وفاة طالبة بسبب الإندومي

شهد مركز دشنا التابع لمحافظة قنا، حادثًا مأساويًا ألقى بظلاله من الحزن على المجتمع المحلي، بعد أن فقدت فتاة في الخامسة عشرة من عمرها حياتها بشكل مفاجئ ومأساوي. الضحية، التي كانت تلميذة مستقبلها الدراسي الواعد بالصف الثالث الإعدادي بالأزهر، رأت حلمها يتحطم بسبب وجبة سريعة.

حيث توفيت الفتاة عقب تناولها لوجبة من “النودلز” (الشعرية سريعة التحضير)، والتي يُعتقد أنها تسببت في إصابتها بحالة تسمم حاد وشديد، لم تترك لها مجالًا للنجاة، لتنتهي حياتها في مشهد مؤسف.

رحلة المعاناة من المنزل إلى المستشفى

بدأت خيوط المأساة تتكشف عند عودة الفتاة إلى منزلها بعد انتهائها من أحد الدروس الخصوصية، وفي ظروف عادية لا تُنبئ بأي خطر، تناولت وجبة النودلز. إلا أن هذه الوجبة كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت الكارثة، حيث شعرت الفتاة فور تناولها بأعراض مرضية عنيفة ومفاجئة.

فقد اجتاحتها نوبات قيء حادّة لا يمكن السيطرة عليها، تصاحبها آلام مبرحة ومغص شديد في البطن، بالإضافة إلى تلبك معوي كامل، مما أدى إلى تدهور سريع وخطير في حالتها الصحية.

أمام هذا الوضع الصحي الكارثي، لم يكن هناك وقت للانتظار، حيث تم نقلها على وجه السرعة في محاولة يائسة لإنقاذ حياتها، أولاً إلى مستشفى قنا الجامعي، والذي بدوره لم يكن مجهزًا بما يكفي للتعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة، فتم نقلها مرة أخرى إلى مركز السموم التابع لمستشفى فرشوط المركزي، وهو المكان المتخصص في علاج مثل هذه الإصابات.

المحاولات اليائسة ولفظ الأنفاس الأخيرة

على الرغم من كل الجهود الطبية المبذولة والمساعي اليائسة لفريق الأطباء والممرضين في مركز السموم بفرشوط، لم تكن هناك فرصة للنجاة. فالحالة كانت حرجة للغاية منذ الوصول، وتفاقمت الأعراض بسرعة قاسية.

ورغم المحاولات المستميتة لاستقرار حالتها واستعادة عافيتها، لم تستطع الفتاة الصغيرة الصمود طويلاً، ولفظت أنفاسها الأخيرة داخل غرفة العناية المركزة، لتنتهي حياتها وهي في ريعان الشباب، متأثرةً بتلك الأعراض الغامضة والمفاجئة التي داهمتها بعد تناول الوجبة المشبوهة.

الإجراءات الأمنية والقضائية وفتح باب التحقيق

بحدوث الوفاة، دخلت الواقعة طورها الرسمي، حيث تلقت الأجهزة الأمنية في مركز شرطة دشنا إخطارًا فوريًا من إدارة مركز سموم فرشوط يفيد بوصول الفتاة متوفاة.

وعلى الفور، تم إخطار النيابة العامة التي انتقلت فورًا إلى مشرحة المستشفى لإجراء المعاينة الأولية للجثة. وأمام غموض سبب الوفاة السريع والمفاجئ، قررت النيابة – في إطار تحرياتها الدقيقة – انتداب الأطباء الشرعيين لتشريح الجثة تشريحًا كاملاً، وذلك لتحديد السبب العلمي والحقيقي للوفاة بشكل قاطع ودقيق،

والتحقق من طبيعة المادة السامة التي تسببت في هذا التسمم القاتل. وبالتوازي مع الإجراءات الطبية، كُلفت وحدة المباحث بالتحري عن الواقعة بجميع ظروفها وملابساتها، والتحقيق في مصدر وجبة النودلز، وما إذا كانت مخزنة بشكل صحيح أو منتهية الصلاحية،

أو إذا كانت هناك أي دوافع أخرى وراء الحادث. وتم تحرير محضر بالواقعة أدارت النيابة تحقيقاتها على أساسه، في انتظار نتائج التشريح وتقرير المباحث للكشف عن غموض هذه الجريمة التي أودت بحياة طالبة في مقتبل عمرها.