الإعلامي مالك مكتبي يستضيف أجـ.ـرأ فتاة على كوكب الأرض ببرنامج أحمر بالخط العريض!!
في مشهد حوّل البرنامج التلفزيوني إلى منصة للجدال الوطني، أطلقت شابة لبنانية في الثلاثين من عمرها عاصفة من النقاش والجدل خلال ظهورها على برنامج “أحمر بالخط العريض” على قناة “إل بي سي”. حيث فجرت ضجة واسعة عبر تصريحات صريحة وغير مألوفة كشفت فيها عن تفاصيل حميـ,,ـمة في حياتها الزوجية، مما دفع بالبرنامج وموضوعه إلى واجهة النقاش العام في لبنان.
انقسام الرأي العام: بين حق التعبير وتجاوز الأعراف
لم تكن ردة فعل الجمهور موحدة، بل انقسمت الساحة الرقمية والاجتماعية إلى معسكرين واضحين. من جهة، عبر عدد كبير عن صدمتهم واستنكارهم الشديدين لهذه الطلبات أو التصريحات التي وصفوها بـ”الغريبة” و”غير المقبولة”،
معتبرين أنها تتجاوز الخطوط الحمراء للأخلاق والقيم الاجتماعية السائدة. وفي الجهة المقابلة، دافع فريق آخر عن حق الشابة في التعبير عن رأيها واختياراتها الشخصية، مؤكدين أن حياتها الخاصة هي شأن لا يحق لأحد التدخل فيه أو إصدار الأحكام عليها.
البرنامج تحت المجهر: الإثارة مقابل المحتوى
امتد سهم النقد ليطال البرنامج نفسه والقناة المضيفة. تساءل العديد من المتابعين والمراقبين عن الدور الحقيقي لبرامج “التابلوييد” أو الإثـ,,ـارة في المجتمع.
حيث رأى نقاد أن “أحمر بالخط العريض” يتعمد تجاوز الحدود المقبولة بحثاً عن الإثـ,,ـارة وزيادة نسب المشاهدة، مستخدماً العناوين والصياغات الصادمة كطعم لجذب الجمهور، دون اعتبار كاف للآثار الاجتماعية أو الأخلاقية لمثل هذه الموضوعات.
الصمت الإعلامي: مقدم البرنامج والقناة يتجنبان التعليق
في وسط هذه العاصفة النقدية، لاحظ المتابعون صمتاً لافتاً من الأطراف المعنية مباشرة. فمقدم البرنامج، مالك مكتبي، لم يعلق على الانتقادات الموجهة إليه أو إلى محتوى البرنامج، وواصل تقديم الحلقة بمنهجيته المعتادة دون أي إشارة إلى الجدل الدائر.
كما امتنعت قناة LBC عن إصدار أي بيان رسمي يوضح موقفها أو يرد على الانتقادات، وهو ما فسره البعض على أنه تأييد ضمني لنهج البرنامج، أو على الأقل، أولوية للجدل الإعلامي والإعلاني على حساب المسؤولية الاجتماعية.
إستراتيجية الجدل: نموذج ناجح لرفع نسب المشاهدة
تشكل هذه الحلقة نموذجاً صارخاً لاستراتيجية إعلامية واضحة يعتمدها “أحمر بالخط العريض” وبرامج مشابهة. فمن الواضح أن تقديم محتوى “صادم” أو “مثـ,,ـيراً” هو خطة مدروسة تهدف قبل كل شيء إلى جذب الانتباه وخلق ضجة إعلامية تترجم مباشرة إلى ارتفاع في نسب المشاهدة والإعلانات.
ورغم الطبيعة الانفعالية للجدل، إلا أن النتيجة النهائية غالباً ما تكون مربحة للقناة من الناحية التجارية، مما يفسر استمرارها في تبني هذا النهج، خاصة في المواضيع المتعلقة بالعلاقات الزوجية والعائلية التي تمس شرائح واسعة من المجتمع.
تساؤلات مصيرية: أين حدود الإعلام وأين مسؤوليته؟
يترك هذا الجدل وراءه أسئلة جوهرية تهم مستقبل المشهد الإعلامي في لبنان والمنطقة:
-
حدود الإثارة: إلى أي مدى يمكن أن تذهب وسائل الإعلام في سعيها المحموم لاجتذاب المشاهدين على حساب المضمون والقيم؟
-
التأثير المجتمعي: هل يمكن أن تؤدي المناقشات العلنية والصادمة لهذه المواضيع الحساسة إلى إحداث تغييرات إيجابية في وعي المجتمع اللبناني، أم أنها تهدد تماسكه وتقوده إلى التطرف في الرأي؟
-
المسؤولية الأخلاقية: أين تقع مسؤولية الإعلامي والقناة في الموازنة بين حرية التعبير من جهة، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع من جهة أخرى؟
هذه الأسئلة لا تبحث عن إجابة فحسب، بل تحتاج إلى حوار مجتمعي جاد وشامل، يشارك فيه الإعلاميون والمثقفون وأفراد المجتمع، لوضع معايير أخلاقية تحترم حرية الرأي دون أن تمس بقيم المجتمع وهويتها.