انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مؤخراً مقطع فيديو أثار جدلاً واسعاً حول مفهوم البر بالوالدين وحدوده، وتأثير ذلك على العلاقة الزوجية. القصة، كما رواها ناشرها، تقدم حالة درامية يسهل الحكم عليها، ولكنها تحمل في طياتها العديد من الدروس الاجتماعية والنفسية.
محتــويات المقــال
القصة كما رُويت: من طبق طعام إلى نهاية الزواج
حسب الرواية المنتشرة، بدأت الأحداث عندما طلبت والدة الزوج طبقاً من “النيش” (طبق فواتح أو مقبلات) من زوجة ابنها. الزوجة رفضت تلبية هذا الطلب لأسباب غير معروفة. هنا، تدخل الزوج محاولاً إرضاء أمه، لكن ليس بالطريقة المتوقعة. بدلاً من الحوار أو الوساطة، قام الرجل بما يلي:
-
تحطيم كامل لطبق النيش: قام بتدمير الطبق بالكامل في مشهد درامي.
-
توثيق الفعل وإرساله للزوجة: قام بتصوير ما فعله وأرسل الفيديو إلى زوجته، وكتب لها عبارة “والنيش مدغدغ”، في سخرية واضحة من الموقف.
-
التصعيد إلى مستوى غير مسبوق: يُزعم بعد ذلك أنه قام ببيع كل محتويات المنزل (النيش) لـ “روبابيكيا” (تاجر خردة).
-
الرسالة النهائية: أرسل لزوجته رسالة حاسمة مفادها: “نيش ايه يا أم نيش، انتي خلاص متلزمنيش. أمي لو طلبت كليتي ديهالها، وأمي تعيش”.
تحليل الموقف: قراءة في الأبعاد النفسية والاجتماعية
يمكن تحليل هذا الموقف من عدة زوايا:
-
بُعد البر بالوالدين: الموقف يصور صراعاً كلاسيكياً بين البر بالوالدين ومسؤوليات الحياة الزوجية. الرجل يرفع شعار “أمي أولاً” إلى أقصى حدوده، حتى لو كان ذلك على حساب زواجه وكرامة شريكته.
-
فشل في التواصل والحل الوسط: يظهر الموقف فشلاً ذريعاً في التواصل بين الزوج والزوجة، وبين الزوج وأمه أيضاً. الحل لم يكن عبر الحوار أو الفهم، بل عبر التدمير والمواجهة.
-
العنف الرمزي والانتقام: تحطيم النيش ليس مجرد كسر لأطباق، بل هو عمل رمزي يدل على تحطيم أسس الحياة المشتركة والاستهانة بالبيت الزوجي. إرسال الفيديو هو شكل من أشكال الإذلال والانتقام النفسي.
-
المراهقة الانفعالية: ردة فعل الرجل تشبه ردود فعل المراهقين الانفعالية أكثر من كونها قراراً راشداً لرجل متزوج يحاول حل خلاف عائلي.
مدى مصداقية القصة: بين الواقع والتلفيق
من المهم التوقف عند نقطة حاسمة:
-
طبيعة المحتوى على السوشيال ميديا: كثير من هذه القصص تُصنع أو تُبالغ بهدف جذب التفاعل والانتشار (الفيرال). المشهد درامي جداً ومصمم لإثارة أقصى قدر من الغضب أو التأييد.
-
عدم وضوح المصادر: القصة تنتشر دون مصادر موثوقة أو تأكيد من الأطراف المعنية. العبارة الأخيرة (“أمي لو طلبت كليتي…”) صيغت بشكل مثير يجعلها قابلة للانتشار كـ “ميم”.
-
الجزء الأقل ترجيحاً: الجزء الخاص “ببيع كل محتويات المنزل” هو على الأرجح مبالغة درامية بهدف تضخيم القصة وإيصالها إلى ذروتها.
الدروس المستفادة: خط أحمر في العلاقات الأسرية
بغض النظر عن مدى صحة القصة، فإنها تقدم عدة تحذيرات مهمة لأي علاقة زوجية:
-
البر لا يعني الإذلال: البر بالوالدين فضيلة عظيمة، لكنه لا يجب أن يكون على حساب كرامة الطرف الآخر (الزوجة) ولا يعني الانصياع الأعمى لكل طلب إذا كان فيه ظلم.
-
الزوج جسر وليس حَكَماً: دور الزوج الناجح هو أن يكون وسيطاً حكيماً يفهم مشاعر أمه ويحترم مكانة زوجته، لا أن ينحاز بشكل يهدم بيته.
-
قدسية البيت الزوجي: البيت الزوجي هو مملكة خاصة بالزوجين، وأي تدخل من الخارج يجب أن يُدار بحكمة وبالاتفاق بينهما.
-
خطر التصعيد: الانفعال واتخاذ القرارات المصيرية في لحظة غضب يؤدي دائماً إلى عواقب كارثية لا يمكن إصلاحها بسهولة.
الخلاصة: قصة تحذيرية وليست قدوة
في النهاية، هذه القصة هي قصة تحذيرية وليست قصة إيجابية يُحتذى بها. هي توضح ما يحدث عندما تختل الموازين، ويغيب الحوار، ويُستخدم “البر” كسلاح للهيمنة والتدمير بدلاً من أن يكون وسيلة للبر والحب.
الموقف المتوازن هو الذي يجمع بين الوفاء للوالدين مع العدل والاحترام للزوجة، فكلاهما له مكانته وحقوقه التي أوصى بها الدين والمجتمع السوي. إذا كانت القصة حقيقية جزئياً، فهي تُظهر نهاية مأساوية لزواج لم يستطع أصحابه بناء جسور من الفهم والاحترام المتبادل.
ملحوظة: المقال تم توليده بالذكاء الاصطناعي وقد يختلف عن الواقعة الحقيقية في بعض التفاصيل والمرجو التأكد من تفاصيل الواقعة من أكثر من مصدر.





