناعي للفرد.
-
الفئات الأكثر عرضة: يشيع بين المصابين بفيروس العوز المناعي البشري (HIV) وفيروسات عائلة الهربس.
-
-
متلازمة غيلان-باريه (Guillain-Barré Syndrome)
-
الطبيعة: اضطراب مناعي حاد ومفاجئ، يهاجم فيه الجسم الأعصاب الطرفية وجذورها دون وجود عدوى داخل العصب.
-
التطور: تصل الأعراض إلى ذروتها في غضون 4 أسابيع من بداية المرض، وغالباً ما تلي عدوى تنفسية أو معوية.
-
-
الاعتلال العصبي متعدد الجذور الالتهابي المزيل للميالين المزمن (CIDP)
-
الطبيعة: يعتبر النسخة المزمنة من متلازمة غيلان-باريه.
-
التطور: تتطور الأعراض ببطء وتصل ذروتها بعد 8 أسابيع أو أكثر، مع احتمالية للانتكاس والهدوء.
-
-
الاعتلال العصبي الوعائي (Vasculitic Neuropathy)
-
الطبيعة: اضطراب حاد يحدث بسبب التهاب الأوعية الدموية الصغيرة التي تمد الأعصاب بالغذاء والأكسجين.
-
التأثير: يؤثر على أعصاب فردية أو مجموعات متعددة من الأعصاب المحيطية بشكل متتابع.
-
-
الاعتلالات العصبية الأحادية (Mononeuropathies)
-
التأثير: يصيب عصباً واحداً محدداً أو مجموعة أعصاب في موقع واحد (مثل ضفيرة أعصاب اليد).
-
أشهر الأمثلة: التهاب العصب الوجهي (شلل بيل)، الذي يسبب ضعفاً أو شللاً مفاجئاً في عضلات جانب واحد من الوجه، وغالباً ما يرتبط بفيروس الهربس.
-
التكهن: تكون فرص الشفاء التام في هذه الحالات عالية نسبياً.
-
الأعراض الشائعة للاعتلالات العصبية الالتهابية
تختلف الأعراض حسب العصب المتأثر ونوع الاضطراب، ولكنها تشمل عادةً مزيجاً من:
-
أعراض حركية: ضعف العضلات، صعوبة المشي وعدم التوازن، الضمور العضلي، والشلل.
-
أعراض حسية: خدر أو وخز (شعور يشبه الدبابيس والإبر) في الأطراف، فقدان الإحساس، وآلام عصبية حارقة أو لاسعة.
-
أعراض في الوجه والعينين: صعوبة في حركة العينين أو الوجه، كعدم القدرة على الابتسام أو إغلاق العين بشكل كامل.
-
أعراض ذاتية: تسارع دقات القلب، تقلبات في ضغط الدم (ارتفاع أو انخفاض)، صعوبة في التنفس.
-
أعراض أخرى: إصابة الضفيرة العضدية (ألم وضعف في الكتف والذراع).
الأسباب وعوامل الخطر
-
الأسباب: السبب الدقيق غير معروف في معظم الحالات، لكنه غالباً ما يلي حدثاً محفزاً مثل:
-
عدوى فيروسية أو بكتيرية (في الجهاز التنفسي أو الهضمي).
-
يؤدي هذا المحفز إلى استجابة مناعية شاذة، حيث تبدأ الأجسام المضادة في مهاجمة أنسجة الأعصاب كما لو كانت جسماً غريباً.
-
-
عوامل الخطر:
-
التقدم في العمر.
-
الإصابة بعدوى حديثة (مثل فيروس إبشتاين-بار، أو Campylobacter).
-
الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى (مثل الذئبة الحمراء).
-
الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
-
الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية.
-
إجراء عمليات جراحية مؤخراً.
-
المضاعفات المحتملة
إذا لم يتم السيطرة على المرض، يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى:
-
صعوبة التنفس الحادة التي قد تستلزم استخدام جهاز التنفس الاصطناعي.
-
مشكلات قلبية خطيرة واضطرابات في ضغط الدم.
-
الخدر الدائم وفقدان الإحساس في الأطراف.
-
الشلل الكامل للجسم.
-
اضطرابات في وظيفة الأمعاء والمثانة.
-
تكوّن الجلطات الدموية.
-
التقرحات السريرية (قرحة الفراش) بسبب قلة الحركة.
كيفية التشخيص
يواجه الأطباء صعوبة في التشخيص بسبب تشابه الأعراض مع أمراض عصبية أخرى. تعتمد العملية على:
-
الفحص السريري: لتقييم القوة العضلية، والإحساس، والتوازن، والمنعكسات.
-
التاريخ الطبي: للبحث عن أي عدوى حديثة أو أمراض مناعية سابقة.
-
تخطيط كهربية العضل (EMG) ودراسة التوصيل العصبي (NCV): لقياس السرعة والكفاءة التي تنتقل بها الإشارات العصبية.
-
بزل النخاع (البذل القطني): لتحليل السائل النخاعي، حيث غالباً ما يظهر ارتفاع في مستوى البروتين.
-
الخزعة العصبية: أخذ عينة صغيرة من العصب (مثل عصب الكعب) لفحصها تحت المجهر بحثاً عن علامات الالتهاب والتلف.
خيارات العلاج
لا يوجد علاج شافٍ تماماً لمعظم هذه الاعتلالات، ولكن التركيز على كبح الاستجابة المناعية غير الطبيعية وإدارة الأعراض يمكن أن يحسن جودة الحياة بشكل كبير.
-
العلاجات المناعية:
-
الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG): حقن أجسام مضادة صحية لتهدئة الجهاز المناعي الهائج. وهو often خط العلاج الأول.
-
تبادل البلازما (Plasmapheresis): تصفية البلازما من الدم لإزالة الأجسام المضادة الضارة.
-
الستيرويدات القشرية (مثل البريدنيزولون): لتقليل الالتهاب بسرعة.
-
مثبطات المناعة (مثل الآزوثيوبرين أو ريتوكسيماب): للسيطرة على الأمراض المزمنة على المدى الطويل.
-
-
إدارة الأعراض:
-
مسكنات الألم: للألم العصبي الذي لا يستجيب للمسكنات العادية.
-
العلاج الطبيعي والمهني: للحفاظ على قوة العضلات ومرونتها، وتحسين القدرة على الحركة والأداء اليومي.
-
علاج النطق: إذا تأثرت عضلات الوجه والفم.
-
الوقاية
لا توجد طرق معروفة للوقاية من الاعتلالات العصبية الالتهابية بسبب عدم وضوح المسبب المباشر لها. لكن التشخيص المبكر والعلاج الفوري هما أفضل وسيلة للسيطرة على المرض ومنع تطور المضاعفات الخطيرة.





