عرسه تأكـ,ـل صغيرة ٤ أشهر بسوهاج
استقبل مستشفى طهطا العام، في حادثة أليمة هزت مشاعر المواطنين، جثة هامدة لطفلة رضيعة في عمر الزهور، لم تتجاوز أربعة أشهر. والطفلة تحمل الأحرف الأولى “أ.م.ع”، وكانت تقطن مع أسرتها في نطاق قرية نزلة القاضي، إحدى القرى التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج.
وجاء نقل الطفلة إلى المستشفى بعد تعرضها لهجوم وحشي من حيوان مفترس، تُرجحت هويته بناءً على الروايات الأولية ليكون حيوان “العرسة”. وقد خلف هذا الهجوم إصابات بالغة وخطيرة في جسدها الصغير، تمثلت في قطع عميق في كفها الأيمن، بالإضافة إلى جروح وتقطعات في منطقة الوجه، مما يدل على شراسة الهجوم.
الفقرة الثانية: البلاغ الرسمي وتبلور ملامح الحادثة
بدأت خيوط الواقعة في الظهور للسلطات الرسمية عندما تلقى اللواء الدكتور حسن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن محافظة سوهاج، بلاغًا عاجلاً وإخطارًا رسميًا من إدارة مستشفى طهطا العام. وأفاد البلاغ بأن أهل الطفلة قد قدموا بها إلى المستشفى،
لكنها كانت قد فارقت الحياة، وأن جثمانها يحمل آثار إصابات متفرقة وعميقة ناجمة عن عقر الحيوان. شكل هذا البلاغ النقطة الفاصلة التي تحولت معها الحادثة من مجرد حادث مؤسف إلى قضية رسمية تتطلب التحقيق، حيث تم تسليم محضر بالواقعة وفتح باب التحقيق لمعرفة كافة الملابسات.
الفقرة الثالثة: رواية الأم واستدعاء مشاهد الرعب
في إطار جمع الاستدلالات والوقوف على ظروف الحادث، تم الاستماع إلى شهادة والدة الطفلة المتوفاة، والتي كانت شاهدة عيان على مأساة ابنتها.
وأفادت الأم في أقوالها للجهات الأمنية بأن الطفلة البريئة كانت داخل المنزل في بيئتها الآمنة المفترضة، عندما تعرضت لهجوم مباغت وحشي من حيوان “العرسة”. هذا الهجوم، الذي وقع في مكان يُفترض أن يكون ملاذًا للأمان، تسبب في إلحاق إصابات بالغة بالطفلة.
وعلى الفور، حاول الأهل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث قاموا بنقلها بسرعة إلى مستشفى طهطا العام أملاً في إنقاذ حياتها. إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، حيث وصلت الطفلة إلى باب المستشفى وهي جثة هامدة، لتنتهي رحلتها القصيرة في مشهد مأساوي.
الفقرة الرابعة: الإجراءات الرسمية والتحقيقات الجارية
لم تُغلق القضية عند هذا الحد، بل دخلت مرحلة التحقيق الرسمي. فبعد وصول الجثة، تم إخضاعها للكشف الطبي المبدئي داخل المستشفى. ومع ذلك، لم يتمكن الأطباء من الجزم بشكل قاطع ونهائي بسبب الوفاة الرئيسي، أو حتى التأكد تمامًا من طبيعة العقر ونوع الحيوان المسؤول عنه، مما أضفى غموضاً على بعض التفاصيل.
لذلك، تم اتخاذ إجراءات قانونية طبيعية في مثل هذه الحوادث، حيث جرى التحفظ على الجثة ووضعها في ثلاجة المشرحة التابعة للمستشفى، تحت تصرف النيابة العامة المختصة بالتحقيق.
وقامت جهة التحقيق، سعياً وراء كشف الحقيقة، بعدة خطوات حاسمة، أهمها: انتداب طبيب شرعي ليقوم بتشريح الجثة تشريحًا كاملاً، لتحديد السبب العلمي والدقيق للوفاة، وطبيعة الإصابات، وما إذا كانت هناك أي عوامل أخرى ساهمت في الوفاة.
بالتوازي مع ذلك، كُلفت إدارة البحث الجنائي بتحمُّل مسؤولية التحري حول الواقعة، حيث ستبدأ فرق التحقيق في جمع الأدلة، ومعاينة مكان الحادث، واستكمال تصريحات الشهود، وفحص كل الظروف والملابسات المحيطة بهذا الحادث الأليم، لتقديم صورة كاملة وواضحة للعدالة.





