منوعات

إذا كنت تمتلك منها ستصبح من الأثرياء.. عملة سورية قديمة تعرض للبيع بمبالغ خيالية (صور)

تشهد منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة موجةً من المنشورات والتقارير التي تتناول ظاهرة بيع العملات السورية القديمة، حيث يعلن هواة جامعو العملات والمستثمرون عن عرض قطع نقدية وورقية سورية نادرة للبيع بأسعار مبالغ فيها، وصلت في بعض الأحيان إلى مئات الدولارات مقابل القطعة الواحدة.

أحلام الثراء السريع
ولم يقتصر الأمر على مجرد عرض للبيع، بل رافق ذلك تأكيدات من بعض المستخدمين على أن امتلاك كميات كبيرة من هذه العملات القديمة، خاصة النادرة منها، قد يكون بمثابة كنز مخفي، يمكن أن يُحَوِّل أصحابه إلى أثرياء بين ليلة وضحاها في حال تم بيعها بالأسعار التي يتم الترويج لها. هذه الادعاءات ساهمت في خلق حالة من الحماس والفضول بين المتابعين.

منصات البيع: فيسبوك وتلغرام ساحة رئيسية
أصبحت مجموعات متخصصة على منصتي “فيسبوك” و”تليجرام” السوق الإلكترونية الرئيسية لهذه التجارة. تتيح هذه المجموعات للمشترين والبائعين التواصل المباشر، وعرض القطع المتاحة، والتفاوض على الأسعار، مما خلق مجتمعًا افتراضيًا ناشطًا يكرس جهده لهواية جمع العملات وتجارتها.

أكثر العملات طلباً: إصدارات 1973 و1982
في قلب هذه الظاهرة، برزت عملتان محددتان كالأكثر طلباً وقيمة. الأولى هي العملة الورقية من فئة الخمسين ليرة سورية التي تم إصدارها عام 1973، والتي أصبحت قطعة مرغوبة بشدة لدى الهواة. أما العملة الثانية فهي الليرة السورية الورقية التي صدرت عام 1982، والتي يحاول الكثيرون الحصول عليها لإكمال مجموعاتهم أو لاستثمار ندرتها المتصورة.

تحذيرات من المخاطر والمزالق
على الرغم من الإثارة المحيطة بهذا السوق، يطلق الخبراء وهواة الجمع المخضرمون تحذيرات شديدة اللهجة. فهم ينصحون بالحذر الشديد وعدم التسرع في إجراء أي صفقات، مؤكدين على ضرورة التحقق من مصداقية البائع أو المشتري، والتأكد من أن العملات أصلية وليست مقلدة.

كما يشددون على أهمية البحث عن الشرعية الكاملة لهذه المقتنيات، لتجنب الوقوع في مشاكل قانونية قد تترتب على بيع وشراء القطع الأثرية أو النقدية.

تفاصيل الأسعار: من 50 إلى 150 دولار للقطعة
تكشف متابعة نشاط مجموعات البيع أن سعر العملة الخمسين ليرة إصدار 1973 يتراوح بشكل عام بين 50 و 150 دولاراً أمريكياً. ويعتمد السعر النهائي بشكل كبير على حالة العملة ومدى حفظها؛

فكلما كانت القطعة محافظة على بريقها وألوانها الأصلية وكانت نسبة التآكل فيها قليلة، كلما ارتفعت قيمتها السوقية، لتصل أحياناً إلى الطرف الأعلى من هذا النطاق السعري.

امتداد الظاهرة إلى المتاجر الإلكترونية العالمية
لم تتوقف الظاهرة عند منصات التواصل الاجتماعي، بل امتدت إلى متاجر إلكترونية كبيرة ومعروفة. حيث عرض متجر تركي شهير قبل فترة عملة سورية قديمة للبيع بما يعادل ما بين 1000 و 1500 ليرة تركية. والأكثر لفتاً للانتباه، عرض أحد البائعين على المتجر التركي الشهير

“إن 11” مجموعة خاصة مكونة من (عملة ورقية قديمة من فئة 50 ليرة + عملة معدنية من فئة 1 ليرة) بسعر مذهل بلغ 11,100 ليرة تركية. كما تم رصد عرض آخر لعملة ورقية من فئة ليرة سورية واحدة بسعر وصل إلى 15,000 ليرة تركية على منصات بيع أخرى.

علامة استفهام: ما الفائدة الحقيقية للمشتري؟
في خلاصة الأمر، وعلى الرغم من التقارير التي تؤكد قيام العديد من الأشخاص بشراء هذه العملات، تبقى الغاية الأساسية والجدوى الاقتصادية من وراء شرائها بأسعار مرتفعة بهذا الشكل غامضة إلى حد كبير.

فلم يتم تقديم تفسير واضح أو ضمانات حول القيمة الاستثمارية الحقيقية لهذه العملات على المدى الطويل، أو ما إذا كان هذا السوق مجرد فقاعة مؤقتة تزول بزوال الضجة الإعلامية حولها، مما يجعله مجالاً يتطلب الكثير من الدراسة والحذر قبل الخوض فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى