شالوه ورموه في الترعة.. حقيقة صورة عضو مجلس النواب بالبحيرة

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما “فيسبوك”، صورًا تُظهر رضا نصيف، النائب السابق عن محافظة البحيرة، أثناء سقوطه في إحدى الترع الزراعية.

وارتبطت الصور بقصة مُلفَّقة انتشرت على نطاق واسع، وربطتها بانتخابات مجلس النواب الجديدة. هذا التقرير يفند تلك الادعاءات ويوضح الوقائع الحقيقية والجذور القانونية للواقعة.

الرواية المزيفة: محاولة ربط الواقعة بالانتخابات

انتشرت الصورة على العديد من الصفحات ومجموعات “فيسبوك” مع رواية مثيرة مفادها أن النائب، وفي إطار حملته الانتخابية لتجديد ولايته، ذهب إلى ناخبيه في دائرته، فما كان من المواطنين إلا أن حملوه وألقوا به في الترعة كتعبير عن رفضهم له.

وهدفت هذه الرواية إلى إظهار النائب في صورة غير محببة وتلميح وجود فقدان للثقة بينه وبين أبناء دائرته، في توقيت يحمل حساسية سياسية مع بدء الاستعدادات للانتخابات البرلمانية.

الرواية الحقيقية: نزاع على أراضي زراعية وخلاف قانوني

بخلاف الرواية المنتشرة، أكد النائب رضا نصيف أن الصور تعود لواقعة قديمة حدثت في سبتمبر 2019، وليس لها أي علاقة بالعملية الانتخابية أو بعلاقته بالناخبين.

وشرح “نصيف” أن الواقعة جاءت في إطار خلاف على أراضٍ زراعية، حيث أدعى خصومه أنه استولى على أراضٍ لا تخصه. وقد نفى هذه المزاعم تمامًا، موضحًا أنه يمتلك قانونيًا 35 فدانًا من إجمالي قطعة أرض تبلغ مساحتها 50 فدانًا، وأنه بحوزته جميع عقود الشراء الموثقة التي تثبت ملكيته. وأضاف أنه اضطر لرفع دعاوى قضائية ضد خصمه لتأكيد حقوقه القانونية وإثبات صحة موقفه.

التفاصيل القانونية والأمنية للواقعة

1. طبيعة النزاع:
   أوضح مصدر أمني بمديرية أمن البحيرة أن الخلاف كان مرتكزًا على محصول الأرز المزروع على مساحة 5 أفدنة، وليس على ملكية الأرض نفسها. مما يدحض الروايات التي تتحدث عن استيلاء غير قانوني على الأرض.

2. أطراف النزاع:
   كان الطرفان في المشاجرة هما:

   • رضا نصيف: النائب البرلماني عن المحافظة.

   • مينا ميلاد: مزارع يعمل لدى المقاول طلعت متى، الذي يدعي هو الآخر حقوقًا في المحصول.

3. التداعيات الرسمية:
   تم تحرير محضر رسمي للواقعة من قبل الأجهزة الأمنية، وتم إحالة القضية إلى نيابة كفر الدوار التي باشرت التحقيق في ملابسات المشاجرة التي أدت إلى التدافع وسقوط النائب في الترعة.

الخلاصة: فصل الحقائق عن الإشاعات

تكشف هذه الواقعة كيف يمكن لصورة قديمة أن تُعاد الدورة الدموية خارج سياقها الزمني والحقيقي لخدمة أغراض سياسية أو لتحقيق انتشار واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

تؤكد التحقيقات الرسمية وبيانات النائب أن الحادث كان خلافًا فرديًا وقانونيًا حول حقوق زراعية، وتم الفصل فيه عبر القضاء والنيابة العامة، ولا صلة له إطلاقًا بعلاقة النائب بناخبيه أو بالعملية الديمقراطية.