السمك الأبيض فيليه المستورد هو لقـ،ـتل البشر العربي
تفاجئ المستهلكون في العالم العربي بحملة منع واسعة شنتها العديد من الدول العربية ضد أنواع شائعة من الأسماك المجمدة، بعد أن كشف النقاب عن حقائق مروعة حول مصادرها وطريقة تربيتها. جاءت هذه الصدمة على خلفية تحقيق استقصائي ميداني دعمه المحامي الأردني طارق أبو الراغب بالوثائق والأدلة،
ليُثبت أن أسماك الفيليه والباسا (المعروفة محلياً باسم “البكلاي”) مقطوعة الرأس، والقادمة من دول مثل الأرجنتين والبرازيل والصين وفيتنام، يتم تربيتها في بيئات ملوثة تشكل خطراً داهماً على الصحة العامة.

ردود فعل رسمية سريعة وحاسمة
كان للتحقيق تأثير بالغ وسريع، حيث تحركت الحكومات بشكل عاجل. ففي الأردن، تم حظر استيراد أسماك الفيليه والباسا مقطوعة الرأس بشكل تام. وتبعتها لبنان بإتلاف 60 شاحنة محملة بهذه الأسماك قبل ستة أشهر. ولم تتأخر دول الخليج العربي في الانضمام إلى هذه الحملة الوقائية، معلنةً بدورها منع استيراد هذه الأنواع لحماية مواطنيها.
بداية القصة: محامٍ يرفع راية الحماية
تكمن بداية هذه القضية في مكتب المحامي الأردني طارق أبو الراغب، الذي كشف لـ”الرأي” عن الدوافع وراء بحثه. أوضح أبو الراغب أنه كان يعد لبرنامج تلفزيوني محلي حول أسباب انتشار الأمراض المستعصية والسرطانية وأمراض الضعف الجنسي.
وقال: “صُدمت عندما اكتشفت أن أكثر من 80% من هذه الأمراض يعود سببها إلى الغذاء الفاسد في الوطن العربي. هذا الأمر دفعني للبحث لاكتشاف أن العرب يُقتلون يومياً بالغذاء أكثر من الحروب”. وأكد أن الغذاء المستورد هو الشريان الرئيسي لنشر أمراض مثل السرطان، ونقص فيتامين ب12، وهشاشة العظام.
الكشف المفزع: “سوق قمامة عالمي” يستهدف العرب
من خلال بحثه الميداني، توصل أبو الراغب إلى كشف خطير، وهو وجود ما وصفه بـ “سوق قمامة عالمي” يبيع للعرب حصرياً، من الخليج إلى المحيط، وبأن الموردين هم أنفسهم لجميع البلدان العربية. وأبرز أن أسماك الفيليه يتم تربيتها في أحد أكثر أنهار العالم تلوثاً، والذي يُستخدم كمكب لمخلفات المصانع والمخلفات العضوية البشرية.
أساليب خادعة ومواد مسرطنة
وصف أبو الراغب حالة هذه الأسماك قبل معالجتها بأنها “كالقمامة”. وكشف أنه حتى تصبح صالحة للتصدير، يقوم الموردون بتنظيفها وتبييض لحمها في فيتنام باستخدام مادة كيميائية خطيرة تسمى “الملاكايت جرين”، وهي مادة محظورة عالمياً لكونها من المسببات الرئيسية للسرطان. وأضاف: “قمت بفحص هذا السمك على نفقتي الخاصة، وكانت النتيجة أنه مسرطن بنسب عالية وسامة”.
أما بالنسبة للسمك مقطوع الرأس، فأشار إلى أنه يُستورد من شواطئ الأرجنتين الملوثة، حيث تدفع الحكومة هناك مالاً للتجار للتخلص منه وتنظيف الشواطئ، لكن بعض التجار الانتهازيين يقومون بجمعه وبيعه للدول العربية، غير مكترثين بالآثار الصحية الكارثية.
استهداف ممنهج أم غياب للرقابة؟
في تعليقه على الجوهر الأخلاقي للقضية، أصر أبو الراغب على أن الأمر لا يقتصر على إهمال، بل هو “استهداف ممنهج للمواطن العربي”. واستشهد بمثال صادم، متسائلاً: “كيف تمنع إسرائيل استخدام مادة الببسين في البيبسي لحماية مواطنيها، وتسمح لنا نحن باستيرادها واستخدامها؟”، في إشارة إلى ازدواجية المعايير والتلاعب بصحة المستهلك العربي.
نداء استغاثة للمسؤولين والمواطنين
اختتم التقرير بتوجيه نداء عاجل إلى ضمير المسؤولين وهيئات الرقابة، قائلاً: “حسبي الله ونعم الوكيل على من لا يخافون الله فينا ويستوردون لنا الموت والعذاب… أين وزارة الصناعة؟ وأين إدارة حماية المستهلك؟ ووزارة الصحة والبيئة؟ يا جماعة الموضوع جداً خطير.”
ودعا الجمهور إلى نشر الموضوع على أوسع نطاق لكي يصل لكل مسؤول قادر على اتخاذ القرار، وطالبهم “تصعيد الأمر” لمنع هذا “الوباء الخطير” و”السم القاتل” الذي يتم تصديره للعرب. ووصف الأمر بأنه محاولة من دول أخرى “لقتلنا ببطء وإصرار وترصد”، مع “سبق الإصرار على إلحاق الأذى بنا وقتلنا في بلادنا بدم بارد من أجل الفلوس والكسب الحرام.”





