لا تشربوا أبداً من كوب الماء الموجود بجانب سريركم : اكتشفوا السبب
لطالما كانت عادة وضع كوب من الماء على المنضدة بجانب السرير قبل النوم من العادات الراسخة في العديد من الثقافات والمنازل. نشأ معظمنا على ممارسة هذه العادة، بل وتعلمنا منذ الصغر أن شرب الماء فور الاستيقاظ له فوائد صحية كبيرة، حيث يعيد ترطيب الجسم بعد ساعات طويلة من النوم. لكن، وراء هذه العادة البريئة، تكتمل قصة مختلفة تماماً خلال ساعات الليل.

الظاهرة: طعم غريب ومذاق غير مألوف
إذا كنت ممن يمارسون هذه العادة، فلا بد أنك لاحظت أن طعم الماء في الصباح أصبح مختلفاً وغريباً. فهو يفقد نضارته المعتادة ويصبح مسكناً لطعماً لا يمكن وصفه بدقة، بين الباهت والمعدني أحياناً. هذا التغير ليس وهمياً أو ناتجاً عن حاسة التذوق في الصباح، بل هو إشارة حقيقية إلى أن تغييرات قد حدثت للماء أثناء الليل.
السبب الرئيسي: رحلة كيميائية داخل الكوب
السر وراء هذا الطعم الغريب يكمن في تفاعل كيميائي بسيط لكنه مستمر. فعندما يظل الماء معرضاً للهواء طوال الليل، فإنه يمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو.
هذا الغاز يذوب في الماء ويتحول إلى حمض الكربونيك، وهو نفس الحمض الضعيف الموجود في المشروبات الغازية ولكن بتركيز أقل. هذه العملية تغير التركيبة الكيميائية للماء، مما يجعله أكثر حمضية بشكل طفيف.
وعندما يتحرر هذا الحمض، يتفكك إلى أيونات البيكربونات والكربونات، مما يؤدي إلى تغير درجة الحموضة (pH) للماء، وهذا هو السبب العلمي الرئيسي وراء ذلك الطعم المختلف.
السبب الثانوي: غزو غير مرئي من الغبار والجراثيم
بالإضافة إلى التحول الكيميائي، فإن كوب الماء المكشوف يكون عرضة لغزو غير مرئي. فطوال الليل، تستقر جزيئات الغبار، وعث الغبار، وحبوب اللقاح، وحتى البكتيريا المحمولة في الهواء على سطح الماء.
وفي بيئة مظلمة ودافئة مثل غرفة النوم، قد تجد بعض الكائنات الدقيقة في الماء بيئة مناسبة للتكاثر، وإن كان ببطء. كما أن لعابك أو آثار من فمك قد تنتقل إلى حافة الكوب ثم إلى الماء إذا شربت منه ليلاً، مما يضيف مصدراً آخراً للبكتيريا.
الخلاصة: هل الماء آمن للشرب؟
الجواب هنا ليس قطعياً. فالماء في الغالب لا يزال صالحاً للشرب من الناحية الفنية، خاصة إذا كان قد تم تركه لليلة واحدة فقط. فكمية الملوثات عادة لا تكون كافية لإصابة الشخص السليم بأذى.
لكن المشكلة الحقيقية ليست في التسمم، بل في تغير الطعم والانزعاج الصحي المحتمل. فشرب خليط من الماء الحمضي قليلاً والمخلوط بالغبار والجراثيم ليس تجربة منعشة ولا مثالية لبدء اليوم. ببساطة، إنه ماء “غير نقي” كما كان عند وضعه.
التوصية الذهبية: كيف تتجنب هذه المشكلة؟
لحل هذه المشكلة ببساطة، يمكنك اتباع إحدى هذه النصائح:
-
استخدم زجاجة ماء ذات غطاء: فهي تحمي الماء من التعرض للهواء والغبار طوال الليل.
-
استخدم كوباً له غطاء: العديد من الأكواب المصممة للاستخدام الليلي تأتي بأغطية.
-
استبدل الماء كل صباح: إذا كنت تفضل استخدام الكوب، فاحرص على تفريغه وغسله جيداً كل صباح وملئه بماء جديد ونظيف.
بهذه الطريقة البسيطة، تضمن أن تبدأ نهارك برشفة منعشة من ماء نقي، يحقق لك الفائدة المرجوة دون أي أضرار أو مذاق غير مرغوب فيه.





