صحة

عادة يتجاهلها كثيرون عند غسل الأرز.. تسبب أمراضا خطيرة

كثيراً ما نركز على اختيار الأطعمة الصحية، لكننا قد نغفل عن أن طريقة التحضير والطهي هي العامل الحاسم في الحفاظ على هذه الصحة أو إهدارها. فالكثير من الأطعمة والمشروبات التي نستهلكها يومياً يمكن أن تتحول إلى مصدر للخطر إذا لم نُحسن معاملتها، بدءاً من الغسل وانتهاءً بالطهي.

وتقع العديد من ربات المنازل في أخطاء صحية تراكمية قد لا تظهر آثارها على المدى القصير، لكنها على المدى البعيد تشكل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، مما يجعل من الضروري تصحيح هذه الممارسات اليومية.

الأرز تحت المجهر: أكثر من مجرد حبة بيضاء

يأتي الأرز على رأس قائمة الأطعمة التي تتطلب عناية فائقة أثناء التحضير. فبعيداً عن قيمته الغذائية، تختبئ داخل هذه الحبوب البيضاء مخاطر غير مرئية إذا لم يتم غسلها وطهيها بالشكل الصحيح.

لا يقتصر الغسل على إزالة الأتربة والنشا الزائد فحسب، بل يمثل خط الدفاع الأول للتخلص من البكتيريا والميكروبات والمواد السامة التي يمكن أن تسبب أمراضاً خطيرة على المدى البعيد، مما يحول هذه العملية البسيطة من مجرد خطوة روتينية إلى إجراء وقائي بالغ الأهمية.

تحذير عالمي: السم الخفي في طبقك اليومي

حذرت منظمة الصحة العالمية بشكل قاطع من تجاهل غسل الأرز بالطريقة الصحيحة، وكشفت عن وجود مادة سامة تتواجد بكثرة في محاصيل الأرز، وهي الزرنيخ.

وأوضحت المنظمة أن الأرز يحتل مرتبة متقدمة بين المحاصيل الأكثر تعرضاً لهذه المادة السامة، وذلك بسبب طريقة زراعته التقليدية.

حيث يتم ري حقول الأرز بمياه ملوثة تحتوي على مستويات مرتفعة من الزرنيخ، الذي تمتصه جذور النباتات لتختزنه الحبوب في النهاية، ليصل هذا السم خفي إلى مائدتنا بشكل مباشر.

ما هو الزرنيخ؟ القاتل الصامت في بيئتنا

الزرنيخ ليس مجرد مادة كيميائية نادرة، بل هو عنصر متواجد في بيئتنا الصناعية بشكل مقلق. وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، يدخل الزرنيخ في صناعات عديدة منها:

  • الصناعات الثقيلة: كعنصر في عمل السبائك المعدنية ومعالجة الزجاج.

  • المنسوجات والأصباغ: كمكون أساسي في عمليات الصباغة.

  • الزراعة: حيث يستخدم في مبيدات الحشرات ومضافات الأعلاف.

  • المنتجات الاستهلاكية: مثل المواد الحافظة للخشب وبعض المستحضرات الصيدلانية.

الوجه القاتل للزرنيخ: من التلوث إلى السرطان

تكمن الخطورة الحقيقية للزرنيخ في شكله غير العضوي، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كواحد من أبرز المواد المسرطنة. وأكدت المنظمة أنه الملوث الكيميائي الأشهر في مياه الشرب عالمياً. ولا تقتصر أضرار التعرض الطويل للزرنيخ على السرطان فقط، بل تمتد لتشمل:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية المزمنة.

  • داء السكري ومضاعفاته الخطيرة.

  • أضرار عصبية وجلدية متعددة.

الطريقة العلمية للتحصين: دليل الغسل الآمن خطوة بخطوة

قدم البروفيسور آندي ميهارج، أستاذ العلوم البيولوجية في معهد كوينز للأمن الغذائي العالمي، في برنامج “BBC Trust Me” دليلاً علمياً شاملاً للطريقة المثلى لغسل الأرز، والتي تتمثل في أربع خطوات أساسية:

  1. النقع طوال الليل: تمثل هذه الخطوة الحل الأمهل لاستخلاص نسبة كبيرة من الزرنيخ من حبوب الأرز.

  2. الغسل والشطف المتكرر: يجب غسل الأرز وشطفه مراراً وتكراراً حتى يعود الماء صافياً تماماً، مما يدل على التخلص من أكبر كمية ممكنة من الشوائب والمواد السامة.

  3. التصفية الجيدة: للتأكد من التخلص من كل المياه التي احتوت على المواد الضارة.

  4. الطهي بنسبة ماء مرتفعة: يجب غلي الأرز في قدر مع إضافة خمسة مقادير من الماء إلى جزء واحد من الأرز، ثم تصفية الماء الزائد بعد الطهي، مما يضمن التخلص من أي بقايا سامة.

الخلاصة: لم يعد غسل الأرز مجرد عادة تقليدية، بل أصبح ضرورة صحية تفرضها طبيعة التلوث البيئي الذي نعيش فيه. إن اتباع الطريقة العلمية في تحضير الأرز لا يستغرق أكثر من دقائق إضافية، لكنه قد يوفر سنوات من المعاناة مع الأمراض المزمنة. إنها مسؤولية كل أسرة تجاه تحويل هذه المعلومة الصحية إلى عادة يومية، تضمن بها سلامة وأمان وجبتها الأكثر شيوعاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى