صحة

رجل وجد (علاجاً لكل الأمراض ) ولديه حكم من المحكمة العليا الأميركية يؤيده !

في عالم الطب البديل، تبرز أحياناً شخصيات تثير الجدل بين كونها “منقذة” أو “محتالة”. واحدة من أكثر هذه الشخصيات إثارة للاهتمام هو الدكتور سيبي، الذي بنى إمبراطورية من العلاج الوهمي، وجذب كبار المشاهير، قبل أن تنتهي حياته بشكل مأساوي في زنزانة سجن.

البداية: من طفل في هندوراس إلى “معالج” في أمريكا

وُلد ألفريدو بومان، الذي اشتهر لاحقاً باسم “دكتور سيبي”، في هندوراس عام 1933. تعلم مبادئ العلاج بالأعشاب من جدته، التي وصفها بأنها “معالجة روحانية”. مزج بومان معارف محلية من هندوراس بتقاليد علاجية من أفريقيا ومنطقة الكاريبي، ليشكل فيما بعد الأساس الذي بنى عليه أسطورته.

في سبعينيات القرن الماضي، انتقل إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة، حيث حاول ممارسة العلاج دون نجاح يذكر. كانت النقلة النوعية في مسيرته عندما سافر إلى المكسيك والتقى بألفريدو كورتيز، الذي أصبح أول حالة “شفاء” ناجحة يدعيها سيبي، مما ألهمه لافتتاح عيادته الخاصة.

بناء الإمبراطورية: من عيادة صغيرة إلى قائمة مشاهير عالمية

عاد بومان إلى هندوراس وأسس عيادته الشهيرة “د. سيبي سيل فود” في بلدة صغيرة. بدأ في تسويق منتجاته من “المكملات العشبية” في الولايات المتحدة، وسرعان ما نجح في جذب أنظار نجوم هوليوود.

أبرز المشاهير الذين أصبحوا من زبائنه:

  • مايكل جاكسون

  • جون ترافولتا

  • إدي ميرفي

  • ستيفن سيغال

  • ليزا “ليفت آي” لوبيز

كانت ادعاءاته العلاجية واسعة جداً، حيث زعم قدرته على علاج أمراض مستعصية مثل السكري والسمنة وحتى فيروس الإيدز.

ذروة الشهرة والجدل: قضية مايكل جاكسون

بلغ الجدل حول دكتور سيبي ذروته مع علاقته بمايكل جاكسون. ادعى سيبي أنه عالج المغني العالمي من إدمان المسكنات باستخدام ما أسماه “العلاج بالخلايا الكهربائية الحيوية الأفريقية”، وهي طريقة غير معترف بها علمياً.

تطورت العلاقة إلى نزاع قضائي عندما رفع سيبي دعوى على جاكسون مطالباً بمليون دولار مقابل فواتير علاج غير مدفوعة زعم أنها تبلغ 380 ألف دولار. هذه الحوادث سلطت الضوء على طبيعة العلاقة التجارية أكثر من العلاجية بين الطرفين.

الادعاءات الكاذبة والمواجهة مع القانون

واجه دكتور سيبي سلسلة من المشاكل القانونية بسبب ممارساته:

  • الطب غير المرخص: اتهم مراراً بممارسة الطب دون ترخيص.

  • الادعاءات الكاذبة: زعم أن فيروس HIV لا يسبب الإيدز، وادعى قدرته على علاجه بالأعشاب.

  • التحذيرات الرسمية: فندت جامعة “ماكجيل” الشهيرة ادعاءاته، ووصفتها بأنها “علم زائف”.

  • التسويات القضائية: اضطر لدفع غرامات ومنع من تقديم استشارات طبية أو بيع منتجاته في الولايات المتحدة.

النهاية المأساوية: من السجن إلى الموت الغامض

في مايو 2016، انتهت مسيرة دكتور سيبي بشكل مأساوي عندما اعتقل في هندوراس بتهمة غسل الأموال بعد العثور على 37 ألف دولار نقداً بحوزته دون إثبات لمصدرها.

تفاصيل وفاته:

  • نُقل إلى السجن في هندوراس.

  • مرض هناك وتم نقله إلى المستشفى.

  • توفي في 6 أغسطس 2016 بسبب مضاعفات الالتهاب الرئوي عن عمر 82 عاماً.

أثارت وفاته نظريات مؤامرة بين أتباعه، الذين اعتقدوا أن “المؤسسة الطبية” تخلصت منه، خاصة بعد مقتل مغني الراب نيبسي هاسل الذي كان يعمل على فيلم وثائقي عنه.

الإرث المثير للجدل: الاستمرار بعد الموت

رغم وفاته، استمرت أسطورة دكتور سيبي:

  • الاستمرار العائلي: تواصل ابنته كيلي بومان عمله من خلال مركز صحي في أتلانتا.

  • الاستمرارية: لا يزال لديه أتباع مخلصون يؤمنون بعلاجاته.

  • الدروس المستفادة: تبقى قصته تحذيراً من الادعاءات العلاجية غير المثبتة، وخطورة التخلي عن العلاجات الطبية التقليدية لصالح وعود وهمية.

الخلاصة: بين الوهم والحقيقة

تمثل قصة دكتور سيبي نموذجاً كلاسيكياً لانتصار الوهم على الحقيقة في عيون البعض. هي قصة رجل استغل:

  • يأس المرضى أمام الأمراض المستعصية.

  • شغف المشاهير بالبحث عن حلول سريعة وسرية.

  • غياب الرقابة الفعالة على الطب البديل.

تبقى سيرته ذكرى لأهمية التشكيك في الادعاءات غير المثبتة، والتمسك بالمنهج العلمي، وعدم التخلي عن العلاجات التقليدية المثبتة لمجرد وعود براقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى